أسواق المال

البورصة تعوض 445.5 مليون دينار في جلستين

جلسة ختام الأسبوع تعيد الحياة والنشاط والسيولة والتفاؤل

ارتداد طبيعي بعد “نحت الشحوم” وتهيأة الأسعار للشراء

السوق المالي فرص وليس اتجاه واحد… والوقفات صحية 

تركيز القطاع الخاص على السوق المحلي غير مسبوق

القيمة السوقية تعود لمستوياتها القياسية 53.084 مليار دينار

 

كتب محمود محمد:

الدرس القصير القريب لحركة وديناميكية السوق يجب استيعابه، خصوصاً وأن حجم التذمر والتكدر من التصحيح والتراجعات التي شهدتها البورصة خلال الأيام الماضية كان ملموس، مع العلم أن السوق المالي فرص.

المراقب والمتتبع لحركة القطاع الخاص المحلي، سواء المدرج أو غير المدرج، يتلمس بوضوح حجم الثقة والقناعة والأموال التي يتم ضخها.

التقارير العالمية تبدي نظرة إيجابية للاقتصادات الخليجية، حيث أظهر تقرير البنك الدولي أن النمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي اكتسب زخمًا متزايدًا في عام 2025، مدعومًا بالإصلاحات الهيكلية والابتكار الرقمي المتسارع.

ووفقًا لأحدث إصدار من تقرير “المستجدات الاقتصادية لدول الخليج” – إصدار خريف 2025، يتوقع البنك الدولي أن ينمو اقتصاد الإمارات العربية المتحدة بنسبة 4.8%، والمملكة العربية السعودية بنسبة 3.8%، والبحرين بنسبة 3.5%، وعُمان بنسبة 3.1%، وقطر بنسبة 2.8%، والكويت بنسبة 2.7%.

استعاد السوق الكويتي، في جلسة ختام الأسبوع، الحياة والنشاط والسيولة والثقة، خصوصاً وأن دخول البورصة الاعتيادي في عطلة غالباً ما يترافق مع هدوء، لكن النظرة الإيجابية والتفاؤل من المستثمرين العالمين والأجانب وبيوت الاستثمار الكبرى، ومع اقتراب نهاية العام واحتمالات خفض الفائدة عالمياً والتي ستترافق معها أجواء إيجابية، كلها عوامل حركت السيولة استباقياً في اتجاه الفرص التي لاحت في مختلف القطاعات بعد موجة تراجعات بعضها كان غير مبرراً أو مقنعاً.

وتباينت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت عند إغلاق تعاملات الخميس، وسط صعود لـ 8 قطاعات.

وعلى صعيد حركة المؤشرات ارتفع مؤشرا السوق الأول و”العام” بنسبة 0.55% و0.43% على الترتيب، وصعد “الرئيسي 50” بـ 0.71%، بينما انخفض “الرئيسي” بنسبة 0.15%، عن مستوى الأربعاء.

سجلت البورصة تداولات بقيمة 95.47 مليون دينار، وزعت على 377.03 مليون سهم، بتنفيذ 27.17 ألف صفقة.

وشهدت الجلسة ارتفاعاً بـ 8 قطاعات على رأسها صناعية بـ 2%، بينما تراجع 3 قطاعات في مقدمتها الرعاية الصحية بـ 3.01%، واستقر قطاعان.

ومن بين 73 سهماً مرتفعاً تصدر سهم “مراكز” القائمة الخضراء بـ 24.93%؛ وجاء “امتيازات” على رأس تراجعات الأسهم البالغ عددها 46 سهماً بنحو 10.34%، واستقر سعر 13 سهماً.

وجاء سهم “اكتتاب” على رأس نشاط التداولات بحجم بلغ 50.27 مليون سهم، وتصدر السيولة سهم “بيتك” بقيمة 12.80 مليون دينار.

وشهدت بورصة الكويت أسبوعاً متبايناً على مستوى أداء مؤشراتها الرئيسية والقطاعات، وسط نمو 0.22% بالقيمة السوقية.

ارتفع مؤشر السوق الأول بنسبة 0.68% ليصل إلى مستوى 9476.85 نقطة، رابحاً 63.94 نقطة خلال الأسبوع.

وأنهى مؤشر السوق العام تعاملات الأمس في المنطقة الخضراء مُسجلاً نمواً أسبوعياً بنحو 0.23% أو 20 نقطة ليصل إلى النقطة 8857.17، وذلك عن مستواه بختام جلسة 27 نوفمبر 2025.

وعلى الجانب الآخر، فقد انخفض مؤشر السوق الرئيسي 50 بنسبة 0.31% أو 25.65 نقطة ليصل إلى مستوى 8379.51 نقطة، وتراجع مؤشر السوق الرئيسي 1.88% عند النقطة 8122.64 نقطة، خاسراً 155.78 نقطة في الأسبوع.

وبلغت القيمة السوقية للأسهم   في ختام تعاملات الأمس 53.084 مليار دينار، بنمو 0.22% أو 116 مليون دينار قياساً بمستواها في ختام الخميس الماضي البالغ 52.65 مليار دينار.

وعلى مستوى التداولات الأسبوعية فقد انخفضت السيولة بنسبة 13.47% عند 382.92 مليون دينار، وتراجعت الكميات 15.87% عند 1.48 مليار سهم، فيما ارتفع عدد الصفقات 5.72% إلى 110.12 ألف صفقة.

وشهد الأسبوع الحالي ارتفاعاً بـ 7 قطاعات على رأسها السلع الاستهلاكية بـ 2.18%، فيما تراجع 6 قطاعات على رأسها التكنولوجيا بـ 2.80%.

وعلى مستوى الأنشط، فقد اقتنص قطاع الخدمات المالية الحصة الأكبر من الكميات باستحواذه على 43.36% من أحجام التداول بـ 641.92 سهم، فيما حاز قطاع البنوك على 29.30% من السيولة بقيمة 112.19 مليون دينار، واستحوذ العقار على 31.26% من الصفقات بعدد 34.42 ألف صفقة.

وعلى مستوى الأسهم، فقد تصدر “المعدات” ارتفاعات الأسهم بـ 30.41%، فيما جاء “تجاري” على رأس القائمة الحمراء بواقع 16.29%.

وجاء “اكتتاب” المتراجع 3.74% في مقدمة نشاط الكميات بـ 108.95 مليون سهم، بينما تصدر “بيتك” المرتفع 0.75% السيولة بقيمة 29.08 مليون دينار.

عاد الزخم مرة أخرى إلى مؤشرات السوق بعد موجة من عمليات التصحيح الطبيعي، وجاء الأداء الأفضل من نصيب مؤشر السوق الأول، وذلك بحسب تصريحات نائب رئيس أول-إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في شركة كامكو إنفست.

وقال رائد دياب في تعقيب له على أداء السوق: ” رأينا هذا السلوك في فترات سابقة، فعندما يسجل السوق تصحيح فني بعد سلسلة من المكاسب، نرى الزخم يعود مرة أخرى لاقتناص الفرص، واغتنام تراجع الأسعار، وهذا دليل كبير على استمرار الثقة والتفاؤل بالمرحلة القادمة”.

وأشار إلى أن المستثمر أصبح أكثر وعياً الآن، ويعلم أن الكويت بدأت مرحلة جديدة من التطوير والإصلاحات، وهذا سيؤدي بآخر المطاف إلى مكاسب قوية وتنمية، وينعكس إيجاباً على النتائج المالية للشركات.

وذكر “دياب”:” المضاربات قلت والاستثمار استراتيجي وطويل الأمد، بدعم من الأساسيات القوية، ومن رؤية واضحة للفترة القادمة، وظهر حضور المستثمر الأجنبي، مع دراسة البعض الفرص، لعلمه أن القادم أفضل في ظل المبادرات التي تتخذها الحكومة؛ لتشجيع الاستثمار وتسهيل القوانين”.

وقال:” لا زلنا إيجابيين على المدى الطويل، ونرى أن الفرص لا زالت متاحة في السوق الكويتي، فلم نر حتى الآن أي إشارة تغيير للمزاج العام الإيجابي في السوق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى