هل تدوير الأصول ربح حقيقي أم تجميلي؟

• ما فائدة الأرباح إذا لم تنعكس على المساهمين وسيولة السوق؟
• شركات تعلن سنوياً أرباح ولم توزع فلس منذ عشرات السنين.
• التدوير بين التابع والزميل تغيير أرقام بلا عوائد حقيقية!
• أصول خاملة يتم اصطناع سعر سوقي لها وفق عملية بيع وشراء.
• صفقات هدفها استغلال الكاش في التابع والزميل دون استدانة.
• العبرة في صفقات التخارج الحقيقية هو التدفق النقدي
كتب يوسف خوري:
بالرغم من أنها عملية محاسبية شرعية تتخذ الشكل القانوني والرسمي، لكن تبقى عمليات التدوير للأصول بين التابع والزميل داخل الدائرة الواحدة هي بمثابة مساعي للتجميل أكثر منها تحقيق ربح حقيقي.
اللجوء لتلك الخيارات يأتي في ظل الرغبة في عدم التخلي عن الاستثمار أو الأصل الجيد، فيتم اللجوء إلى خيار التدوير من هذا الكيان إلى كيان آخر لكنهم جميعاً مرتبطين “بخيط” واحد طرفه النهائي في يد شخص واحد.
طالما الشكل الظاهر للتدوير قانوني، والمضمون المريب غير ملموس، والصفقات تتم وفق المعايير المحاسبية وفي النور وتحت أعين الجهات الرقابية كافة، يبقى الرهان على وعي المستثمرين في قراءة النتائج والبيانات والتبعات بدقة. وفي هذا السياق يمكن النظر إلى جملة نقاط في مثل هذه الصفقات، ومن أهمها ما يلي:
1- نوعية الصفقات التي يتم تدوير الأصول فيها بين التابع والزميل لا تكون بمقابل نقدي كامل، حيث تكون خليط وذلك لتمكين الأطراف من التمكين بحيث يتم سداد ما تستطيع سداده والباقي يتم سداده عينياً.
2- ظهور أرقام إيجابية ضمن البيانات المالية لكنها أرقام محاسبية لا أكثر، حيث أنه لا يمكن لهذه الكيانات توزيع أي أرباح نقدية للمساهمين، بل أقصى ما يمكن توزيعه هي المنحة، واستخدام ذلك الواقع الجديد للميزانيات الرابحة في عمليات الاقتراض والحصول على تمويل.
3- بعض الصفقات، كما يكشف مصدر مالي، تأتي في إطار تحقيق عملية تسعير للأصل، أي اصطناع سعر سوقي وفق عملية بيع وشراء حقيقية مكتملة الأركان في الشكل لا في المضمون أو الموضوع.
4- يمكن الإشارة على سبيل المثال لا الحصر إلى أقرب مثال للتخارج الحقيقي، وهي “صفقة التخارج من حصة بنك الخليج”، والتي تعتبر واحدة من التخارجات الحقيقية، حيث سيحصل المالك البائع على 498.161 مليون دينار كويتي نقداً، دون أي مقايضات أو سداد عيني. هكذا هي الصفقات التي تحتسب ضمن الصفقات الجوهرية المؤثرة، وما عدا ذلك هو ضمن مساعي التجميل والتحسين للأرقام.
5- الصفقات التي لا تزيد من الكاش النقدي الحقيقي في أرصدة الشركة، يمكن تسميتها مجازاً تخارج لكن أين الكاش الذي يمكن استخدامه في بناء استثمار آخر جديد؟ لذلك يجب أن تسمى كل التخارجات بمسمياتها، وأن يقرأ المستثمرون الأفراد ما بين السطور والثنايا.
6- المبادلات والمقايضات معمول بها، وهي أحد أساليب ولغات الهندسة المالية، لكن لا يعتد بها إلا إذا تحقق الربح كاش وتدفقت على الشركة سيولة يمكن أن يكون لذلك أثر.
7- بعض الأصول يتم التخارج منها والاحتفاظ بالسيطرة عليها في ذات الوقت، بدلاً من أن تكون السيطرة مباشرة فتكون غير مباشرة، والمحصلة واحدة، لكن تحقق عن تلك العملية أثر محاسبي إيجابي.
8- الصفقات التي تكون غير حقيقية بنسبة 100% أو لا يترتب عليها كاش حقيقي كقيمة سداد مدفوعة، دائماً ما يكون أحد أطرافها خارجي، أي كيانات مؤسسة في الخارج لاعتبارات ضريبية واعتبارات تخص أكلاف التنفيذ والتسجيل وغيرها من الإجراءات التي قد تخضع للرسوم.
9- بعض الأصول، وهي حالات محدودة، يتم بيعها ثم إعادة شراؤها، بمعنى أنها تكون ضمن أصول كيان ويتم نقلها عبر عملية بيع، ثم بمرور الوقت يتم استعادتها مرة أخرى، والمبررات لكل وقت من أوقات التنفيذ حاضرة، ولكل مرحلة أسبابها.
10- حالات محددة تستهدف الاستفادة من الكاش الوفير بين التابع والزميل عبر عمليات بيع، فبدلاً من الاقتراض أو الاستدانة من المصارف التجارية، أو الاقتراض من شركة تابعة، يتم بيع أصل عليها ويتم الاستفادة من الكاش مجانا والأصل يكون انتقل من كيان إلى كيان وكلهم يعودون لنفس المسيطر.