قصة الأحدمنوعات

 الذئاب الطفيلية المنفردة … والركض خلف الإشاعات

 

عندما تكون الرياح شديدة تتطاير أشياء كثيرة، وفي وسط الغبار وزوابعه تقل الرؤية ويختلط الحابل بالنابل، هكذا الذئاب المنفردة التي يعمل كل منها في ركن مختلف وسط النشاط الذي يهب بين فترة وأخرى على الأسواق.

لغة المضاربين واحدة في الترويج والتضخيم والتفخيم، وحتى في الشراء والبيع، لكن الفوارق الأخلاقية شاسعة، فهناك حتماً مدارس متباينة ومختلفة.

تلك الذئاب المنفردة تعود للنشاط بقوة مع الرواج، حيث أن سلاحها هو فقط حالة النشاط العام والتفاؤل، وهو ما يعتمد عليه “كبيرهم الذي علمهم السحر”، والجميع يتبع منهجه المضاربي الذي يعتمد على قاعدة إضرب واهرب، ولا بأس من التحالف، ومن ثم تغيير الاتجاه وفك الارتباط في وسط الطريق.

هل الوضع الحالي يحتاج إلى دليل ومرشد، في الوقت الذي باتت فيه الأرقام واضحة والبيانات معلنة والشفافية تتطور وتأخذ منحى إيجابي جيد؟

 

التطور التقني والرقمي والثورة التكنولوجية لم تترك لأحد شيئاً يحتكره أو يخفيه أو يحجبه، فقد بددت الجانب المظلم في كل جوانب الحياة، كما أن الكثير من البرامج والدورات والشروحات وغيرها من الدروس مكدسة وتملأ محركات البحث.

لا تتبع أحد، ولا تثق في أحد بالمطلق في التعاملات المالية ذات الصلة بالأسواق، لأنه ببساطة ليس من حق أحد أن يلوم قائد القطيع عندما تقع الواقعة!

الخيارات كثيرة، فإما أن يكون هناك حد أدنى من المعرفة وتعلم الأساسيات، أو اللجوء إلى مقدمي الخدمات والاستشارات المالية وإدارة الأصول والثروات، خصوصاً وأن الفهلوة في إدارة الأموال ليست في محلها.

كما أن الركض وراء الإشاعات والمعلومات غير الموثوقة أثبت نجاحه مرة وفشله ألف مرة، والأرض خصبة للذئاب المأجورة منعدمة الضمير التي تعمل بدرجة “بوق”، أو “يد” قذرة تروج السموم والمعلومات المسمومة بين الأفراد.

الحذر! الحذر! الحذر! لا تمنحوا الوضيع قيمة باللهاث وراء معلومات مضروبة تستغل حاجة الآخرين.

الأرقام واضحة والملاك سيرتهم معلومة ومعروفة، وربما في هذا الوسط قيمة الملاك لها أفضلية كبيرة وعميقة، فهناك شرائح لا يهمها الاسم بقدر ما يهمها المال وتحقيق الربح، في حين أن شرائح أخرى تهمها السمعة الطيبة والسيرة العطرة، وتحافظ على اسم العائلة التي تحمله، “وتحشمها” من القيل والقال، وأي ملوثات لا تساوي شيئاً.

لكن أصحاب مدرسة “الدناءة”، من يلتهمون الأخضر واليابس كالجراد المنتشر، معروف تاريخهم وامتدادهم وسيرتهم غير العطرة في هذا الملف. جميع اللاعبين معروف سلوكهم، لكن في بعض الحالات هناك شريحة تتغاضى أحياناً على أمل تحقيق ضربة، لكنها للأسف تأتي عكسية في بعض الحالات تأتي.

لكن القاعدة المسلم بها أنه لا أحد يعمل من أجل أحد، كلٌ يعمل من أجل نفسه وتنمية ثروته، فلا توجد مثاليات في أسواق المال، والقاعدة المسلم بها أيضاً أنه “لا يحك ظهرك مثل ظفرك”، فتعلم المهارات والأساسيات العلمية والفنية وقراءة البيانات والإفصاحات والمتابعة الدقيقة هي بديل أكثر أماناً من متابعة وتتبع الآخرين، الذي يعد أسوأ خيار وأسوأ سيناريو، لأن لكل طرف توجهه وحساباته ومركزه المالي الذي يختلف عن الآخر، فما يناسبك لا يناسب غيرك، وما يناسب مضارب لا يناسب مستثمر، فالأهداف تتباين والرؤى تختلف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى