” عبر الحدود ” ترسم ملامح الدبلوماسية الرقمية الكويتي بين Ooredoo ومعهد سعود الناصر
الفعالية تسلط الضوء على دور الكويت الإنساني والتنموي في عصر التحول الرقمي
عبدالله اليحيا: الكويت منارة للمعرفة والسلام ونجدد التزامنا في هذا النهج بمستقبل أكثر استقرارا وإنسانية
د. ناصر محيسن: شراكتنا مع Ooredoo الكويت من خلال منصة 51 ومشاريع تعتمد على الذكاء الاصطناعي يوفر بيئة صحية للتحول الرقمي
عبدالعزيز يعقوب البابطين : البنية الرقمية لم تعد ترفا تقنيا بل أصبحت أساسا لاقتصاد تنافسي و دعمنا للدولة لبناء لريادة هذا الاقتصاد
وليد البحر: الصندوق جزء من العمل الدبلوماسي الكويتي والذراع التنموي للكويت
انطلقت فعالية عبر الحدود “Beyond Borders“ بشراكة استراتيجية بين Ooredoo الكويت ومعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي وبرعاية وحضور وزير الخارجية عبدالله علي اليحيا، وحضور الدكتور ناصر محيسن وكيل وزارة الاعلام و نائب رئيس مجلس إدارة شركة Ooredoo الكويت الدكتور حمد النعيمي وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكويت.
وجاء تنظيم الفعالية في إطار إبراز الدور المتنامي للدبلوماسية الكويتية في مرحلة التحول الرقمي، وتسليط الضوء على أثر الشراكات الوطنية في نقل رسالة الكويت إلى العالم، حيث تؤكد فعالية “عبر الحدود“ أن مفهوم العبور لا يقتصر على الامتداد الجغرافي، بل يعكس اتساع الدور الكويتي إنسانياً وتنموياً وثقافياً وإعلامياً، من خلال منظومة متكاملة من المؤسسات والشراكات التي جعلت من الكويت نموذجاً لدولة تمارس الدبلوماسية بالفعل لا بالخطاب فقط.
وشهدت الفعالية كلمة معالي وزير الخارجية، التي تناول فيها مرتكزات الحضور الكويتي على الساحة الدولية، والدور المحوري الذي تؤديه المؤسسات الوطنية في ترسيخ الرسالة الإنسانية والتنموية للكويت، وفي مقدمتها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذي شكّل على مدى أكثر من ستة عقود أحد أبرز أدوات العمل التنموي الكويتي في دعم مشاريع الاتصالات والبنية التحتية والتكنولوجيا في عدد من الدول، بما أسهم في تمكين مجتمعات واسعة من الوصول إلى المعرفة والخدمات الرقمية، مؤكدًا أن الإنسان يظل محور الرؤية الكويتية في كل مسارات التنمية والسلام.
كوادر الدبلوماسية
حيث أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا أن دولة الكويت رسخت مكانتها الدولية عبر توظيف قوتها الناعمة وتعزيز حضورها الثقافي والإنساني والتنموي حول العالم مبينا أن التواصل الإنساني والثقافي كان وما يزال ركيزة أساسية في سياستها الخارجية. جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير اليحيا خلال فعالية عبر الحدود التي نظمها معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي وشركة Ooredoo إبراز دور دولة الكويت في تعزيز التعاون الدولي والعالقات الدبلوماسية وفتح آفاق للتعاون الاستثماري والاقتصادي والتقني والثقافي بين الدول. وأوضح أن الكويت حملت ثقافتها وفنونها وإعلامها إلى العالم عبر مبادرات رائدة مثل مجلة العربي وسلسلة عالم الفكر.
وأضاف اليحيا ان أن انعقاد الفعالية في المدرسة الشرقية يحمل دلالة وطنية لمكان أسهم في نهضة الكويت وإعداد كوادرها الدبلوماسية. وأشار إلى دور المؤسسات التعليمية في الانفتاح الثقافي الفتا إلى تقديم أكثر من 600 منحة دراسية هذا العام وابتعاث نحو 145 ألف طالب خلال العقد الماضي إلى 16 دولة بما يعزز روابط الكويت بالعالم. كما أشار إلى إسهامات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والهيئة العامة للاستثمار في دعم الاستقرار والبناء التنموي عالميا عالقو على أدوار المؤسسات الإنسانية الكويتية. وأكد أن هذه الفعالية تجسد قصة البلاد كمنارة للمعرفة والسالم مجددا الالتزام بمواصلة هذا النهج نحو مستقبل أكثر استقراراً وإنسانية.
