مقالات

التفاوض مع فريق ترامب: استراتيجيات لتحقيق النجاح في تخفيض التعريفات الجمركية

• في ظل التوترات التجارية العالمية، أصبح التفاوض مع فريق ترامب بشأن التعريفات الجمركية أمرًا بالغ الأهمية للعديد من الدول والشركات.
• البيت الأبيض: أكثر من 50 دولة طلبت التفاوض بشأن رسوم ترامب الجمركية.
• يجب على الفريق المفاوض جمع جميع المعلومات الضرورية حول التعريفات الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي والدولي.
• يمكن أن تكون المفاوضات الثنائية أكثر فعالية من المفاوضات الجماعية المتعددة الأطراف، حيث يمكن التركيز على المصالح المشتركة بين البلدين.
• على الفريق المفاوض الاستفادة من خبراء التجارة الدولية والمستشارين القانونيين والاقتصاديين لضمان تحقيق أفضل النتائج.
• أستراليا رفضت الانضمام للصين في مواجهة التعريفات الجمركية وستسعى لتنويع تجارتها وتقليل اعتمادها على الصين.
• هل من الأفضل أن تقوم دول مجلس التعاون الخليجي بالتفاوض مع ترامب بشكل جماعي أم فردي؟

أفضل نهج للتفاوض مع فريق ترامب بشأن التعريفات الجمركية

في ظل التوترات التجارية العالمية، أصبح التفاوض مع فريق ترامب بشأن التعريفات الجمركية أمرًا بالغ الأهمية للعديد من الدول والشركات. لتحقيق نتائج إيجابية في هذه المفاوضات، يجب اتباع نهج استراتيجي ومدروس. فيما يلي بعض النصائح حول كيفية التفاوض بفعالية مع فريق ترامب:
التحضير الجيد
قبل بدء المفاوضات، يجب على الفريق المفاوض جمع جميع المعلومات الضرورية حول التعريفات الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي والدولي. يجب أن يكون لديهم فهم عميق للسياسات التجارية الأمريكية وأهداف فريق ترامب في هذه المفاوضات. التحضير الجيد يتضمن أيضًا دراسة تجارب الدول الأخرى في التفاوض مع الولايات المتحدة، واستخلاص الدروس المستفادة منها.


تحديد الأهداف بوضوح
يجب على الفريق المفاوض تحديد أهدافه بوضوح قبل بدء المفاوضات. هل يسعون إلى تخفيض التعريفات الجمركية بشكل كامل أم جزئي؟ هل هناك محاور معينة يرغبون في التركيز عليها؟ تحديد الأهداف بوضوح يساعد في توجيه المفاوضات نحو تحقيق النتائج المرجوة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الأهداف قابلة للتحقيق وواقعية، مع مراعاة التوازن بين المصالح الوطنية والدولية.


استخدام نهج تفاوضي متعدد المستويات
يجب على الفريق المفاوض استخدام نهج تفاوضي متعدد المستويات يشمل الجوانب الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. يمكن أن تكون المفاوضات الثنائية أكثر فعالية من المفاوضات الجماعية المتعددة الأطراف، حيث يمكن التركيز على المصالح المشتركة بين البلدين. هذا النهج يتطلب تنسيقاً جيداً بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة.


الاستفادة من العلاقات الدبلوماسية
يجب على الفريق المفاوض الاستفادة من العلاقات الدبلوماسية القائمة بين البلدين لتعزيز فرص النجاح في المفاوضات. يمكن استخدام العلاقات الدبلوماسية لتقديم عروض مغرية لفريق ترامب، مثل التعاون في مجالات أخرى مثل التكنولوجيا والطاقة. العلاقات الدبلوماسية القوية يمكن أن تسهم في بناء الثقة وتسهيل التوصل إلى اتفاقات مرضية للطرفين.


المرونة والتكيف
يجب على الفريق المفاوض أن يكون مرنًا ومستعدًا للتكيف مع الظروف المتغيرة أثناء المفاوضات. قد تتطلب المفاوضات تعديلات في الاستراتيجية بناءً على ردود فعل فريق ترامب والتطورات الجديدة في السياسات التجارية. المرونة تشمل القدرة على تقديم تنازلات متبادلة، والبحث عن حلول وسط تلبي احتياجات الطرفين.


التواصل الفعّال
يجب على الفريق المفاوض الحفاظ على التواصل الفعّال مع فريق ترامب طوال فترة المفاوضات. يمكن أن يساعد التواصل المستمر في بناء الثقة وتجنب سوء الفهم الذي قد يؤثر سلبًا على النتائج. التواصل الفعّال يتضمن تقديم معلومات واضحة ودقيقة، والاستماع إلى مخاوف الطرف الآخر، والعمل على حلها بشكل بناء.


