بدعة الميزانية المستقلة رابحة والمجمعة خاسرة “Standalone “…هدفها مكافآت!

شركات تسوق الميزانية المستقلة للشركة الأم لمنح مكافآت للرئيس التنفيذي
الكل لا يتجزء وخسائر الشركات التابعة فشل من الشركة الأم
مسؤولية الشركة المسيطرة تقديم الدعم الفني والمالي ومعالجة السلبيات
كل استثمار خاسر لا تتم معالجته يعكس فشل الشركة الأم …لماذا تتمسك به؟
كتب على العبدالله :
الكل لا يتجزأ، فالصورة الكاملة عندما تجتزئ منها قطعة تصاب بالقصور والتشوه.
هكذا البيانات المالية للشركات المدرجة، خصوصا بالنسبة للكيانات القابضة والمجاميع التي لديها كيانات تابعة وتصب جميعها في ميزانية مجمعة.
ففيما يشبه الضحك على العقول، أومخاطبة المستثمرين باستخدام لغة التجميل التي كانت سائدة فيما قبل الأزمة المالية، قالت شركة مدرجة في البورصة أنها رابحة كشركة بمفردها لكن ميزانيتها المجمعية التي تصب فيها شركات تابعة وزميلة أدت إلى إظهار نتائجها ” بالسالب “!!!
هذه اللغة لا يجب أن تصدر من مجلس إدارة مسؤول أو من جهاز تنفيذي، خصوصاً وأن الشركات التابعة تقع تحت نطاق السيطرة للشركة الأم، فإذا كان أداء الشركات التابعة سلبياً أو سيئأً فإن ذلك يعكس قصوراً على كل المستويات في إدارة الشركة الأم وكيفية التعامل مع استثماراتها.
فمن واجبات الشركة الأم متابعة الاستثمارات التابعة وتوفير كل عوامل النجاح بشتى أنواع الدعم الفني والإداري والمالي، وكثير من الشركات تقدم هذا الدعم بوضوح، وآخر هذا الدعم ما حصلت عليه شركة يوباك من رفع مستوى التسهيلات المقدم من الشركة الأم إلى 160 مليون دينار كويتي.
لكن ما سر هذه اللغة؟ ولماذا تسوق بعض الإدارات التنفيذية مبدأ وقاعدة أن الشركة الأم رابحة كميزانية مستقلة، فيما الميزانية المجمعة تتحمل وزر أداء الكيانات التابعة؟!!
- تسويق مبدأ وقاعدة أن الشركة الأم أدائها جيد وتتأثر بالتابع هي بدعة ومخرج للحصول على مكافآت سواء للرئيس التنفيذي أو مجلس الإدارة.
- الشركة الأم تمارس نشاطها من خلال أذرعها التابعة بالدرجة الأولى، فكيف تتنصل منهم عندما تحقق خسائر وتدعي أنها بمفردها وكميزانية مستقلة رابحة؟!!
- إذا كان أداء الشركة التابعة سلبي وسيئ فهي مسؤولية الشركة الأم التي تسيطر على قراراها الإداري بحكم تبعيتها.
- أيضا تسأل الشركة الأم عن كل كبيرة وصغيرة في استراتيجية الشركة التابعة، فهي من تعين أغلبية مجلس الإدارة وتشكل الجهاز التنفيذي.
- كل الشركات التابعة في كل الأنظمة الاقتصادية المتطورة تحظى بدعم ورعاية الشركة الأم، سواء على الصعيد الفني بدعمها عبر الكوادر الكفؤة، أو السيولة المالية في شكل قرض حسن منعدم الكلفة.
- إذا كان هناك نموذج في السوق يتعامل مع الشركات التابعة وفق نظام “الجزر المنعزلة” فهو يعكس قصور في قيام الشركة الأم بواجباتها ومسؤولياتها تجاه الاستثمارات التابعة التي تمثل جزء أصيل من حقوق مساهميها وموجوداتها.
- إذا كانت الشركة المالكة لاستثمار تابع تحتفظ باستثمار خاسر وغير مدر ولم تعالج الأسباب فهي ترتكب جريمة في حق مساهمي الشركة الأم، حيث إن من أبجديات مسؤولياتها المعالجة أو التخارج والبيع لوقف “نزيف الخسائر” الذي يأكل ربح جهات أخرى.
- كل خسارة تتضمنها الميزانية سواء من شركة تابعة أو استثمار زميل هو مسؤولية مجلس إدارة الشركة الأم والجهاز التنفيذي لها، وتقع على عاتقهم مسئوليته، على الأقل من باب احتفاظهم وتمسكهم بالاستثمار الخاسر وعدم المبادرة بمد يد العون لمعالجته أو التخارج منه، “فالفشل” مشترك ولا يحق لمجلس إدارة الشركة الأم التنصل منه أو التعامل باستقلالية بعيدا عنه.
- شركة مدرجة كبرى أعلنت مؤخرا أن إحدى شركاتها التابعة، والتي سيطرت عليها قبل 20 عاما كشركة صغيرة، أصبحت الآن أهم استثمار لديها وإيراداتها تفوق 1.1 مليار دينار، فكما تنسب لها النجاح يجب ألا يتم التنصل من الاستثمار التابع في حال التراجع والخسارة.
- كل التجارب المحترفة في السوق تؤكد منهج المسؤولية من الشركة الأم تجاه الشركات التابعة، وأبرز تلك التجارب تجربة البنك الوطني مع بنك بوبيان، حيث قاد البنك من منطقة مظلمة صعبة لأحد أهم البنوك الإسلامية وأكثرها تطوراً على الصعيد الرقمي، وبات يشكل رقماً صعباً في المنافسة. ثاني التجارب مجموعة الصناعات الوطنية، والتي قامت بتطوير أعمال كل شركاتها التابعة ومساعدتها في التحول من الخسارة للربح عبر تقديم كل أنواع الدعم الفني إدارياً أو ماليا.
وأمام ذلك تسقط كل المبرات الأخرى التي يسوقها هذا أو ذلك لتحسين صورة شخصية أو دفاعاً عن مكتسبات أيضا شخصية.