فتح آفاق جديدة
و بدوره قال وكيل وزارة الاعلام الدكتور ناصر محيسن اننا نحرص في وزارة الاعلام على المشاركة في فعالية عبر الحدود التي تنظمها شركة Ooredoo الكويت و معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي و التي تعكس توجه الدولة نحو ترسيخ مكانة الكويت مركزا للتواصل و التأثير و تعزيز دورها في بناء شراكات استراتيجية مع مختلف الجهات و البعثات الدبلوماسية في دولة الكويت و فتح افاق جديدة للتعاون الدولي من خلال تمكين الشباب و تفعيل أدوات الاتصال الحديثة بما يترجم رؤية وطن يقود التحول الرقمي و يصنع محتواه و يعزز حضوره على المستوى الإقليمي و الدولي.
و أضاف محيسن ان انعقاد هذا الحدث بمعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي يعكس البعد الدولي للحدث و يؤكد أهمية توظيف التكنولوجيا و الاتصال في بناء جسور جديدة بين الثقافات و المجتمعات و تطوير أدوات التواصل بما يخدم الحضور الكويتي عالميا و يترجم توجهات القيادة السياسية حفظهم الله و رعاهم نحو دعم الريادة و تعزيز مكانة الكويت في المحافل الإقليمية و الدولية ، مؤكد بالوقت نفسه ان هذه المبادرة من شركة Ooredoo الكويت كشراكة حقيقية بين القطاعين الحكومي و الخاص لدعم التحول الرقمي و توفير البيئة المناسبة للإبداع التكنولوجي و اطلاق مشاريع تعبر بالوطن نحو مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي و التقنيات المتقدمة و تشارك وزارة الاعلام في هذا التوجه من خلال منصة 51 التي تعزز حضور الاعلام الكويتي عالميا و منصة visit Kuwait التي تعكس رؤية الكويت السياحية على الصعيد الدولي بما يتيح للطاقات الشبابية فرصا أوسع للتأثير و المنافسة عالميا.
وأختتم محيسن اننا نؤمن في وزارة الاعلام و الثقافة ووزارة الدولة لشئون الشباب ان قوة الكويت تمكن في شبابها و ان قدرتنا على العبور عبر الحدود تبدأ من الاستثمار في العقول و تفعيل الإمكانات و تبني المبادرات التي تسهم في صناعة محتوى رقمي مؤثر و تدعم التواصل الحضاري و تثري الاقتصاد المعرفي ،مؤكدين دعمنا لمثل هذه المبادرات النوعية و هذه خطوة بداية لمسار يتجاوز الحدود نحو مستقبل رقمي يليق بطموحات الكويت.
القطاعين الخاص والحكومي
ومن جانبه أكد الرئيس التنفيذي لشركة Ooredoo عبد العزيز يعقوب البابطين، من خلال كلمته في الفعالية، أهمية توظيف التكنولوجيا في دعم الدبلوماسية الرقمية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لخدمة مسارات التنمية والتواصل الدولي.
مضيفا بانه نفخر بشراكتنا مع معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي و التي تتجاوز نطاق الاتصالات لتدعم جهود الدولة في بناء مستقبل رقمي متطور و حضور كويتي يتخطى كافة الحدود ، كما ان العالم اليوم يشهد تحولا جذريا في طريقة التواصل و التأثير وتحولا تقدوه اليوم التكنولوجيا و تفرضه الدبلوماسية الرقمية و تصبح في المعرفة و السرعة و القدرة أدوات القوة الجديدة، و لم تعد قدرات الدول تقاس بحجمها الاقتصادي أو العسكري، بل بقدراتها و تقدمها على بناء اساسات البنى التحتية الرقمية ،وموقعها في خارطة البيانات العالمية و دولة الكويت بما تمتلكه من رؤية واضحة و قدرات ومقومات و مؤهلة اليوم لتبوؤ مكانة ريادية في هذا المجال.
كما أّكد البابطين اننا في Ooredoo الكويت نفخر بان نكون الشريك الاستراتيجي في دعم الدولة لبناء بنية رقمية تعزز حضور الكويت في المنطقة من خلال شبكاتنا المتطورة و خدماتنا الذكية و تعزيز جاهزية القطاعين الحكومي و الخاص في رحلة التحول الرقمي و دورنا اليوم لم يعد يقتصر على تقديم خدمات الاتصال بل اصبحنا شريكا فاعلا في التمكين الرقمي و صناعة التأثير العابر للحدود ،موضحا بالوقت نفسه على مساهمتهم في بناء منظومة متكاملة تربط الناس، والبيانات، والخدمات، والفرص، في عصر لم تعد فيه البنية الرقمية ترفًا تقنيًا، بل أصبحت أساسًا لاقتصاد تنافسي، ودبلوماسية فعّالة تقوم على المعرفة والاتصال والذكاء الاصطناعي.
