أسواق المال

البورصة: إصرار على التماسك ومقاومة الأحداث السياسية  

تبادل الأدوار بين الشركات الجيدة يحافظ على قوة السيولة

صحوة جيدة لأسهم تعيش في غفوة منذ سنوات طويلة

صغار المستثمرين يتساءلون عن مصير أسهم مجالسها في ثبات عميق  

كم عقد من الزمن تحتاج الشركات حتى تعود لمستوى القيمة الإسمية ؟

المجموعة الطفيلية متى ستفيق من الغفوة والثبات؟

كتب بدر العلي:

أنهت بورصة الكويت تداولات اليوم الأخير من الأسبوع على أداء متباين وضعيف نسبيا في المكاسب، لكن الإغلاق كان إيجابياً وأفضل نفسيا للمستثمرين والمراقبين من إغلاق السوق على خسائر.

الأمر الجيد في أداء البورصة حالياً أن كل الاتجاهات التي تشهدها تأتي تحت سقف من المعلومات الإيجابية المحفزة، حيث اتخذت أمس شركتين من ملاك “فولاذ” قرار بالمشاركة في العرض، في حين الثالثة ستجتمع الأسبوع المقبل لتقرر موقفها. أيضا استمرت عمليات الموافقة من البنوك على تمويل الشركات المدرجة بشروط مشجعة وميسرة جداً أهمها منح أحد الشركات خفض على التمويل المقدم يصل إلى 1% كاملاً، حيث تراجعت من 2,5% فوق سعر الخصم إلى 1,5% تقريباً.

أداء ختام الأسبوع يؤكد أن هناك مستثمرين راغبين بالاستثمار في البورصة، ومع هذا التوجه تأبي أن تستسلم للتداعيات والأحداث السياسية المرتبطة بالصراع العسكري الدائر حالياً.

في الوقت الذي يشهد فيه السوق عمليات جني أرباح وخروج من باب الأمان والعودة مع مطلع الأسبوع المقبل، هناك مستثمرين في الاتجاه المعاكس قاموا بعمليات شراء، حتى أن بعض الأسهم التي كانت تميل ناحية التراجع والتصحيح ارتفعت نتيجة عمليات الشراء القوية والملحوظ عليها وهي مرتبطة ببعض الاستحواذات والصفقات المرتقبة. 

تدريجيا تتبادل الأسهم والمجاميع الأدوار وتتبارى في إبراز ما لديها من نتائج وعمليات وأنشطة وأصول جيدة، حيث دخل السوق دائرة الحراك والنضج التشغيلي، وهو ما يفتح باب من التفاؤل لدى شريحة كبيرة من صغار المستثمرين بأن تمتد تلك الحالة لباقي الأسهم الجامدة والتي لم تستفيد حتى الآن.

بعض مجالس الإدارات غائبة عن المشهد، وربما أيضا عن الوعي التقديري لحال أسهم الشركات التي يتقلدون فيها مناصب، ففي السوق شركات استثمارية وغيرها في قطاعات عدة أقل ما يقال عنها أنها ستفقد الثقة المتبقية فيها وسيلفظها المستثمرون ولن يلتفت إليها أحد وسيتم الحكم عليها بالإعدام، خصوصاً وأن تلك الشريحة من الشركات بعضها ثابت عند مستويات أسعار مخزية ولم تتحرك ولم توزع أي أرباح نقدية أو منحة، وكأنها ديكور، فلا محاسبة ولا تقدم رغم مرور سنوات طويلة على هكذا وضع.

فهل تخجل تلك المجالس وتلحق بركب السوق حتى لا تبقى مثل البقعة السوداء على الثوب الأبيض.

لكن في المقابل يجب الإشادة بالأسهم التي تحركت من ثباتها العميق وركودها السلبي طيلة سنوات مثل “وطنية دق” حيث عادت من بعيد في صحوة غير متوقعة في سياق تحالف ودعوة مستثمرين لتملك حصص في الشركة بناءً على وعود بنتائج جيدة ومستقبل أفضل.

وأخيراً متى ستستفيق المجموعة الطفيلية الخاملة التي تتحرك عُشر فلس ومع الإغلاق تفقده علماً أن العُشر فلس ليس له مكان أو عرف في العملة الكويتية التي تبدأ بفلس صحيح.

إغلاق السوق

تباينت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت عند إغلاق تعاملات أمس

نما مؤشرا السوق الأول والعام بنسبة 0.03% لكل منهما، وزاد “الرئيسي” 0.06%، بينما انخفض الرئيسي 50 بنحو 0.02% عن مستوى الأربعاء.

بلغت قيمة التداولات بتعاملات الأمس 64.57 مليون دينار، وزعت على 399.67 مليون سهم، بتنفيذ 19.80 ألف صفقة.

التباين طال القطاعات؛ إذ ارتفع 5 قطاعات على رأسها المنافع بـ 1.37%، بينما تراجع 7 قطاعات في مقدمتها التكنولوجيا بـ 5.23%، واستقر قطاع الرعاية الصحية.

ومن بين 34 سهماً مرتفعاً تقدم سهم “المساكن” بـ 10.14%، بينما انخفض سعر 70 سهماً على رأسها “إنوفست” بـ 6.62%، واستقر سعر 24 سهماً.

تقدم سهم “متحدة” المتراجع 4.72% نشاطي الكميات والصفقات بنحو 56.53 مليون سهم و2.09 ألف صفقة على التوالي، بينما جاء “الوطنية الدولية” على رأس السيولة بقيمة 7.27 مليون دينار بارتفاع 8.29%.

وغلب الارتفاع على الأداء المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت خلال تعاملات الأسبوع الحالي، مع ترقب المستثمرين لمستجدات التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

صعد مؤشر السوق الرئيسي 50 خلال الأسبوع بنسبة 2.25% أو 138.67 نقطة ليصل بختام تعاملات الخميس إلى 6309.69 نقطة.

وأنهى مؤشر السوق الرئيسي التعاملات بالنقطة 6328.8، بارتفاع 1.19% يُعادل 74.14 نقطة عن مستواه بختام تعاملات 3 أكتوبر 2024.

وسجل مؤشر السوق العام نمواً أسبوعياً نسبته 0.17% مُغلقاً بمستوى 7048.23 نقطة، رابحاً 12.15 نقطة خلال الأسبوع.

وعلى الجانب الآخر، انخفض مؤشر السوق الأول وحيداً بنحو 0.05% أو 3.71 نقطة ليصل بختام التعاملات عند النقطة 7579.24.

وبلغت القيمة السوقية للأسهم بنهاية تعاملات الخميس 41.674 مليار دينار، بزيادة 0.17% عن مستواها في نهاية جلسة الخميس الماضي البالغ 41.605 مليار دينار.

وتباينت التداولات، إذ ارتفعت السيولة 5.07% عند 400.51 مليون دينار، بينما تراجعت الكميات بـ 21.06% عند 1.89 مليار سهم، وانخفض عدد الصفقات 16.95% إلى 98.6 ألف صفقة.

وقطاعياً، فقد ارتفع 7 قطاعات خلال الأسبوع على رأسها المواد الأساسية بـ 2.83%، واستقر الرعاية الصحية، فيما تراجع 5 قطاعات في مقدمتها التكنولوجيا بـ 21.20%.

وعلى مستوى الأسهم، فقد تصدر “الوطنية الدولية” القائمة الخضراء بـ 38.75%، بينما جاء “الأنظمة” على رأس التراجعات بـ 21.20%.

وجاء بنك بوبيان المتراجع 4.26% على رأس نشاط التداولات بمختلف مستوياته بحجم بلغ 217.86 مليون سهم، وسيولة بقيمة 115.69 مليون دينار، نفذت خلال 10.32 ألف صفقة، تزامناً مع بدء بورصة الكويت بيع 211.26 مليون سهم في بنك بوبيان؛ لصالح إدارة التنفيذ بوزارة العدل.

وفي تعليقة المعتاد قال نائب رئيس أول-إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في شركة كامكو إنفست رائد دياب :” لاحظنا تماسك البورصة هذا الأسبوع وتعويضها لبعض الخسائر التي مُنيت بها في الأسبوع السابق، مع استمرار التركيز على الأسهم الصغيرة والمتوسطة بشكل أكبر وذلك مع معاودة الهيكلة والتسويات التي تقوم بها العديد من الشركات”.

وكشف رائد دياب أن الشركات استفادت من خفض أسعار الفائدة، ليصل المؤشر الرئيسي 50 إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ يونيو 2022.

وأشار إلى أن الثقة موجودة في السوق الكويتي والسيولة حاضرة، وهناك اهتمام محلي وإقليمي وأجنبي للتداول في السوق الكويتي، وتفاؤل بالمستقبل في ظل الأساسيات القوية للدولة وللعديد من الشركات والنشاط المرتقب مع نهاية العام والاستفادة من التوزيعات، مع ترقب إعلان بيانات الربع الثالث من العام وتوقعات محافظتها على وتيرة التحسن.

وذكر “دياب” أن هناك انتظار للمزيد من البيانات من الاقتصادات الكبيرة في العالم وخاصة في الولايات المتحدة كمؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين والتي بالطبع ستعطي صورة أوضح عن حالة الاقتصاد ومسار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في المرحلة المقبلة بعد بيانات الأسبوع الماضي والتي أظهرت تحسن سوق العمل وعدم تدهوره كما كان متوقعا.

وتابع:” لكن في نفس الوقت، قد تستمر التوترات في الشرق الأوسط بالتأثير على معنويات المستثمرين وأي تطورات من شأنها أن تنعكس على أداء البورصة”.

……………………………………………

مؤشرات البورصة:

  • حقق مؤشر السوق الأول مكاسب بلغت 2.10+
  • تراجع مؤشر السوق الرئيسي50 نحو 1.37- نقطة.
  • ارتفع مؤشر الرئيسي 3.75+ نقطة.
  • ارتفع مؤشر السوق العام 2.35+نقطة.
  • بلغت قيمة التداولات 66.565 مليون دينار كويتي.
  • بلغت القيمة السوقية 41.674 مليار دينار.
  • حقق السوق مكاسب إجمالي بلغت 13.950 مليون دينار.
  • بلغت مكاسب السوق الأول 9.466 مليون دينار.
  • ارتفعت القيمة السوقية للسوق الرئيسي 4.483 مليون.
  • تراجعت قيمة التداولات 12.740+%.
  • تراجعت كمية الأسهم المتداولة 6.54-%.
  • ارتفعت الصفقات 1.51+%.
  • سجل سعر برميل النفط 77.62 دولار .
  • سهم وطنية “دق ” الأعلى تداولاً على صعيد القيمة بنحو 7.268 مليون.
  • سهم العقارات المتحدة الأعلى تداولاً على صعيد الكمية 56.533 مليون دينار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى