تجار بيض “الصعو”

• قصة يكتبها عادل العادل:
انتشرت تجارة بيع “بيض الصعو” بشكل كبير على أطباق الجوائز الورقية الوهمية، التي لا عمق لها ولا أساس علمي ولا فني دقيق.
تجار بيض الصعو كل رأسمالهم آلة ضخ يومية للترويج والتمجيد والتهليل، وكل منهم يقف على جانب الطريق بمكبرات الصوت ويقول “بيضنا الأفضل” ونحن الأكثر جودة ونحن الأول عالميا في إنتاج “بيض الصعو”، نحن الوكلاء الأصليون ونحن المعتمدون، والأصلي غير!!
نحن الأول في العالم، نحن الأكبر نحن الأضخم، لكن في حقيقة الأمر “بيض الصعو” كله مكرر كوبي بيست وتقليد، لكن ماذا تقول لعقول “الجهال”.
لكن ما يؤسف له أن تجارة بيض الصعو خارج المنظومة، لا أحد يحاسب على ما قاله من وعود براقة وأرقام خادعة وعوائد فارغة، والسنوات تمر ولا رقم يتحقق مما يتم التسويق له لتمرير بعض العمليات وحشد الموافقات وتقليل حدة الأصوات المعارضة لهذه الصفقة أو تلك!
تجار بيض الصعو لا يعملون مجاناً أو جزافاً أو هباءً، إنما بمقابل وعمولات باهظة وضخمة، لأنها تجارة تحتاج محترفين في التدليس والتمويه.
ونتيجة تجارة بيض الصعو التي ستنكشف قريباً وعلى الملأ وستكون الفضائح بالمجان، قرر كبير تجار بيض الصعو الخروج مبكراً بجزء من الأموال التي جناها، واتجه إلى قطاع أبعد ما يكون عن اهتماماته، فهو منذ الأزل يعمل موظفاً في ذات المهنة، فما الذي استجد؟!
هل تتراجع وتندثر تجارة بيض الصعو؟ الأمر مرتبط باختفاء التجار ذاتهم، لأن بقاؤهم على “الكراسي”، التي هي أكبر منهم، مرتبط بتسويق “بيض الصعو”، وطالما هم مستمرون ستستمر هذه التجارة المعروف أدواتها، “سوف نكون الأكبر أصولاً والأضخم حجماً والأكثر قوة، وسنوزع وسنحقق، وخدماتنا ستغزو العالم أجمع، وسنكون واجهة مشرفة مشرقة وهذا عصر القوة وعصر التكتلات وعصر خفض الأكلاف”، وسوف وسوف وسوف، وكما قال جوزيف غوبلز، بوق الإعلام النازي وذراع هتلر القمعية ضد حرية الفكر والتعبير، “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس، ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك”.
لكن كما يقولون، “خذ حقك بالقانون، وخذ حقك بنفسك وفق القنوات المتاحة”، لا تنتظر أن يتم إزاحة كبير تجار “بيض الصعو” الذي ارتكب أكبر جريمة مالية هي الثانية في التدليس بعد عملية المحتال العالمي “مادوف”.
لا أحد ينتظر أي جهة أن تحاسب محتال بيض الصعو، لكن الأمل في الله دائماً لا ينقطع أبداً، فهو يمهل ولا يهمل، والتجارب كثيرة وعديدة، ولا أحد فوق الحساب، ومن لم يتعظ يكن ممن يضحك على نفسه أو يخادعها.
ما بني على باطل فهو باطل، وقال الحق في كتابه “أفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
كل ما روجت له باطلاً، وكل ما خدعت به فرداً أو كياناً سيرتد عليك، ولن ينفعك أحد، فجريمتك ما تترقع ولا تتعالج، وستبقى أبد الدهر شاهدةً عليك، فأي إثم ارتكبت؟! ومتى ستفيق من ثباتك وتتوقف عن غيك وضلالك؟!