“نادي النخبة”

بقلم م. مشعل الملحم
ضعف أسواق المال سبب زيادة الإقبال على العقار الدولي.
تراجع ثقة الأفراد تجاه شركات إدارة الأموال.
نقص في فرص الاستثمار المحلي التي تستوعب رؤوس الأموال الصغيرة.
سوق العقار الكويتي أصبح نادي للنخبة فقط.
الاستثمار في العقار الدولي يسحب البساط والسيولة من المحلي.
قنوات التوظيف المحلية الآمنة للأموال محدودة.
شلل يخيم على الحركة الاقتصادية والتجارية.
تباطؤ عجلة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
لا أتردد حين أقول إن الاستثمار في العقارات الدولية هو أكبر عملية استثمارية يقوم بها الفرد الكويتي من أصحاب الدخول المتوسطة والمرتفعة أثناء حياته، من ناحية حجم الأموال التي يوظفها في هذه العملية، أو الزمن الذي يخصصه لها أو التعقيدات المصاحبة لها، وذلك بسبب ندرة الفرص الاستثمارية في الكويت وندرة قنوات التوظيف الآمنة للأموال. وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة في الكويت تقارن بين حجم المبيعات العقارية داخل الكويت وخارجها من قبل المشتري المحلي، سواء كانت من ناحية عدد الصفقات أو قيمتها، فإنني أتوقع أن كفة الاستثمار في العقار الدولي تتفوق على المحلي لهذه الفئة لأنهم لا يجدون المال الكافي لتوظيفه في العقار المحلي، وهذا يعني صب أموال البلد والمواطنين خارج الكويت مما يزيد من تباطؤ التعافي الاقتصادي المحلي وتوقف عجلة الاستفادة المحلية من تلك الأموال بكل قطاعات الخدمات.
ازداد الإقبال على الاستثمار العقاري الدولي في السنوات الأخيرة بسبب ضعف أسواق المال، وضعف ثقة الأفراد والمستثمرين في شركات تدير أموالهم، فضلا عن نقص قنوات الاستثمار المحلي وارتفاع أسعار العقارات وشلل الحركة الاقتصادية والتجارية وتباطؤ عجلة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي نتج عنه تحول الكثيرين إلى شعب يعيش في فلك الوظيفة الحكومية، وهذا ما لا يتناسب مع طموحه ورغباته، فتوجهت جهوده وأمواله إلى قنوات الاستثمار العقاري الدولي، بهدف تعظيم أرباحه وايراداته.
إرث عقاري
لا تعتبر ظاهرة شراء العقارات الدولية حديثة على المستثمر الكويتي، إذ إن الكويتيين جبلوا عبر تاريخهم على تملك بيوت وعقارات في كل دول الخليج العربي وبعض الدول العربية وحتى الأجنبية، وأملاك الكويتيين في البصرة وحيفا ورام الله والهند ومكة والمدينة المنورة تظل شاهداً على تاريخ الاستثمارات العقارية الكويتية في الخارج، وقد كانت تلك العقارات منازل صيفية تلجأ إليها الأسر أثناء فترات الصيف أو منازل للتجار أثناء تواجدهم في تلك الدول لأغراض التجارة.
صفة كويتية
بصفتي متخصص في العقار الدولي فإني أنظم معارض عقارية في كل دول الخليج، إلا أن ما شد انتباهي أن الكويتي هو الأكثر إقبالاً على شراء العقارات الدولية، ليس بسبب الملاءة المالية فحسب، بل لثقافته التجارية العالية، وحب المغامرة التي جبل عليها، غير أن هناك عامل آخر يضاف لهذا وهو نقص الفرص الاستثمارية المحلية التي تستوعب رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة.
الخاتمة:
سوق العقار الكويتي أصبح نادي للنخبة، لا ينضم له السواد الأعظم من الكويتيين، وهذه حالة كويتية خاصة من النادر أن ترى مثلها في العالم أن لم يكن من المستحيل.