تقصير الشركات تجاه المساهمين وأسعار الأسهم المتدنية تكشف المستور
أسعار الأسهم تفضح الشعارات

هل هناك وحدات علاقات مستثمرين فاعلة تقوم بدورها تجاه مجالس الإدارات؟
أين تمكين مجتمع الاستثمار من إصدار القرار الصائب حول القيمة العادلة للسهم؟
أين دور وبصمة علاقات المستثمرين في الشركات المصنفة قيادية وكبرى وتشغيلية؟
كتب حازم مصطفى:
من قال أن السوق ذكي ويقرأ الأرقام جيداً فقد أصاب، لأنها حقيقة ومقولة جوهرية، فعندما تقف متأملاً متفحصاً أسهم عمرها التأسيسي يتخطى نصف قرن من الزمان، لكن أسعارها دون القيمة الإسمية أو أكثر بقليل، فهذه المستويات تفضح الشعارات التي تتردد يومياً وفصلياً وسنوياً.
كيف يمكن إقناع المستثمر طويل الأجل أن يتمسك بالسهم 5 سنوات أو10 سنوات بلا قيمة سعرية متراكمة أو عوائد تنافس الفائدة على أقل تقدير.
بالرغم من أن الكثير من الشركات لديها وحدات لعلاقات المستثمرين، والتي تضطلع بدور مهم وجوهري واستراتيجي وحيوي، وأحد أدوار ومهام علاقات المستثمرين أنها هي وسيلة التواصل الفعالة فيما يتعلق بالمعلومات ذات الصلة والضرورية التي من شأنها أن تمكن مجتمع المستثمرين من إصدار أحكام وقرارات استثمارية صحيحة بشأن القيمة العادلة لأسهم جهة الإصدار “الورقة المالية”.
التساؤل الجوهري هنا هو، هل تقوم علاقات المستثمرين في الشركات بهذه المهمة والمسؤولية؟ وهل تقوم بدورها الحقيقي؟ وإذا كانت تقوم بهذا الدور، فما هو المؤشر الذي يقيس النجاح من عدمه؟ خصوصاً وأن أسعار ومستويات الأسهم تفضح الكثير من الشعارات التي تتردد بشأن المؤسسية وعلاقات المستثمرين، فبجانب فقدان الكثير من الأسهم لأي قيمة سعرية مضافة متراكمة تتناسب مع العمر الـتأسيسي والأداء التاريخي، فالأسهم تكسر بشكل سلبي مستوى القيمة الإسمية للأسفل.
عندما يقال أن دور وحدة علاقات المستثمرين الفعالة في الاتجاهين، فهي تضطلع بدور في نقل الصورة الخارجية ونبض السوق ورأي المستثمرين وما يقال إلى مجلس الإدارة، حيث أنها مصدر تدفق المعلومات لمجلس الإدارة، فهي توفر تلك المعلومات القيمة التي لا تقدر بثمن في عملية صنع القرار الاستراتيجي.
فهل علاقات المستثمرين القائمة حالياً في الشركة تقوم بهذا الدور، أم أنها مجرد مسمى “حبر على ورق”؟ مسمى فقط لزوم الوجاهة واستكمالاً للهيكل الشكلي.
الشركات الواعية الفاعلة تعتبر إدارة علاقات المستثمرين استثمار وليس مركز للتكلفة.
الدراسات العلمية والتجارب العملية والشركات الكبرى التشغيلية والقيادية حول العالم وفي الأسواق المتقدمة جميعها تؤكد حقيقة واحدة، وهي أن علاقات المستثمرين الضعيفة أو التي لا دور حقيقي لها، نتيجتها سعر سهم أقل نسبياً.
علاقات المستثمرين أكبر وأوسع وأعمق من إدارة البيانات التقليدية، بل لها مهام وأدوار استراتيجية في الإدارات المؤسسية، حيث يكون مدير علاقات المستثمرين بمثابة وكيل لمجلس الإدارة والجهاز التنفيذي، وبالنظر إلى المهام والدور هناك من يذهب بأنه يوجه الطرفين:
* علاقات المستثمرين الجيدة تشجع الاستثمار المستمر في أسهم الشركة، وتحفز المستثمرين الجدد بدعم من المعلومات الجوهرية الدقيقة والواضحة ومعالجة ما يثار بشأن الشركة.
* دورها مهم في شرح وتوضيح الاستراتيجية بشكل فعال، وتتوقع المشاكل والتحديات بشكل استباقي.
* تساعد الإدارة الناجحة والفاعلة على فهم وجهات نظر المستثمرين.
* تعزز مبدأ حسن النية واستهداف المساهمين لزيادة قاعدة المستثمرين في الشركة.
* العمل المستمر على تطوير بيانات التداول والعرض التقديمي الفصلي.
* تحقق الاستقرار في سعر السهم، وتراجع التقلبات، وتوفر القدر الأكبر من القدرة على التنبؤ بتقييم جهة الإصدار كأساس للتخطيط الاستراتيجي، خصوصاً في ظل الظروف المصحوبة بمصاعب وتحديات.
* دور مهم في دعم الاستقرار في قاعدة المساهمين، ما يعني دعم استراتيجية الشركة من قبل مجموعة مخلصة من المستثمرين الاستراتيجيين والأساسيين والمستدامين.
* علاقات المستثمرين الفعالة تؤدي إلى خلق دائرة جيدة من التأثيرات الإيجابية، عبر اقتراحات المستثمرين الإيجابيين الهادفة إلى تعزيز مستويات السيولة في السهم، ما يساعد على دعم تقييم السوق الكامل والعادل.
* تحقق بصمات علاقات المستثمرين مستوى معقول من السيولة مع وصول أسهل وأرخص إلى رأس المال في المستقبل.
* دورها مهم في جذب المستثمرين المؤسسين المحليين والأجانب، وبناء علاقات مهنية دائمة مع المشاركين في سوق رأس المال، واليقين بترسيخ العدالة بين الجميع وأن الأمر في نهاية المطاف هي أموال وثروات آخرين.