قصة رئيس مجلس الإدارة التشيكوسلوفاكي

إمبراطور القطاع المالي، الرئيس الهمام، عراب الاندماجات الفاشلة وصاحب الانتشار الإقليمي والعالمي، الملقب بين دائرته الضيقة بـ “الرئيسي التشيكاوي” نسبة إلى هواء تشيكوسلوفاكيا العليل الذي كان يفضله دائماً، وثبت بوصلته ووجهته نحوها من أيام الوحدة والاتحاد، وأصبح البرنامج معروف لهيئة مكتبه.
الرئيس ليس تشيكي فقط، بل هو تشيكوسلوفاكي، فهو من رواد تشيكوسلوفاكيا من قبل تفكك الاتحاد، واستمر كذلك حتى بعد أن أصبحت ” التشيك ” بروح و”سلوفاكيا” بروح.
من يقابله يقرئه السلام ويهنئه على الإنجاز الذي وصل إليه بالشركة العتيدة إلى نقطة الإفلاس، بعد أن كانت رائدة القطاع، وهو من أباطرة رجال المال والأعمال الذين يشار إليهم بالبنان.
وبعد أن تقرئه السلام اسأله إن كان لا يزال على عهده وعادته بالسفر والترحال إلى “التشيك”، أم أن إفلاس الشركة أثر على برنامجه وطقوسه الخاصة؟!
أبلغه أن مئات المستثمرين يضرسون بعد أن تبخرت أموالهم، وهم ينتظرون منذ سنوات طويلة مصير الإفلاس، لعل وعسى يبتسم لهم الحظ ويحصلون على الفتات … أو فتات الفتات.
لقد حصدت عشرات الملايين من وراء الشركة المتعثرة، التي وصلت إلى هذا المستوى نتيجة سوء إدارتك، وقلة حصافتك، ورداءة قراراتك الفردية، وتدني خياراتك لمن اتكأت عليهم، والذين عندما رأوك في وضع المستهتر المتهاون رددوا قول الشاعر العراقي سبط ابن التعاويذي، المولود في العراق عام ١١٢٥ ميلادية، “إذا كان رب البيت بالدف ضارباً.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص“.
فالجميع استهتر وعاث في الشركة فساداً، وأصبحوا يبحثون عن مصالحهم الضيقة والخاصة، وتحولت إلى مطقاقة بينهم، هذا يجذبك يميناً وهذا يسحبك يساراً، ذاك يوشي بهذا وهذا يضرب ذاك، والنتيجة المؤلمة أن ذهب الكيان وأصبح أسيراً للإفلاس، وحتى الإفلاس فشلت فيه، رغم أن الهدم سهل والتخريب أسهل. فأي نكبة هاذي التي تركت صغار المساهمين يندبون حظهم! ينتظرون التصفية والإفلاس، ولا نتيجة.
إن كنت تحمل لصغار المستثمرين والمساهمين شيئاً من الود والجميل، ومن باب ذكريات أيام التشيك الجميلة التي ذهبت إليها وكنت تعود كالحصان الجامح شاباً يافعاً صغيراً نشيطاً مقداماً مشرق الوجه مبتسم، فهم يسألونك “شنهو” صار على حلالهم؟! ومتى ناوي تنتهي من الإفلاس؟ وتطوي هذا الملف وهذه الصفحة التي طالما هي مفتوحة سيتذكرونها وسيتعلقون بالآمال، وأنت تعلم أن الغريق يتعلق ولو بقشه بسيطة، ويمني النفس أن ينجوا، وهكذا هم الضعفاء والبسطاء وأصحاب الأسهم المحدودة، الذين قال لهم الجميع اذهبوا فلاحقوا المتسببين في خسارتكم في القضاء وعبر القنوات الرسمية، فالقوانين تكفل لكم حقوقكم، وحقكم مصان.
أصحاب الملكيات الصغيرة والأقليات المضيومة يقرؤونك السلام، ويستحلفونك أن تنهي ملف التصفية والإفلاس، وأن تتقي الله فيهم بحق هذه الأيام المباركة، وكفى تجميد لأموالهم، فهم ينتظرونك منذ 12 عاماً، مع التذكير أن 12 عاماً كافية لإنشاء مدن كاملة، وبناء دول من العدم، وهي 4 دورات كاملة لمجلس إدارة، و3 دورات لرئيس أمريكي يتغير فيها العالم كل دورة.
لقد وصلوا إلى مرحلة أنهم راضون بالفتات، فاعطهم إياه ولا تستكثره عليهم، وكفى ما تم نهبه وتبديده.