منوعات

الرئيس السوسة… والرئيس طويل اللسان

قصة خيالية اقتصادية أهدافها توعوية تنويرية أبطالها أدوات ودمى بشرية
وفرق من النواطير والشخصيات الكرتونية وعرابي السطو على الأصول
الجوهرية المحلية والدولية.
يكتبها : عادل العادل

بعد أن جمع حفنة ملايين خلال مسيرته، وانتفخت “أرصدته المليونية” حلم بتملك شركة، وذهب إلى إقناع عدد من الشركاء، وكان هدفه الدفين غير المعلن أن يتحملوا معه المخاطر، فيما ظاهر نصائحه أنه سيكون سبب في تنمية ثرواتهم وتعظيمها.

تاريخه ومسيرته في السوق وعالم المضاربات، وترويجه لنفسه، في بعض المراحل، أنه أحد كبار السوق وأحد اللاعبين الرئيسيين والمحركين له، كل ذلك سهل كثيراً من إقناع الشخصيات التي استهدفها للدخول معه في شراكة طويلة الأجل.

طوال 10 سنوات والشركة التي يديرها محلك سر، لا تغير ولا تبديل في حقوق المساهمين. أداء الشركة متواضع جداً، ربع خاسر وربع رابح، لكن الربح لا يتجاوز بضعة آلاف. الشركة عبارة عن عمل ورقي يومي، و”تجميع” إيجارات من كم عمارة على إيرادات قسيمة حق انتفاع وبعض المضاربات الصغيرة والقصيرة الأجل ورواتب ومكافآت، وهذه هي الشركة.
رغم أن الشركة يزيد عمرها عن 20 سنة، فما زال سهمها يرزح تحت القيمة الإسمية بالتأسيس.

شغله “الرئيسي” ماكو شي …لا بصمة ولا جهد ولا عمل ولا خطة استراتيجية هادفة، ولا رؤية مرسومة للشركة … ولا هدف محدد للكيان، فقط تعيين المقربين من الدرجة الأولى، ورواتب وميزات، ولا عمل ولا إنتاجية ولا مهام أساساً لأن الغياب بالأشهر، والنتيجة واحدة حضور يساوي غياب، وغياب يساوي حضور فلا أثر يذكر.

الوجيه الذي استمر على رأس الشركة عشر سنوات وصل إلى النهائية وبدأ يفكر في التخارج، لكن كيف يترك الكيان على حاله؟! فكر في تنشيف الشركة وتركها هيكل عظمي، ومضى في تجفيف بعض المقتنيات والأصول الجوهرية التي تحتويها، خصوصاً العقارية، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت تتملك وحدات سكنية، ثم السوق المحلي والتي فيها النصيب الأكبر من العقارات التي اجتهد في تسييلها.
لكن أي طريقة اتبعها في التسييل؟! إنها الطريقة التي تراعي مصلحته الشخصية فقط في كل عملية، وخصوصاً القسيمة التي قام ببيعها وكان له ما أراد من تحقيق منفعة شخصية قاربت المليون تقريباً.

حالياً حول الشركة إلى هيكل عظمي، وأصبحت عبارة عن رخصة لا أكثر، ليس فيها إلا اسم تجاري مرخص فقط، بل إنه دمر فيها بعض الأنشطة التي قامت عليها لسنوات بسبب سوء إدارته وعدم مقدرته على الوفاء بمتطلبات الجهات الرسمية.

حالة من الفشل توثقها مسيرة الشركة، وستبقى شاهدة على سوء إدارته التي أثبت خلال هذه المسيرة القصيرة أنه لا يصلح أن يكون رأساً، بل كل ما يصلح له هو أن يكون “ذيل” يتم توجيهه، ويعمل تحت مظلة مجاميع كبيرة يستغل تاريخهم وثقلهم التجاري، ويعتاش على سيرتهم وأسمائهم.
أما الذيل الأكبر “الرئيس التنفيذي” الذي لا يملك أي مؤهلات أساساً للمنصب، فلا تاريخ يذكر ولا بصمة تشفع له، ولا فكر ولا حتى أخلاق حميدة.

رسم لشخصه هالة وحالة وهمية، في الوقت الذي كان يترك أعماله ويتجول في كافيهات المجمع التجاري، وهذا كل عمله اليومي، يبدأ يومه الصباحي بالسباب والشتائم واللعنات لـ “الشوفير” الخاص، ثم يستكمل تلك الوصلة مع باقي موظفي الشركة والمقربين منه. في بعض الكيانات يكون سعيد الحظ من هو قريب من دائرة الرئيس ونائبه والرئيس التنفيذي، إلا هذا المكان وهذا الكيان، كان سيئ الحظ من يراه نائب الرئيس، حيث يكيل له من الشتائم والانتقادات.

نموذج سيئ لكيان يدار بفريق ولا أسوأ، لا أمانة في العمل، ولا حصافة في الإدارة، ولا تنمية للكيان، ولا تقدم قيد أنملة في حقوق المساهمين، ولا توزيعات أرباح أو حتى عوائد من حركة سعر السهم، ولا توظيف جيد للمتبقي من رأس المال، والإيرادات تذهب للرواتب، وبيع الممتلكات يتم فقط لتحقيق منافع شخصية. وأخيراً سيذهب الكيان كرخصة فارغة خاوية على عروشها.
وعاش الرئيس وإخوانه وأبناؤهم، حماة العرين مجففي الضرع السمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى