اندماج الشجعان يمضي بلا تسريبات أو “تجميل” أو جس نبض للسوق

اندماجات المصلحة المتكافئة…لا تحتاج “أبواق” أو مستشارين لتسويق الأرقام
اندماجات تحتاج تخطيط لسنوات… واندماجات تولد كاستحقاقات
اندماجات أصحاب “الحلال” غير اندماجات يقررها موظفين أو ممثلين
كتب يوسف خوري:
اندماج بنك بوبيان وبنك الخليج أقل ما يمكن تسميته بأنه اندماج الشجعان، بنكين ناجحين، كل مصرف له ميزة وقيمة ومضافة تكمل الآخر، لا يوجد خلل في الموازين بين هذا أو ذاك، كما هو حال اندماجات المصلحة ذات الاتجاه الواحد.
عندما يتقابل قطاع خاص مع قطاع خاص تبرز لغة التكافؤ والمصلحة القائمة على تبادل منفعة لتحقيق كيان قوي لهدف حقيقي مشترك.
عندما يكون القرار اقتصادي تجاري بحت لا تحتاج مشاريع الاندماج “لأبواق” المدح ومستشاري التسويق لا الدمج.
عندما يكون قرار الدمج نابعاً من استحقاقات السوق والمصلحة المشتركة، تمضي الإجراءات بهدوء دون تسريبات “جس النبض ” أو مقدمات أو إبراز مسبق للأرقام وشكل وحجم الكيان.
بعض الاندماجات تم التخطيط المسبق لها منذ 8 سنوات، وهو ما يعكس أنها لا تستند إلا على مصلحة محددة لطرف واحد على حساب طرف آخر.
بعض الاندماجات تأتي بطريقة قسرية وتحتاج دعم إعلامي وسياسي، وأخرى تولد ناجحة من عناوينها ويترقبها السوق ويتمناها الجميع.
اندماجات كل طرف فيها يسعى إلى الآخر، ويمد يده بنفس القوة وذات السرعة، رغبة في التحالف وتمسكاً بالنجاح والبقاء، فيما اندماجات يسعى إليها طرف واحد رغم اختلاف العرق وتفاوت الكفاءة وفوارق الجودة التشغيلية والحضور المصرفي.
فارق كبير بين إندماج يتم بين كيان له ملاك وكيان آخر يتصرف فيه موظفين غير ملاك، فالمالك يتعامل مع المال وفق مقولة “المال عديل الروح” فيما الموظف أو الممثل يتعامل وفق قاعدة “مال عمك ما يهمك”.
يمكن الـتأكيد على أن اندماج بنك الخليج مع بنك بوبيان سيغير المشهد المصرفي الكويتي حرفياً، كونه اندماج حقيقي واتحاد قوة نشأ وفق رؤية مشتركة لن يعارضه حتى مساهم واحد، ولن يتم حشد وكالات للتصويت على بنود الجمعيات العمومية، ولن تغلق الجمعيات العمومية ولن تمنع الصحافة أوتغيب عن الجمعيات، وكم تتمنى بنوك أخرى لو يتاح لها الفرصة لأن تكون ضمن هذا المشروع.
كفة متساوية عادلة متكافئة، منذ إعلان نوايا مشروع دمج “بوبيان – الخليج” لم تتناول أي جهة ذكر أي مزايا لهذا أو ذاك، أو مقدمات تمهيدية عن أن التحالف سيكون الأضخم أصولاً والأعظم قوة والأكثر أرباحا والأعلى توزيعاً والأشد بأساً ونفوذاً والأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وستختفي من بعده “المصارف” ولن تجد عميلاً تخدمه.
إنه اندماج الشجعان، اندماج الملاك، اندماج النافذة الواحدة للمعلومة المجردة الخالية من أي تجميل!!