منوعات

مهما يحاولوا يطفوا الشمس

قصة يكتبها عادل العادل:

قديماً قالو من على رأسه “بطحة” يتحسسها ! ويا لها من بطحة، إنها البطحة العودة الغائرة للأسفل والمقعرة للأعلى مثل المرتفعات في الوديان وعلى سفوح الجبال، بطحاتكم لن يمحوها الزمن وستبقى تتناقل وتروى بين الأجيال وعبر الأزمنة، ما يطهرها “ماي زمزم “.
عندما ترتكب جريمة مالية أو تتجاوز في حقوق المساهمين، وتعتدي على مكتسباتهم، وتعبث بممتلكات أيتام وقصر وعزل ومتعففين يعتمدون على موارد مستقرة حلال، فحتماَ أي عبث في مصير هؤلاء كافي بأن يوصمكم أمد الدهر. مهما قمتم بطمث الحقائق لن يمحو التاريخ أثر الجريمة المالية، التي هي في الواقع سلسلة جرائم، وستبقى لأجيال تروى عدة، وستكون شاهقة كالسارية ومضرب للمثل بل الأمثال.

النية كانت مبيتة منذ سنوات وتم التخطيط لها، فهي جريمة مع سبق الإصرار والترصد وجزاء الإصرار والترصد “غير”، لذلك لن يفيدكم تغير الشكل، فهي خطوة لن تغير التاريخ أو تمحوا ذكريات السنين حتى لو طمثتم الاسم، فمن يرتكب جريمة ويستبدل الدشداشة ويرتدي “بدلة” الإفرنج، لن يغير شيئاً، فالثوابت لا تتغير ولا تتبدل، الممارسات التي تمت محفورة في الصخر، فعندما تأتي شركة من تعثر أو من حافة الهاوية ويتم إنقاذها ومن ثم تقوم بتغيير اسمها، فهذا لا يعني أن التاريخ تغير أو تبدل أو توقف، بل تبقى هي هي ذات الشركة وربما لعقود لا يعرفونها إلا بالاسم القديم.
هكذا من يسعى جاهداً إلى تغيير شعره أو شعاره، أو مبدأه في الحياة، هل يتغير التاريخ مع تغير القشور؟! هل تمحى الآثار بتغيير الاسم؟! أو يتغير التاريخ أو ينسى؟! لو تناست الناس فأصحاب الحلال لا ينسون أذى الممارسات والكلمات الخادعة.
طمث الحقائق والمعالم هي محاولات للتزييف وليست للعصرنة، محاولات لعمل فاصل بين مرحلتين، لكن هيهات أن تمحى آثار جريمة من أسوأ الجرائم المالية التي مرت في تاريخ العبث والخلط المالي بين ما هو شرعي وما هو غير شرعي، بين ما هو خاص وما هو عام، بين الغث والسمين، بين بضاعة فاسدة عافها البعيد والقريب وبين بضاعة يشع منها ذكاء المسك والعود الخنين.

مهما تم تغيير الشعار أو تغيير الاسم ستبقى الجريمة تلاحقكم أمد الدهر، أنتم وزمرة المطبلين والمنتفعين والمشعوذين والمدلسين، لأنه ببساطة حجم “الجريمة” كبير ولن ينسى لطالما بقيت الحياة مستمرة. هنا كان بيتنا شاهق شامخ عالي البنيان قوي الأركان، فهذه أرضي أنا وأبي ضحى هنا، فليس من بنى وأسس وعمر واستثمر كمن أتى “بالباراشوت ” ساقطاً على جوهرة لامعة مشعة مدرة ناضجة ناضرة.

الخطوة مفضوحة وممجوجة ومكشوفة، ولكن احذروا حوبة أصحاب الحلال الأصليين الذين يتم التلاعب بحلالهم وأموالهم وآمالهم وثرواتهم، بعد أن انكشفتم وسقطت ورقة التوت التي كانت ساترة عوراتكم وتلاعباتكم، والآتي أعظم، لأن الباري قال وقوله الحق “إن الله لا يصلح عمل المفسدين”. فلا تظنن أنها ستمضي وستستمر دون حساب، حتى وإن تخطاك حساب الدنيا فلن تنجو من حساب الآخرة، لأن الجريمة نكراء وتخطت كل الحدود وتجاوزت كل السدود.

البطحة كبيرة، و”اللقمة” المبلوعة عودة لن تهضم مهما مرت الأعوام، فالحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات، رؤوسكم كلها بطحات ومطبات ومنحدرات ومنحنيات متعرجة، لذلك ستبقى جهودكم سراب X سراب، مهما ضبطتم الأرقام ووفقتم الأوضاع ورقياً ستبقون أسرى للذنب الذي اقترفتموه وشعاركم الجديد ما هو إلا دليل على الجريمة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى