هل المستثمرون عرضة للاحتيال في ظل مراقب حسابات نزيه؟!

ملاحظات المراقب أهم من تقرير مجلس الإدارة.
المرور على تقرير المراقب مرور الكرام تواطؤ من المساهم
مراقبي الحسابات صداع مزمن متجدد وتواطؤهم مدمر
البيانات المالية مقبلة وتقارير مراقبي الحسابات يجب فلترتها
أصحاب النمو الجنوني بنسبة 7000% بلا نشاط تشغيلي من أين لك ذلك؟
الصين تفرض 62 مليون دولار غرامة على مدقق حسابات إيفرغراند
المدقق اشترك في الاحتيال المحاسبي للشركة العقارية
كتب على العبد الله:
التجارب المريرة على مدار التاريخ فما يخص الانهيارات المفاجئة لكبرى الشركات تأتي بهندسة مالية وتواطؤ مالي من نافذة مراقب الحسابات، التلاعبات في البيانات المالية تجعل من مراقبي الحسابات صمام أمان أول، وتكاد تكون سمعة مراقبي حسابات الشركة أهم من سمعة مجلس الإدارة نفسه. فمع تكرار الأزمات المالية والانهيارات التاريخية بات مراقب الحسابات يشكل ركن مهم من مكونات الشركة، وصمام أمان بين الاستدامة والانحراف ومن ثم الانهيار.
أهم وأكبر قصص الانهيارات كانت بتواطؤ محاسبي وتلاعبات في البيانات المالية وتضخيم الميزانيات، ليس فقط على الصعيد العالمي، بل حتى على الصعيد المحلي. فبعد اندلاع الأزمة المالية أواخر 2008 تساقطت رموز مالية واستثمارية كبرى في السوق، بل كانت في مقدمة المتهاويين، بعضها بسبب عمليات التضخيم التي كانت تتم للأصول غير المدرة، وأخرى كان يتم تقييمها بمبالغات صارخة فجة، إضافة إلى بعض المعالجات التي كانت تتم ويكون مراقب الحسابات على دراية بها أكثر من غيره، كونه مطلع على كل كبيرة وصغيرة في البيانات المالية، ويتلمس الخطر أكثر من غيره وبشكل مبكر. ربما كان هذا مقبولا حينها، حيث كانت هيئة أسواق المال، التي أنشأت لاحقا في 2010، غائبة عن المشهد، لكن هذا لم يعد مقبولاً حالياً في ظل وجود الجهات الرقابية وتنامي مسؤولياتها وإمكانية إبلاغها بأي شبهة فساد أو احتيال.
اكتساب مراقبي الحسابات أهمية تأتي من الدور الذي يقومون به، فيمكن لتحفظ يقدمه مراقب حسابات على ميزانية أن يوقف الشركة عن التداول، ورفض اعتماد الميزانية يضع مجلس الإدارة في مرمى المسؤولية أمام هيئة الأسواق ويضع مستقبل الشركة بالكامل على المحك.
لذلك ومع استمرار التلاعبات والأزمات من النافذة المالية والمحاسبية على الشركات أصبح اختيار مراقبي الحسابات مسؤولية جسيمة كبيرة توجب اختيارهم من بين الأكثر ثقة ومصداقية، حتى أنه يمكنك القول، أخبرني من مراقب حسابات شركتك، أخبرك من أنت وكيف تتصرف؟
هل يقرأ أحد التقرير بدقة؟
لكن من اللافت أن البعض يمر على تقرير مراقب الحسابات مرور عابر ويبدي عدم اهتمام به، ونادراً ما يتم التدقيق في ملاحظات المراقبين أو التمعن فيها من قبل المستثمرين، رغم أنها تحمل بعض الأحيان تحفظات جسيمة وخطيرة، وفي بورصة الكويت شركات مدرجة ورد في ميزانيتها ملاحظات كانت فاصلة للشركة مثل شركة العقارات الشهيرة التي أدرجت في البورصة عام واحد ومن ثم تم شطبها، وأصبحت تمثل نقطة سوداء، كون العقارات المملوكة للشركة مسجلة بأسماء أشخاص، وتمت إدانة تلك الممارسات من مدقق محايد تم تكليفه من وزارة التجارة والصناعة.
تجدد أزمات مراقبي الحسابات ليست حكراً على سوق أو دولة بعينها، فبعد التجاوزات التي حدثت في أكبر الشركات الأمريكية بالأمس القريب فرضت وزارة المالية وهيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية غرامة بقيمة 62 مليون دولار بحق “PwC” وحظرت عملها في البلاد لمدة 6 أشهر، بسبب تدقيق حسابات شركة إيفرغراند العقارية المنهارة.
وتولت PwC مهمة تدقيق الحسابات لمجموعة إيفرغراند العقارية، التي اتهمتها السلطات الصينية بتزوير نتائجها المالية وأرباحها في الفترة بين 2018 و2020.
وفي تلك الفترة، تقول بكين إن هينغدا “Hengda” التابعة لإيفرغراند والتي تولت “PwC” تدقيق حساباتها، رفعت أرباحها بنحو 78 مليار دولار على نحو غير صحيح حتى 2020.
وكان انهيار إيفرغراند في يناير الماضي، وهي المطور العقاري الأكثر مديونية في العالم بالتزامات تبلغ 300 مليار دولار، قد أثار المخاوف بشأن تأثير انهيار القطاع العقاري في الاقتصاد بأكمله.
يمثل القطاع العقاري نحو 25% من إجمالي الاقتصاد الصيني، الثاني عالميًا من حيث الحجم.
الجدير ذكره أن PwC من المكاتب الأكثر انتشارًا في الصين بين شركات التدقيق المحاسبية الأربع العالمية الكبري” Big 4″
أيضا يمكن الإشارة إلى أن بعض الكوارث المالية تأتي من “نافذة ” الكبار، حيث تشير الأرقام إلى أن إيرادات PwC العالمية 50.3 مليار دولار خلال.
…………..
احذروا فريق “لم تقع أي مخالفات“
عشية البيانات المالية للأشهر التسعة من العام الحالي دعت مصادر استثمارية ومالية بضرورة التدقيق والقراءة الجيدة للبيانات المالية وخصوصاً تقارير مراقبي الحسابات وملاحظاتهم.
الأمر نفسه يجب التركيز على الشركات التي فيها مدققي حسابات مشهود لهم بالنزاهة والدقة وليس نوعية “البيانات المالية سليمة وحسب الأصول المرعية، وحسب علمنا لا توجد أي مخالفات مالية خلال السنة”.
………………………
كيف عبرت للبورصة
الشركة العقارية التي استولت على حقوق مساهميها، كيف عبرت للسوق؟ وكيف استفادت من مساعدة المدققين؟ وكيف خرجت حالياً من مقصورة الإدراج لينعم من استولوا على عقارات المساهمين دون أي محاسبة حتى الآن؟
انهيار الأكثر إبداعاً
من المفارقات الغريبة أن “إنرون الأمريكية ” قبل انهيارها كانت تحصل على الشركة الأكثر إبداعاً على مستوى الشركات الأمريكية لمدة ست سنوات متتالية بين عامي 1995 و2000، وهو ما يذكرنا بالجوائز الحالية في السوق الكويتي للشركات الأكثر قوة ونفوذا، والأعلى تصنيفا، والأكثر جوائز، والأقوى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفجأة “تذوب” كما يذوب الملح في الماء.
أكبر 5 فضائح مالية
- تشارلز بونزي:
في عام 1919، جاء تشارلز بونزي، وهو مهاجر إيطالي مقيم في بوسطن، مع مخطط للثراء السريع والذي تضمن شراء كوبونات دولية بسعر منخفض في الخارج، ثم بيعها من أجل الربح في الولايات المتحدة. وقد قام بإقناع العديد من المستثمرين لدعمه، على الرغم من حقيقة أن أعماله كانت مغرقة في الديون الهائلة نتيجة للصعوبات اللوجستية وتزايد النفقات العامة. ولقد قام بونزى بعمل حيلة معروفة في وقتنا الحالي وهي استخدام الأموال التي قدمها مستثمرون جدد للدفع للمستثمرين الحاليين ولنفسه أيضاً. فعلى الرغم من أنه ليس المثال الأول لهذا النوع من الفضيحة، إلا أن سمعته قد ولدت مصطلح “مخطط بونزي”، وهو مصطلح يتم إطلاقة على أي نصاب أو محتال في عالم الأعمال.
2- شركة انرون :
صنفت مجلة فورتشن شركة الطاقة Enron التي تتخذ من تكساس مقراً لها، الشركة الأكثر إبداعاً في الشركات الأمريكية لمدة ست سنوات متتالية بين عامي 1995 و 2000. ومع ذلك، وبحلول نوفمبر 2001، انخفض سعر سهمها إلى أقل من دولار واحد بعد اكتشاف ديون مخفية بقيم مليارية. وكانت الشركة قد تمكنت من خداع الجهات التنظيمية من خلال بيانات مالية متلاعب بها لفترة ليست بالقصيرة بتواطؤ شركة المحاسبة المسئولة عن مراجعة ميزانيتها، حيث كانت شركة المحاسبة هي اللاعب الرئيسي في فضيحة “إنرون” وكانت في ذلك الوقت واحدة من أكبر خمس شركات محاسبية في الولايات المتحدة.
3- شركة ورلدكوم
أخذت شركة وورلدكوم لقب إنرون كأكبر إفلاس للشركات في تاريخ الولايات المتحدة بعد عام واحد فقط. وإجمالاً، وجد أن أكثر من 7 مليارات دولار في “الأخطاء المحاسبية” قد أدت إلى تضخيم أصول الشركة إلى حد كبير.
4- برنارد مادوف
باعتباره رئيساً لشركته الاستثمارية في “وول ستريت”، كان برنارد مادوف العقل المدبر لمخطط “بونزي” الأكبر على الإطلاق، فاحتال على المستثمرين بـ 64.8 مليار دولار. ويعتقد أن عملية الاحتيال يمكن أن تكون موجودة في وقت مبكر في الثمانينيات، لكنها انهارت بعد الأزمة المالية عام 2008. في ديسمبر من ذلك العام، اعترف مادوف لأبنائه بأن عمله كان مجرد “كذبة واحدة كبيرة”، وقاموا بعد ذلك بتحويله إلى السلطات. حصل مادوف على حكم بالسجن لمدة 150 عامًا.
5- ليمان براذرز
انهيار ليمان براذرز هو رمز دائم للأزمة المالية في أواخر عام 2008. ظلت شركة الخدمات المالية قائمة منذ أكثر من 150 عامًا، لكن استخدامها لألاعيب المحاسبة التجميلية ظهر من خلال أزمة الرهن العقاري، واضطر البنك إلى تقديم طلب للإفلاس. وبانهيار ما كان حين ذاك رابع أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
……………………….