مجلس إدارة التأمينات الاجتماعية: هل يعيد استكشاف الكويت استثمارياً؟

اقتصاد الكويت فيه خير وفرص مثمرة
• استثمار التأمينات في “البورصة” تضاعف 20.439 مرة
• اكتتب في 6% بقيمة 1.204 مليون دينار حاليا سعرها 24.609 مليون دينار
• مطالب بمراجعة شاملة للقرارات والمواقف بشأن شركات التصفية وغيرها
• المرحلة المقبلة مرحلة تحول وتتطلب رؤية عصرية جديدة وفلسفة ابتكارية
• القطاع الخاص يترقب إخراج المارد من القمقم!
كتب على العبد الله:
التأمينات الاجتماعية على الطريق الصحيح، بعد إعادة تشكيل مجلس الإدارة بحلة جديدة يستبعد فيها تمثيل غرفة التجارة لأول مرة، بعد التعديلات الأخيرة التي طرأت على قانونها.
المجلس الجديد ينتظره تحديات كبيرة على عدة مستويات ومسارات متلازمة من أهمها ما يلي:
1- مراجعة الاستثمارات القائمة والقرارت السابقة التي تمس بعض استثمارات التأمينات في العديد من الجهات والشركات، لا سيما موقف التأمينات من تصفية وإفلاس ألافكو على سبيل المثال لا الحصر، وملئ الفراغات في الشركات الممتازة والقيادية التي تساهم فيها التأمينات، مثل عضوية البنك الأهلي الشاغرة منذ فترة طويلة، وغربلة مساهمات التأمينات ومراجعتها جيداً سواء المحلية أو العالمية.
2- فتح صفحة جديدة تجاه السوق الكويتي وإعادة استكشافه استثمارياً والتنقيب عن الفرص الجيدة المتاحة في كل ركن.
الاقتصاد الكويتي “فيه خير” ويزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية في شتى المجالات.
التأمينات قوة مالية ضخمة تحت يدها محافظ مليارية موزعة على استثمارات محلية وإقليمية وعالمية.
تطلعات وطموحات القطاع الخاص أن تكون هناك بصمة جديدة ومختلفة ومغايرة للمجلس الجديد خصوصاً على صعيد الاقتصاد الكويتي.
وفقاً لإحصائية سابقة تبلغ عدد الملكيات في الشركات المسعرة في السوق نحو 31 حصة.
الطموحات أن تحرك التأمينات ملكياتها في السوق وتعيد اكتشاف الفرص من جديد كمستثمر استراتيجي طويل الأجل، حيث توجد في البورصة العديد من الفرص المناسبة التي تمنح المساهمين عوائد ثابته ومستقرة.
مرحلة تحدي
المرحلة المقبلة مرحلة إعادة بناء واستكشاف وتطوير. في العقود السابقة كانت الأسواق العالمية والمؤسسات المالية الدولية لها نصيب وافر من إدارة أموال التأمينات.
المرحلة المقبلة ينتظر أن يكون هناك نصيب وافر للمؤسسات المصرفية الكويتية المرموقة والشركات المالية أيضا، بشرط انتقاء الجهة وفق ضوابط ومعايير دقيقة.
ينتظر أن تكون هناك شراكة أوسع وأعمق من جانب التأمينات في الفرص الاستثمارية التي ستطرحها الشركات المحلية خلال المرحلة المقبلة في قطاع التعليم والصحة والترفيه وغيرها من القطاعات الاستراتيجية التي تعمق من توطين الدينار الكويتي وتعزز من النشاط التشغيلي، وتخلق فرص حقيقية للمقبلين على سوق العمل وتنشط دورة العمل المصرفي من خلال الكيانات التشغيلية.
استثمار البورصة
في تأكيد على أن الاقتصاد الكويتي والسوق عموماً يزخر بالفرص ومليئ بالشركات المثمرة، اكتتبت التأمينات في حصة مقدارها 6% في رأسمال شركة البورصة بالتأسيس قبل 5 سنوات تقريباً، بالقيمة الاسمية البالغة 100 فلس، بنحو 1.204 مليون دينار تغطي 12.046 مليون سهم تقريباً، تقدر تلك القيمة حاليا بنحو 24.609 مليون دينار كويتي على مقياس سعر صفقة الاستثمارات الوطنية الأخيرة عن سعر 2.043، ما يعني أن قيمة استثمار التأمينات في البورصة ببساطة تضاعف 20.439 مرة تقريباً وهو ما يندر في العالم أن يتضاعف استثمار بهذا العائد خلال فترة زمينة قياسية.
لماذا دور التأمينات مهم؟
دور التأمينات مهم استراتيجياً خلال المرحلة المقبلة لأسباب عديدة، أهمها تعميق مؤسسية السوق الكويتي وتعزيز الثقة والمصداقية أكثر، وتحفيز وتشجيع المستثمرين المحليين والأجانب على ضخ المزيد من الاستثمارات.
دور التأمينات مهم، حيث أن تمثيلها في الشركات والكيانات المدرجة بمثابة “صك” اعتراف بجودة الاستثمار، فضلا عن أنها مستثمر من النوع “السوبر” طويل الأجل وليس نظام المضاربات.
يمكن للتأمينات أن تربط قرار الاستثمار خلال المرحلة المقبلة بالعوائد التي تحققها الشركات، حتى تزكي روح المنافسة بين الشركات في تحسين الأداء وتعظيم العوائد وترقية الأصول ورفع قيم حقوق المساهمين من خلال التركيز على الفرص التشغيلية.
دور التأمينات مهم في المرحلة المقبلة من مسيرة السوق الذي يحتاج إلى تشجيع وتحفيز من الكيانات المليئة للشركات المقبلة على الإدراج.
السوق يحتاج إلى تعزيز “موازينه” أكثر وأكثر، حتي يكون له ثقل ووزن على المؤشرات العالمية في المراجعات.
شراكة التأمينات مهمة وضرورية وفي السوق شركات ممتازة وقيادية وأسعارها كما لو كانت حديثة التأسيس.
التأمينات تاريخياً هي الجناح الثاني مع الهيئة للعامة للاستثمار، لذلك في ظل التجديد العميق للقيادة في الهيئة وتشكيل مجلس إدارة التأمينات يجب أن يتلمس الاقتصاد الكويتي أثر هذا التغيير والتجديد. السوق الكويتي يجب أن يستفيد من ملائته وثرواته وسيولته لا أن يكون مصدر فقط لرأس المال.
المرحلة المقبلة مرحلة التحول وتتطلب رؤية عصرية جديدة وفلسفة ابتكارية لإخراج المارد من القمقم بعد طول انتظار!