منوعات

كيف يكون التاجر الفاشل قيادي ناجح؟!  

التاجر الفاشل … حتماً سيكون قيادي فاشل، وإلا كيف يمكن أن يفشل شخص في إدارة أمواله وحلاله وثرواته وحر ماله الذي قيل فيه “المال عديل الروح” ويمكن أن تكون له بصمة في إدارة المال العام أو الوظيفة الرسمية؟!

من النوادر أن يقبل تاجر بوظيفة رسمية أو يبحث عنها، فالتجارة أساساً سلطة ونفوذ في كل دول العالم، وشريحة التجار تسمى شريحة الصفوة، وهم مستهدفون دائماً من كل دول العالم، والجميع يرحب بهم ويفتح لهم الأبواب، وكثير من التجار يقابلون ملوك ورؤساء دول، ويرحب بهم كافة المسؤولين في أي دولة يرغبون بالاستثمار فيها.

أمام تلك المميزات والأجواء التي قد يتمناها من هو في المنصب الرسمي العام، حيث الفارق الكبير لصالح التاجر، تجد أحد المنتمين للجسم التجاري يترك حلاله الضخم، الذي قال عنه أحدهم ذات مرة أنه “لو شبت في أمواله النار 50 عاماً قد لا تنتهي”، أو “لو وقف عليها لشاهد تمثال الحرية في أمريكا”… يترك كل ذلك ويمنى النفس بمنصب رسمي أو يبحث عن منصب وزاري!

تاريخه العملي لا يشفع له في أي منصب حتى لقد قال المقربون منه وشديدي الالتصاق به أنه لا يؤتمن على إدارة “جاخور”، لذلك تراه مرفوض مرفوض مرفوض عندما يتم طرح اسمه في أي منصب.

سيئ في التقدير لا يحسن الإدارة ولا يملك أي ملكة تؤهله حتى لإدارة حلاله الخاص أو حلال وأموال الدولة، وتم تجريبه في شركة حولها إلى مزرعة وانقلب على من ساعده ودعمه وكان بمثابة الخيال الذي يستظل به.

شخصية ديكتاتورية، لا يهوى الشفافية بل من ألد أعداءها، حتى في الشركة العامة التي عمل فيها لسنوات كانت فترته من أسوء الأعوام أداءً، فكان 90% من وقته، الذي يفترض أنه ثمين، مهدر في جلسات سمر وتسالي خارجية حتى ينتهي اليوم الرسمي فيعود للمكتب يسأل، هل من متصل؟ هل من بريد مهم أو عاجل يحتاج توقيع؟ ومن تحته من مرؤوسين يكرفون عمل وجهد. وهكذا كان يومه الرسمي، شخصية “طفيلية” تعيش على سواعد الغير.

في تناقض مثير ومضاد لهذه الشخصية “الطفيلية”، كان أحد التجار الناجحين تأتيه عروض الوزارة بشكل شبه سنوي، فالناجح يهرول الجميع إليه ويتمنى أن يكون ضمن فريقه، ويتمنى أن ينقل خبراته ومهاراته للجسم الرسمي.

كم من تاجر ناجح يكون موضع اهتمام وإعجاب مسؤولين رسميين، ويتمنون أن يكون ضمن فريقهم لكنه يأبى أن يترك حلاله وبصماته الداعمة للاقتصاد الوطني لكن من نافذة خاصة.

الفاشل فاشل في كل مكان، خاص أو عام، والناجح أينما حل يغير المشهد والبيئة، ويبث روح التفاؤل والأمل. فكم من مسؤول تتفاعل معه أسعار أسهمه صعوداً لمجرد حلوله مسؤولاً أو عضواً منتدباً، إيماناً بإمكاناته ورؤيته وسيرته وسمعته وتاريخه الذي يأبى إلا أن يسجل فيه نجاحاً، وليس نجاحاً عادياً، بل استثنائياً.

كثيرة هي المناصب التي تحتاج إلى تسكين وتبحث عن كفاءات، وهو يمني النفس بأحدها، لكنه خارج كل الحسابات، رغم أنه تم عرضه على كل المناصب والوزارات، لكنه كان محل إجماع مشترك من الجميع بأنه لا يصلح. وبالرغم من ذلك لا زال يحاول ويكاد يكون هو الشخص الوحيد القانع بذاته.

صاحب تفاهات كثيرة في الأسفار، فرغم أنه كان مؤتمناً على أحد أهم المرافق، فقد أجل عودته ذات مرة كون مرافقيه يريدون العودة على متن الدرجة الأولى والمقاعد غير متوفرة لثلاثة أيام مقبلة، وهكذا هي تصرفات المؤتمن الطامح لمزيد من المناصب.

لم يسبق له أن قدم مقترحاً أو فكرة أو توجيه أو مبادرة خلال سنوات عمله في المناصب العامة التي سقط عليها باراشوتياً. دائم الشكوى والتذمر يعتقد أنه يعمل في أحد المزارع التابعة لشركاته، رغم أنه في بعض المراحل عمل بدرجة موظف رسمي، لكنه كان يتعامل بفوقية واستعلائية غير مبررة، معتقداً أن المرفق خاص أو مسجل باسمه كورث.

لن تعود ولست مرشحاً لأي منصب صغير أو متوسط أو رفيع. استمر في اللف على مكاتب الكبار، ومني النفس واحلم كما تشاء، فالأحلام مجانية ولن تدفع لها مقابل.  

وتذكر دائماً قول الحق تعالى ” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ”.

ليتك تعلمت شيئاً من تجربتك التي كانت خطيئة لن تتكرر.

………………………………………………………….

 ………………………………………………………..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى