” نابيسكو” تؤكد شفافيتها وتحرج الشركات والبورصة

الإفصاحات المزاجية يجب أن تتوقف والأثر الجوهري يجب أن يعلن!
لماذا تعلن “نابيسكو” العائد ويخفي الآخرين؟ وكيف تقبل البورصة؟
كم شركة عادت وأعلنت هامش الربح بعد انتهاء العقد؟
إخفاء العائد تحفيز للشراء ومساهمة في اصطناع سعر غير حقيقي للسهم.
ما الذي تخشاه الشركات الأخرى من كشف هامش الربح؟
كتب يوسف خوري :
مرة أخرى تؤكد الشركة الوطنية للخدمات البترولية “نابيسكو” شفافيتها والتزامها بإعلان الأثر المالي للعقود والمناقصات التي تفوز بها.
قبل أسابيع أعلنت الشركة بشفافية عن هامش الربح، وبالأمس وقعت عقد مع شركة نفط الكويت بقيمة 5.148 ملايين دينار كويتي يتعلق بتقديم خدمات إدارة النفايات في مناطق عمليات الشركة في شمال الكويت بقيمة 5.148 مليون دينار كويتي وذلك لمدة 5 سنوات.
وأفادت الشركة بأن هامش الربح المتوقع لهذا العقد هو 10%، ويعتمد ذلك على ظروف تنفيذ العقد وسير العمل.

الملاحظات في ملف الإفصاح عن هامش الربح للمناقصات والعقود كثيرة، لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن تميز السوق في هذا الجانب له آثار إيجابية على جاذبية السوق وتعزيز تنافسيته في ظل عدم تعدد المميزات مثل اتساع قاعدة الأدوات الاستثمارية.
وفيما يلي أهم الملاحظات على ذلك الملف:
- الإفصاحات يجب أن تكون موحدة فمن غير المنطقي أو المقبول أن كل شركة تعلن كيفما شاءت.
- هامش الربح مهم جدا للمستثمرين لتقييم السهم بشكل دقيق وإلا كيف يمكن للمستثمر أن يقيم السهم من دون معطيات.
- مهمة البورصة في هذا الملف كبيرة وعليها مسؤولية جسيمة، ويجب أن تطلب من الشركات الإفصاح عن هامش الربح أو تلجأ إلى الجهة الرقابية وتفتح معها نقاشاً لمعالجة الملف.
- أقل ما يجب أن يحصل عليه المساهم هو الأثر الناتج عن العقود أو المناقصات.
- إصرار بعض الشركات على عدم الكشف عن العوائد مثير للريبة ومحل شك، وإلا ما التفسير أن تعلن شركة بكل وضوح وشفافية وتتنصل أخرى.
- البورصة سوق عام والشركات المدرجة ليست شخصية أو عائلية مهما كانت محسوبة على التحالفات أو التكتلات، فطالما تم إدراجها في سوق مالي عام وتم تسويقها على المستثمرين وتحت جهة رقابية وتم تداول أسهمها، فلكل مساهم حق في معرفة المعلومات المؤثرة جوهريا على القوائم المالية.
- عقلية التعامل مع الشركات المدرجة بأنها ملكية خاصة لا تزال مسيطرة، والتغير يجب أن يبدأ من السوق بالتأكيد على الالتزام بإعلان هامش الربح .
- لا توجد شركة واحدة في البورصة من الشركات التي فازت بعقود ومناقصات أفصحت بأنه سيتم الإفصاح لاحقاً عن العوائد وعادت بعد انتهاء العقد وأعلنت عن هامش الربح المحقق.
- إلزام الشركات بالإفصاح عن العائد هو الخيار الأوحد خصوصا وأن عدوى الإيجابية في السوق شبه مشلولة، وعلى سبيل المثال شركة البترولية المستقلة الوحيدة في البورصة التي تعلن مبكراً عن نتائج أعمالها غير المدققة منعاً للإشاعات والتأثيرات التي تصاحب مرحلة إعلانات البيانات المالية وذلك منذ أكثر من 18 عاماً ولم تقلدها أي شركة في هذا الصدد، حتى أعضاء مجلس إدارة شركة البترولية الذين لديهم شركات أخرى مدرجة لم يحاولوا أن يتبعوا نفس النهج.
- الإمعان في الشفافية يجب أن يكون هو الأصل وليس “الالتفاف” من بعيد وتقديم معلومات “رفع” عتب، فما فائدة أن تعلن شركة عن توقيع عقد بقيمة 100 مليون دينار ولا أثر على السهم، تغييب العائد وتجهيل المساهم وإخفاء النسبة هي بمثابة دعوة وتحفيز للشراء واصطناع سعر للسهم غير حقيقي.
أخيراً يبقى التساؤل ما الذي تخشاه الشركات من كشف هامش الربح؟