وأضاف البابطين انه تمكين هذا الأساس يشكّل مسؤولية وطنية، فإن تطوير مراكز البيانات وتمكينها بالذكاء الاصطناعي يمثّل خطوة استراتيجية لرفع جاهزية الكويت للتحول الرقمي، والاستفادة من التقنيات العالمية ضمن إطار سيادة رقمية داخل الحدود الوطنية ، وامتدادًا لمسؤوليتنا الوطنية في تقدير الإرث الثقافي والمعرفي للدولة، فإن شراكتنا مع وزارة الإعلام قدّمت نموذجًا مبتكرًا للعلاقة بين القطاعين العام والخاص، من خلال تقديم مشروع “منصة 51” الوطني، لتمكين المحتوى الكويتي من الوصول إلى المشاهدين خارج حدود الدولة ، كما نفتخر بأن يكون لنا دور محوري في هذا النموذج من الشراكة، الذي يحوّل الإبداع والهوية الكويتية إلى حضور عالمي مؤثر يتجاوز الحدود الجغرافية.
وبالختام شكر البابطين جميع مؤسسات الدولة وقطاعاتها على ثقتهم وتسهيلهم لهذا التعاون في بيئة عمل تشجع على الابتكار والاستثمار، ونؤكد التزامنا في Ooredoo الكويت بأن نكون شريكاً وطنياً موثوقاً في رحلة التحول الرقمي، وأن نعمل مع مؤسسات الدولة لتعزيز حضور الكويت خارج الحدود، وصناعة مستقبل رقمي يفخر به الجميع.
قطاعات حيوية
من جهته قال المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بالوكالة وليد البحر في تصريح صحفي على هامش الفعالية إن الصندوق جزء من منظومة العمل الدبلوماسي الكويتي باعتباره الذراع التنموية لدولة الكويت وداعما رئيسيا لجهود التنمية الدولية والعمل الإنساني للدول الشقيقة والصديقة بما يخدم سياسة الكويت الخارجية ويعزز مكانتها العالمية انسجاما مع رؤيتها ورسالتها الإنسانية الثابتة. وأضاف البحر أنه على مدى قرابة 64 عاما أسهم الصندوق بتقديم أكثر من 1037 قرضا ميسرا لتمويل مشاريع تنموية في تسع قطاعات حيوية منها البنى التحتية والقطاع الاجتماعي والصحة والتعليم بقيمة إجمالية بلغت نحو 7 مليارات دينار كويتي (ما يقارب 22 مليار دولار أمريكي)، شملت 107 دول فضلاً عن تقديم 349 منحة ومساعدة فنية للدول النامية والمؤسسات والهيئات بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 392 مليون دينار (نحو مليار و270 مليون دولار). وأكد استمرار الصندوق في جهوده “التي لم ولن تتوقف” في مد يد العون لضمان استقرار الإنسان وسالمته وحقه في العيش واستطرد بقوله إن “العمل التنموي والإنساني أضحى ركيزة أساسية للسياسة الخارجية لدولة الكويت ما جعلها رائدة في العمل الإنساني”.
وتضمن برنامج الفعالية عرض الفيلم الوثائقي “عبر الحدود“ الذي استعرض نماذج من الدبلوماسية الرقمية الكويتية ومشاريعها التنموية والشراكات التي امتد أثرها خارج الكويت، إلى جانب حفل موسيقي جسّد روح التلاقي الثقافي والإنساني.
وتأتي هذه الفعالية تأكيداً على مكانة دولة الكويت كدولة فاعلة في ميادين الدبلوماسية الإنسانية والرقمية، وكشريك موثوق في دعم التنمية وبناء الجسور بين الشعوب عبر مؤسساتها الوطنية وشراكاتها الاستراتيجية.
كما شهدت الفعالية عرض عدد من الفيديوهات الوثائقية التي تناولت مسيرة وإنجازات مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، مسلّطة الضوء على أثرهما الممتد في دعم الثقافة والتنمية والعمل الإنساني داخل دولة الكويت وخارجها، وما تمثّله هذه الجهود من نماذج راسخة للحضور الكويتي الفاعل في خدمة المجتمعات وبناء جسور التعاون والتنمية المستدامة.
واختُتمت الفعالية بحفل موسيقي مميّز قاده المايسترو أحمد العود، قدّمت خلاله الفرقة وصلات موسيقية وأغانٍ فلكلورية مستوحاة من المقطوعات الكويتية القديمة والفنون التراثية الأصيلة، في لوحة فنية جسّدت عمق الهوية الثقافية الكويتية، وربطت بين الماضي وتعبيراته الموسيقية الأصيلة، والحاضر برؤيته الحديثة.




