منوعات

   قصة “الناطور” و “الطرطور” ومكافأة تسييل الأصول

  قصة خيالية لجريمة اقتصادية أهدافها توعوية تنويرية

لكشف الأدوات والدمى البشرية وفرقة النواطير الورقية

وعرابي السطو على الأصول الجوهرية محلية و دولية

  • يكتبها عادل العادل:        

بدأ مشواره العملي دلالاً في عام 2005 بعد تخرجه بعام تقريباً، وتنقل بين عدد من الشركات المدرجة في إدارة الأصول، وجميعها من شركات الصف الثاني، حيث كانت هذه النوعية من الشركات تقبل بالخريجين الجدد من دون خبرات.

استمر في التنقل والترحال بين الشركات إلى أن قادته الظروف عبر صديق له أن يعرضه على رجل أعمال شاب مهتم بتجميع شريحة من الشباب حوله ليملأ بهم الفراغات في المناصب المختلفة وليستخدمهم في تنفيذ تعليماته.

بدأ من أول الدرج بدرجة “مندوب” ومرافق تشريفات على درجة الانتظار حتى يكون هناك مقعد شاغر في عضوية مجلس إدارة أي شركة يملأ فيها الفراغ إلى حين ميسرة.

جاءته الفرصة في شركة مدرجة، لكنه كان وجه الشؤم عليها، حيث تولى فيها منصب رفيع، وبدأ في تنفيذ سلسلة الأوامر التي تأتيه من ” سيده” وولي نعمته، ولأنها أوامر مشينة فلا بد من البحث عن يد ملوثة تنفذها، وكونه دلال فهو مطيع جيد للأوامر ولديه خبرة في التنفيذ.

بداية قراراته التعيسة والسلبية على الشركة كانت بتصفية شركات تابعة في الخارج تحت مظلتها أصول وعمليات تشغيلية فقام بتفكيكها وبيع كل قطاع ونشاط حتى تم تصفيرها.

وما أن انتهى بتصفية الأصول الخارجية حتى بدأ في الأصول والأفرع المحلية وطبيعة نشاط الشركة بالكامل كان شبيه بنشاط قطاع أساسي ورئيسي لدى “سيده” وكأنه أزاح من طريقة منافس قوي وحل محلة بالشركة العائلية الخاصة.

بعد أن نفذ مهمة تبديد وتسييل الأصول قام بتنفيذ المخطط الثاني وهو سحب الشركة من مقصورة الإدراج وشطبها، بل واجتثاثها من الوجود، فلم يتم إدراجها في منصةOTC  خوفاً من فتح ملفات فساده فطمث كل معالمها.

ربما تقولون أنه كان مجرد أداة، لكن الواقع أنه “مجرم” مالي معتدي على حقوق المساهمين الأفراد والأقليات، ظلم الكثيرين لحساب شخص واحد، نفذ جريمة طمث وإفلاس أصل تشغيلي تنفيذاً لرغبة مستثمر واحد لا يملك أغلبية لكنه يسيطر على القرار عبر مجموعة “نواطير” في مجلس الإدارة.

جنى الأرباح والمكاسب الشخصية عبر المكافآت المالية نظير إجادته تنفيذ التعليمات، وترقي في سلم الترقيات في طابور “الطراطير” حيث تم ترفيعه من درجة “ناطور” إلى “طرطور”، وما أكثرهم، لكنه طرطور من طراز خاص وله مهمة محددة يتقنها ويجيدها ببراعة حتى أصبح أخصائي في تسييل الأصول والسطو عليها لحساب الغير.

المكافآت لم تتوقف عنده فقط بل امتدت لأفراد عائلته وأصبحت “المحروسة” تحصل على الدعم السنوي لكل أنشطتها وفعالياتها الشخصية من الأذرع التجارية الكبرى التي يتحكم فيها سيده.

من أروع الأمثال التي أسقطها أحد الحكماء الظرفاء أن الحذاء مهما غلا ثمنه وزاد بريقه إلا أنه ينقاد ولا يقود. فهو يمضي حيثما يمضي المستخدم، لا يملك رفاهية الاختيار أو تحديد المسار، إلى أين سيذهب أو متى يتحرك.

هكذا هم بعض ” الدمى ” و”النواطير” أحياء لكنهم أموات، شخصيات لامعة في العلن، أصنام صامتة في الخفاء، ليس لها قرار فهي للاستخدام فقط حيث لا تملك سوى هز الرأس، أحجامهم الظاهرة وأوزانهم في المجتمعات ليست حقيقية، فهي مملوءة بالهواء، كالجربة الجوفاء.

في المحافل العامة يتصدرون المقاعد ويتطاولون كأنهم الوجهاء، في المجالس الضيقة الحقيقية مع الأسياد يجلسون في مقاعد المشجعين للتأمين على الكلام وتوزيع الابتسامات عند حديث الوجهاء الأسياد وهز الرأس إعجاباً بالحديث والقهقهة أحياناً على سخف الحديث من باب المجاملة.

مرور الألاعيب وفقاً لقوانين “الدنيا” لن يعفيك من حساب الآخرة، ترتكب الآثام والجرائم في حق صغار المستثمرين والمساهمين العزل من الأفراد، وتتشيطن ذكاءً وتلاعباً لتمرير هذه التصفية أو السطو على ذاك الأصل، ويا ليتها لحسابك الخاص، بل لحساب الغير ولصالح الغير، كونك إمعة نكرة اخترت أن تدفع من كرامتك كي تكون ضمن طابور الدمى والنواطير.

اخترت أن تكون كالدخان يطفوا ويعلوا على طبقات الجو وهو وضيع، هكذا ستبقى إلى الأبد بعد أن تمرست وأصبحت من ذوي الخبرة في هكذا دروب، دروب الوضاعة والخسة والندالة المتمثلة في تصفية الشركات وبيع أصولها، لكن ثق تمام الثقة أنه لن يستعين بك أحد وستبقى إلى الأبد على مقاس سيدك، لأنك تحولت إلى “ورقة” كلينكس غير قابلة للاستخدام إلا مرة واحدة فقط.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى