أسواق المال

بورصات الخليج تعوض 90 مليار دينار بعد تعليق الرسوم

• أسواق المال تنتفض مع تراجع مخاطر تداعيات الرسوم.
• خسرت في جلستي الانهيار 227.7 مليار واستعادت 39.5% من الخسائر.
• الأسواق تبدأ ردم الفجوة العميقة للنزول الحاد.


كتب بدر العلي:


حجم الخسائر الضخمة والانهيارات التي لم تستثني بقعة في الكرة الأرضية، والخلل الذي تسببت فيه التراجعات الحادة لأسواق المال، ورسم صورة قاتمة ومستقبل مظلم اتفقت عليه كبرى بيوت الاستثمار العالمية والبنوك الاستثمارية الرائدة، كل ذلك كان يوحي بضرورة وجود قرارٍ بالبحث عن مخرج من الأزمة التي تم اصطناعها، والتي لم تكن محسوبة الأثر على ما يبدوا، لذا جاءت ردود الأفعال عليها مبالغ فيها بشكل كبير.

بين عشية وضحاها انهارت الأسواق حول العالم، حيث فقدت وول ستريت نحو 6 تريليونات دولار، وتهاوت أسواق الخليج فاقدة 227.7 مليار، وتهاوت أسواق أسيا متكبدة خسائر ضخمة، لترسم تلك الأزمة حقيقة مفادها أن ردة الفعل في مختلف الأزمات مبالغ فيها، وغالباً ما تكون ردة الفعل أعنف من حجم المخاطر المترتبة على الأزمة الضاغطة.
الترابط الكبير والتداخل والتشابكات بين النظم المالية والاقتصاديات وتأثر بعضها ببعض، وترابط أسعار النفط بنمو التجارة وانتعاش الاقتصاد جلب جزء من ويلات الرسوم الجمركية، بالرغم من تحصين النفط كسلعة، وهي صورة عامة تعكس خلل عميق في درجات التأثر في أسواق المال، ما تسبب في حالة من عدم التوازن وتسبب بالفجوات العميقة بين النزول والصعود.
التحديات المقبلة هي البناء على تجربة الأسابيع الماضية، وإعادة تموضع الاستثمار بناءً على قناعات وأرقام ومعطيات العام الماضي والربع الأول من العام الحالي، واستهداف الأسهم الدفاعية التي تمتص الصدمات وتحافظ على حد أدنى تشغيلي في كل الظروف، وتمنح مساهميها عوائد جيدة ومقبولة.
لكن يجب أن يتم الاستفادة من مميزات اقتصادات الخليج التي تصنف كاستثمارات سيادية نتيجة التداخل والشراكات بين الاستثمار الحكومي والخاص، ودور الإنفاق الحكومي في تحريك عجلة الاقتصاد عموماً، وهي ميزة ليست متوفرة لكثير من الأسواق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى