شلة ” زيزو”…. ومغارة “على بابا “

“زيزو” شخصية كرتونية انتهازية بدرجة رئيس لشلة منتفعين يتربعون على مغارة “على بابا” الفوضوية المقسمة والموزعة على عدة وكالات، كل وكالة مخصصة لفرقة ومايسترو، بلا حسيب ولا رقيب “ومال عمك ما يهمك”، المهم “زيزو” يستأنس.
قصص الاستغلال المالي حتى الرمق الأخير أخذت في الانتشار منذ وقت مبكر جداً، والنهم والجشع طبيعة بشرية وتعبر عنها الأية الكريمة في محكم التنزيل ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾.
في كل الأسواق والمناطق والقرى والبقاع تتكرر الممارسات لسبب واحد هو إن غاب الحساب ساد اللعب والفساد وإساءة استخدام السلطة واستغلال المكان ماديا رغم سوء الأداء، القاعدة قديمة وتتكرر بلا خجل أو حياء، بلا أمانة وبلا أخلاق.
للأمانة الخلل ليس في “زيزو”، فالأساس هو رأس الهرم الذي يتفرج من الأدوار العليا في البرج الشاهق ويرى هذه الممارسات ويصمت صمت الأصنام.
فصول القصة كثيرة وتفوح منها روائح كريهة، لكن الشبكة تمكنت من كل المفاصل وتغلغلت أياديهم، وأدخلوا كيانات مؤتمنين عليها في دهاليز من المشاكل والقضايا هنا وهناك، ولا رؤية ولا تطوير ولا خطة ولا أداء ولا ينتظر منهم أي خير، هم فقط مستمرين حتى تصل البقرة الحلوب لمرحلة الجفاف ويجف الضرع، فيودعون الكيان بابتسامة عريضة.
كم “زيزو” جاسم على الصدور؟ كم “زيزو” ينخر كالسوسة في جسد هذا الكيان وتلك المجموعة بلا أمانة ولا مسؤولية ولا خجل من تلك الممارسات، ليس أمام مجلس الإدارة أو المساهمين بل أمام علام الغيوب الذي قال في محكم التنزيل ” يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله”، فحال شلة زيزو هكذا، يتسترون ويتلاعبون ويكيلون لأنفسهم المكافآت بلا إنجاز.
كيانات ومسميات ومكاتبات وهياكل تنفيذية، وسفرات واستثمارات واجتماعات وكلها “جعجعة بلا طحين” فلا فائدة ملموسة ولا نقطة ضوء في نهاية النفق الطويل الذي يراد له أن يطول ويستمر غارقاً في الظلام الحالك.
لكن عندما تتحدث مع “زيزو” تعلم منه أن المشلكة أكبر بكثير، فالعضو الذي يدعم “زيزو” هنا، يقدم له خدمات جليلة هناك ويعمل في موقعه بمثابة عين له.
الرئيس الفاشل تائه في تلبية قرارات أولاد العم، كونه بارع في التدليس وتلبس “القحافي” عدل، لكن ما غاب عنه أن دوره قادم في الحساب ولن ينفعه أحد مثلما فلت ذات مرة في إحدى المطارات أثناء عودته من التفاوض على بيع حصة في أحد الكيانات المصرفية، وأنقذه رجل أعمال من عائلته في اللحظات الأخيرة.
باختصار آلة غسيل المخ التي يستخدمها “العراب ” تمنح شلة “زيزو” غطاء وحصانة وأمان وضوء أخضر للتمادي والتلاعب، فسياسة الشكوى التي يستخدمها “كبيرهم ” الذي علمهم سحر التلاعب وتزييف الحقائق والوقائع تحقق له في بعض الأحيان مكاسب وتحقق له ما يريد بشكل آني وعرضي.
لكن مع تحول العالم إلى سماء مفتوحة وانتشار وسائل التواصل جعل من سياسة تكميم الأفواه ولي الذراع عملية صعبة، فتغريدة واحدة من 150 حرف عبر حساب لا يتعبه حتى 100 متابع يمكن أن تحقق إزعاج وألم وحسرة لكبير “الشلة ” الذي يقول أحد المنتفعين عنه عندما تتناقش معه” إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم…الر… “.
هكذا هي نظرتهم لصاحب الوجه البريء الطفولي المبتسم دائماً ملك تزييف الأرقام وتغييب الحقائق وتكميم الأفواه وحشد أصوات بيوت الاستشارات لزوم مكياج الأرقام .
“زيزو” ما ينلام على أفعاله في حلال المساهمين لطالما 13 ناطور مغيب، والكبير فيهم صغير وتاريخه مليء بالتلاعبات، فضلا عن أنه كذوب لا يتورع أن يتكلم بعكس الحقائق حتى وإن كان ذلك على الملأ وعبر مراسلات رسمية كاذبة.
لكن في ظل منظومة الفلتان لن يكون مستبعد أن تمثل جبهة “زيزو” ثقب في السفينة، ومع الأيام سيتسع هذا الثقب وستمتلئ بالماء لتغرق في نهاية المطاف وتتكرر “مأساة ” تيتانك” فحجم التداعيات ستكون واسعة وستنهزم قصة ومقولة السفينة التي لا تغرق وستتكشف الأرقام الزائفة أمام بيانات البروبوغاندا، وسلاح غسيل المخ.
شلة “زيزو” عبثها سيصل للعظم قريبا جداً وإن فات الفوت لن ينفع الصوت، وسيتوارى “زيزو” وفريقه عن الأنظار لبرهة من الوقت حتى تذوب القصة اعتماداً على ذاكرة السمك وعاش “زيزو” وفرقته … وكلها “جم شهر” وبوثنتين يرشحه وزير، ويعود “زيزو” وربعه يتصدرون المشهد الرسمي من جديد ويوزع فرقتة المتجانسة معه والمدربة على اللعب والتلاعب في مناصب الوزارة، ومن المنتظر أن يتم وضعه على رأس وزارة ذات صبغة مالية حتى يواصل تقديم القرابين ويكون خير خلف لخير سلف.