قرار قتيبة الغانم يغير المشهد المصرفي

استقالة بدر الخرافي من “الخليج” تطور طبيعي لانتفاء المصلحة.
• واقع تنافسي جديد في السوق وإعادة تشكيل للتحالفات.
• هل يعود بدر الخرافي إلى تحالفه القديم ويعيد إحياء البنك الرقمي؟
كتب بدر العلي:
يمكن اختزال المشهد المصرفي في قرار رجل الأعمال قتيبة الغانم الذي حقق ما أراد ببيع حصته في بنك الخليج بسعر 400 فلساً، لكن القرار غيّر الواقع للقطاع البنكي، حيث فكك تحالفات وشكل أخرى، ودفع تكتلات لإعادة النظر في العلاقات التجارية، وغير لغة الصفقات التي بات يحسمها العرض الأقوى مالياً، وليس أي جوانب أخرى.
كيف ولماذا غيّر قرار الغانم المشهد؟ وكيف سيكون الواقع مستقبلاً؟
بداية يمكن تسليط الضوء على المتغيرات التي طرأت بين عشية وضحاها، رغم أن الحديث حول “بنك الخليج” مستمر منذ 5 سنوات تقريباً، بين تحول إلى إسلامي تارة ودمج مع البنك الأهلي الكويتي ثم دمج مع بنك بوبيان تارة أخرى. لكن فجأة ظهر مسار آخر لم يكن في حسابات أيٍ من المراقبين على الساحة الاقتصادية، حيث أن عنصر المفاجأة وسرعة الحسم كانا من أهم أركان وأسباب نجاح الاتفاق… وفيما يلي تبعات وتداعيات صفقة ” وربة – الخليج “:
1- قرار رجل الأعمال قتيبة الغانم ببيع حصته التي تحت مظلة شركة الغانم التجارية أوجد كيان جديد في واجهة المنافسة، بعد أن كان بنك وربة من المصارف المرشحة كهدف يمكن الاستحواذ عليه بسبب حصته الضئيلة محلياً وتواضع انتشاره وحضوره بسبب قوة المنافسة وشراستها.
2- بالرغم من إعلان نوايا الاندماج والتعاقد مع مستشارين عالميين، أحبط قرار التخارج المفاجئ حلم مشروع مصرفي كان سيغير المشهد التنافسي المصرفي، حيث اندماج خبرة وعراقة البنك الوطني عبر ذراعه الإسلامي “بوبيان” مع قاعدة عملاء بنك الخليج المحلية سواء في قطاعي التجزئة أو الشركات، حيث كان دمج “بوبيان – الخليج” سيكون ذو شأن تنافسي استراتيجي ومؤثر كون البنكين في حالة مالية جيدة وليس كحالة “بنك يشيل بنك”، أو دمج مصلحة نتيجة عدم القدرة على التخارج.
3- استقالة رئيس مجلس الإدارة لبنك الخليج م. بدر الخرافي جاءت تطور طبيعي لانتفاء المصلحة وتغير الهدف، فليس خافياً أن الخرافي مؤخراً أبدى اهتمام كبير بتوسيع استثماره في القطاع المصرفي، وتحويله من مجرد مساهم إلى مسيطر ضمن تحالف، وهذه الرغبة ظهرت بوضوح في خطواته نحو تملك البنك وتحركه بشكل جاد وعملي لتشكيل تحالف، وبدأ فعلياً في تحديد مواعيد الاجتماعات لمناقشة الفرصة وآليات التمويل، فإذا بقرار البيع لحصة المستثمر الاستراتيجي ينعكس على المشهد، فتم إعلان إلغاء الاجتماعات لعدول البائع، كما تمت الإشارة إليه في إفصاحات إلغاء الاجتماعات.
4- تعادل القطاع المصرفي بين التقليدي والإسلامي مرة أخرى، حيث سيتحول بنك الخليج إلى إسلامي كتطور طبيعي ثم الدمج مع “وربة”، ليصبح عدد البنوك الإسلامية 4 هم ” بيتك – بوبيان – وربة – الدولي” فيما البنوك التقليدية “الوطني – التجاري – برقان – الأهلي”.
5- التساؤل الأبرز والأهم، هل يعود بدر الخرافي إلى تحالفه القديم ويعيد إحياء مشروع البنك الرقمي؟ أو يعود للمشهد المصرفي مع تحالف آخر ببنك رقمي عملاق، حيث تتوافر له كل عناصر النجاح؟
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
رسالة الوداع
في رسالة وداعية مؤثرة حملت الكثير من المعاني ساقها م. بدر الخرافي لفريق عمله الذي ارتبط بهم برغم قصر الفترة التي قضاها في سدة الرئاسة للبنك، جاء فيها:
زملائي الأعزاء: في الوقت الذي أكتب فيه هذه الرسالة، أجد نفسي أستعيد كافة تفاصيل الرحلة الاستثنائية التي تشاركناها معًا.
رحلةٌ أعادت تقديم بنك الخليج بشكل مختلف وزادت من قيمته الكبيرة، ومهدت الطريق أمام مستقبلٍ واعد.
إنجازاتنا كفريق بُنيت على أساس من الأهداف المشتركة والتنفيذ المتقن لها، والالتزام المستمر بالتميّز.
روحنا الجماعية هي التي مكنتنا من تحقيق الكثير معاً، بما في ذلك الوفاء بواجبنا في تعظيم القيمة للمساهمين.
معًا رفعنا قيمة البنك السوقية إلى 1.5 مليار دينار كويتي، وهو إنجاز يمكننا جميعًا أن نفتخر به.
كما نفتخر بأبرز إنجازاتنا وقراراتنا وهو القرار بتحويل بنك الخليج إلى مؤسسة إسلامية.
لم يكن هذا مجرد تغيير هيكلي، بل كان إعلانًا عن التزامنا بمواءمة البنك مع المبادئ التي تعكس قيمنا وقيم مجتمعنا.
وعلى الرغم من أهمية هذه الإنجازات، فإن أعظم أصول بنك الخليج دائمًا كانت أنتم، فريق العمل، إن تفانيكم وثقتكم وإيمانكم المشترك برؤيتنا كانت القوة الدافعة وراء كل نجاح حققناه معاً.
أشعر بعظيم الامتنان وأنا أترجل اليوم عن مهمتي كرئيس لمجلس الإدارة وأغادر هذه المؤسسة للتركيز على مهامي الخاصة.
على الرغم من مغادرتي لدوري الرسمي، سيظل بابي مفتوحًا دائمًا لأي مشورة أو دعم قد تحتاجونه على الصعيدين الشخصي أو المهني.
أتمنى لكم جميعًا دوام النجاح والازدهار… بدر ناصر الخرافي.
“”””””””””””””””””””””””””””
ومضات:
البنك في المخبأة
• سعر السهم حسم قرار البيع دون انتظار، حيث كان الفارق بعيد وكبير بين تقييم الدمج بنسبة لا تقل عن 40%، وبنسبة 25% بين العرض الذي كان مرتقب من التحالف.
• من أكثر النقاط إثارة في كواليس المشهد المحيط بالبنك والملاحظة الجوهرية والتي ربما كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، هو دخول شركة استثمار إسلامية على خط التحالف، وهي في الأساس مملوكة لبنك إسلامي آخر، ما كان يؤشر إلى خارطة ومشهد (…) لذلك فالتفاصيل الدقيقة جداً جداً إما أن تنقلك لمكان آخر وتضعك في المقدمة، أو تؤثر على مسيرتك.
• 498.161.127 ستسحب من كتلة من المستثمرين والمساهمين في “وربة” وتذهب لمستثمر واحد.
• 4 جبهات تفاجأوا بالقرار “بنك بوبيان”، “التحالف”، ” سيتي بنك”، “غولدمان ساكس”.
• صدقت نبوءة وتوجيهات وتوقعات سابق العصر والزمان الشيخ سالم العبد العزيز الصباح، المحافظ ونائب رئيس الوزراء الأسبق، قبل 21 عاماً كان يدعو ويحث ويحفز على الذهاب إلى الدمج.
• كان الحديث في السابق عن الدمج المصرفي أو بيع حصة من المحرمات … كيف يتخلى عن مصرف وحكم بنك (….) الآن القرار في لمح البصر فأمام ثورة الذكاء الاصطناعي والبنوك الرقمية لم يعد هناك عزيز! حيث أصبح البنك في “المخباة” على شاشة الهاتف الذكي.