الاستفادة من الخبراء والمستشارين
يجب على الفريق المفاوض الاستفادة من خبراء التجارة الدولية والمستشارين القانونيين والاقتصاديين لضمان تحقيق أفضل النتائج. يمكن لهؤلاء الخبراء تقديم رؤى قيمة حول كيفية التعامل مع التعريفات الجمركية وتقديم استراتيجيات فعالة للتفاوض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم الخبراء في تحليل البيانات الاقتصادية وتقديم توصيات مبنية على أسس علمية.

تقديم حلول مبتكرة
يجب على الفريق المفاوض تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع التعريفات الجمركية. يمكن أن تشمل هذه الحلول تقديم عروض تجارية جديدة، أو تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أو تقديم مبادرات مشتركة في مجالات مثل البحث والتطوير. الحلول المبتكرة يمكن أن تسهم في تحقيق نتائج إيجابية وتقديم فوائد مشتركة للطرفين.


التقييم المستمر
يجب على الفريق المفاوض إجراء تقييم مستمر لعملية التفاوض وتعديل الاستراتيجيات بناءً على النتائج المحققة. يمكن أن يسهم التقييم المستمر في تحسين الأداء وتقديم توصيات لتحسين عملية التفاوض في المستقبل. التقييم يشمل تحليل البيانات الاقتصادية، ومراجعة الاتفاقات المبرمة، وتقديم تقارير دورية للجهات المعنية.


بناء تحالفات دولية ورفض أستراليا طلب الصين؟

يمكن أن تكون بناء تحالفات دولية مع دول أخرى متضررة من التعريفات الجمركية الأمريكية استراتيجية فعالة لتعزيز موقف الفريق المفاوض. يمكن لهذه التحالفات أن تضغط على الولايات المتحدة لتقديم تنازلات وتخفيض التعريفات الجمركية. التعاون الدولي يمكن أن يسهم في تعزيز القوة التفاوضية وتقديم دعم سياسي واقتصادي. ومنذ أيام أستراليا رفضت دعوة الصين للانضمام إليها في مواجهة التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب. نائب رئيس الوزراء الأسترالي ريتشارد مارلز رفض دعوة السفير الصيني شياو تشيان للانضمام إلى بكين في “تضامن” بعد أن هدد الرئيس الأمريكي منافسه بتعريفات جمركية بنسبة 125٪. مارلز قال إن أستراليا ستسعى لتحقيق مصالحها الخاصة من خلال تنويع تجارتها وتقليل اعتمادها على الصين. فأستراليا وأوروبا قررتا الدخول في محادثات مع ترامب بشكل منفرد دون الصين لأنهما تسعيان لتحقيق مصالحهما الوطنية بشكل أفضل. العلاقات التجارية بين أستراليا والصين تضع البلاد في وسط التوترات التجارية المتصاعدة، ولكن أستراليا ترى أن التفاوض بشكل منفرد يمكن أن يكون أكثر فعالية في تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية. وأكد نائب رئيس الوزراء الأسترالي ريتشارد مارلز أن أستراليا لن “تمسك بيد الصين” في أي نزاع عالمي، مشيرًا إلى أن العلاقات التجارية مع الصين مهمة، ولكن يجب أن تكون مبنية على مصالح أستراليا الوطنية.

هل من الأفضل أن تقوم دول مجلس التعاون الخليجي بالتفاوض مع ترامب بشكل جماعي أم فردي؟

من الأفضل أن تقوم دول مجلس التعاون الخليجي بالتفاوض مع التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب بشكل جماعي بدلاً من التفاوض بشكل فردي.

هناك عدة أسباب تدعم هذا النهج:

1- القوة التفاوضية: عندما يتفاوض الكيان الخليجي ككتلة واحدة، فإنه يعزز قوته التفاوضية. دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر مجتمعة شريكًا اقتصاديًا كبيرًا، مما يجعلها أكثر قدرة على التأثير على السياسات التجارية الأمريكية مقارنة بدولة واحدة تتفاوض بمفردها.

2- تقليل التأثير السلبي: إذا قامت كل دولة بالتفاوض بشكل فردي، فقد يؤدي ذلك إلى اختلافات في المعاملة بين الدول الأعضاء، مما قد يخلق عدم توازن داخل المجلس ويضعف وحدته الاقتصادية. التفاوض الجماعي يضمن معاملة متساوية للجميع ويحمي المصالح المشتركة.

3- تعزيز الوحدة الإقليمية: التفاوض الجماعي يظهر التزامًا بالوحدة والتضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهو أمر مهم لمواجهة الضغوط الخارجية. كما أنه يعكس استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

4- الاستفادة من التنوع الاقتصادي: دول مجلس التعاون الخليجي لديها اقتصادات متنوعة، حيث تعتمد بعض الدول بشكل أكبر على النفط بينما تستثمر دول أخرى في القطاعات غير النفطية. التفاوض الجماعي يتيح تقديم حزمة متكاملة تعرض فرصًا استثمارية وتجارية متنوعة، مما يجعلها أكثر جاذبية للولايات المتحدة.

5- إدارة المخاطر: التفاوض الجماعي يساعد في توزيع المخاطر بين الدول الأعضاء، خاصة إذا كانت هناك قرارات أو سياسات أمريكية قد تؤثر سلبًا على قطاع معين. العمل المشترك يوفر شبكة أمان اقتصادية بين الدول الأعضاء.

الدول التي ردت بفرض تعريفات جمركية مضادة

فيما يلي بعض الدول التي ردّت على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي بدأت بشكل رئيسي في عام 2018 تحت شعار “أمريكا أولاً:

1- الاتحاد الأوروبي
فرض رسوماً جمركية انتقامية على سلع أمريكية بقيمة تقارب 3.2 مليار دولار، شملت منتجات مثل الجينز، زبدة الفول السوداني، الدراجات النارية مثل (Harley-Davidson)، والويسكي.

2- الصين
كانت الصين من أكبر المتضررين وأشدّ الدول في الرد. فرضت رسوماً جمركية على مئات المنتجات الأمريكية، مثل فول الصويا، السيارات، ولحم الخنزير، ضمن ما أصبح يُعرف بـ “الحرب التجارية الصينية-الأمريكية”. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الهواتف الذكية وغيرها من الإلكترونيات المصنوعة في الصين لن تُعفى من الرسوم الجمركية، وإنما تم إدراجُها في فئة مختلفة من تلك الرسوم. وشهدت البورصات الأوروبية صباح يوم الاثنين الماضي ارتداداً صاعداً، بعد إعلان رسميّ يوم الجمعة بأنّ بعض هذه المنتجات قد تُعفى من رسومٍ تصل أقصى نسبة لها إلى 145%. ودعت الصين الرئيس الأمريكي ترامب إلى “الإلغاء الكامل” لرسومه الجمركية، و”العودة إلى المسار الصحيح من الاحترام المتبادَل”. لكن مسؤولون أمريكيون قالوا يوم الأحد إن هذه المنتجات ستخضع بدلاً من ذلك لـ “رسوم جمركية خاصة بأشباه الموصلات”، وسط توقعات بأن يكشف ترامب المزيد من التفاصيل في وقت لاحق.

3- كندا
ردّت كندا بفرض رسوم على منتجات أمريكية بقيمة 16.6 مليار دولار كندي، شملت الفولاذ، الألمنيوم، والعصائر، وحتى منتجات منزلية.

4- المكسيك
فرضت رسوماً على منتجات أمريكية مثل لحم الخنزير، الجبن، والتفاح، كردّ على الرسوم على الصلب والألمنيوم.

5- الهند
فرضت رسوماً إضافية على 28 منتجاً أمريكياً، من بينها اللوز، الجوز، والتفاح.


الخاتمة

يشهد العالم حالياً تصاعداً في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على حوالي 60 دولة. وقد ردت العديد من الدول على هذه الرسوم باتخاذ إجراءات مضادة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتحوله إلى حرب تجارية عالمية. يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الإجراءات المضادة في الضغط على الولايات المتحدة لإعادة النظر في سياستها التجارية، أم أنها ستؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوتر في العلاقات الاقتصادية الدولية؟ وما هو التأثير المحتمل لهذه التوترات على الاقتصاد العالمي في المدى القريب والبعيد؟ في النهاية، يجب أن يكون الهدف الرئيسي للمفاوضات هو تحقيق نتائج تعود بالفائدة على كلا الطرفين. من خلال اتباع نهج استراتيجي ومدروس، يمكن للفريق المفاوض تحقيق نتائج إيجابية في التفاوض مع فريق ترامب بشأن التعريفات الجمركية. يجب أن تكون المفاوضات مبنية على الثقة والتعاون، مع التركيز على تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والدولية. والتفاوض الجماعي هو الخيار الأنسب والأكثر فعالية لدول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب. هذا النهج لا يعزز فقط القوة التفاوضية، ولكنه يحافظ أيضًا على الوحدة الإقليمية ويضمن تحقيق نتائج متوازنة ومفيدة للجميع.


د. عدنان البدر.
باحث ومستشار استراتيجي في سياسة الموارد بشرية وبيئة العمل
ورئيس ومؤسس الجمعية الكندية الكويتية للصداقة والأعمال.
ckbafa@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى