منوعات

الدكتور الهارب … وفرقة الدمبكجيةَ!

قصة يكتبها عادل العادل:

دكتور لكنه على الورق، شهادة “الله بالخير” من جامعات بئر السلم في حواري وأزقة أوروبا، وما أكثرها، لكن من يناديه باللقب لا يعلم مصدرها، ومتلقي السمع لن يسأل من أي جامعة تخرجت؟ أو في أي تخصص الدكتوراه؟

هذا هو حال الرئيس الذي أسس كيانات مترامية الأطراف والأنشطة والتخصصات، وتهافت عليه الرؤساء متعددي الجنسيات، وانتشرت استثماراته في أرجاء العالم.

استعان بفرقة “دمكجية”، عبارة عن مايستروا الفرقة المتخصص في تلبيس “القحافي” وتبديل المراكز والمواقع، ملك التدوير، وأي تدوير، إنه “تدوير النفايات”، وياليتها نفايات حقيقية لكان أشرف له، لكنها نفايات وهمية مثل “بيض الصعو” تسمع عنه فقط.

محترف في صناعة وبيع وتغليف وتسويق الوهم، وما يؤسف له أنه استمر عشرت السنين في هذه الصناعة والبضاعة الفاسدة، يتناقله الصغار والمخدوعين ومحدودي الخبرة مثل كرة النار يتقاذفونها حتى أحرقت يد من وقعت في يده أخيراً وكانت النهاية.

طابور الضحايا طويل، فهناك من أهل الفطرة والأنقياء من صدقوا “البروبوغاندا” التي قادها العراب وملك التدليس والتزييف، الألمعي الذي يجيد “جلي” الرخام” من الجير وتنظيفه وإظهار بعض حبات الصدف التي تلمع لبرهة من الوقت ثم تنطفئ وتتحول كما “صلبوخ” الأسفلت.

باع الوهم للآلاف، وخرج سالماً آمناً بلا حساب وفق قوانين الأرض، التي من الوارد أن ينجو منها لأسباب كثيرة، لكنه تناسى جاهلاً أو متجاهلاً قوانين السماء، غافلاً عن كتابه المملوء بأعماله السوداء وخطاياه مختلفة الألوان والأشكال في حق جموع ضحاياه من المستثمرين الأفراد، وحتى المؤسسات التي استدان منها.
يومك قادم وآتي لامحالة، يوم أن تتسلم، أنت ومن على شاكلتك من المضللين والنصابين ومصاصي دماء “الأموال”، كتب الأعمال بالشمال، فتكونون ضمن من ورد فيهم قول الحق ” وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ”.
ثم يأتي الندم والتمني يوم لا ينفع ندم ولا مال ولا بنون لتقول “يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ”

لكن وقتها تكون قد انتهت الأماني، وفات الميعاد، فينفذ قول الحق تعالى:
” خُذُوهُ فَغُلُّوهُ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ، ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ”.
يومها لن تنفعك براءتك الصورية الوهمية الروتينية من جمعية عمومية حشدت لها التواكيل والأغلبية.
لن يسامحك الآلاف ممن بددت أموالهم وبخرتها عامداً متعمداً مع سبق الإصرار، عندما نصبت لهم الشباك من كيانات ورقية وهمية برؤس أموال غير حقيقية، وبزيادات رؤس أموال وهمية، وفرخت أسهم منفوخة بالهواء، ثم “صرفتها” على الصغار، مستغلاً آلات “النفخ والتفخ”، وعدة التدوير والتصعيد، فهذا يطلب وأنت تلبي الطلب بيعاً وتكييش للأوراق الوهمية، كمن يطبع ورق “بنكنوت” على المكشوف ويحولها إلى أوراق حقيقية ذات قيمة، لكن في النهاية هناك من دفع الثمن.

خداع الآخرين ليس ذكاءً، والنصب على الناس أفراداً وجماعات ليس ابتكاراً وإبداعاً، بل نصباً وسوء أخلاق، سيعقبه سوء منقلب، والآيات كثيرة، فقط انظر من حولك واتعظ، حتى من نفسك، فانظر وتأمل موقعك الآن كيف كان حالك وكيف أصبحت حالياً؟
واقعك الآن منبوذ متواري عن الأنظار متخفياً، تسير في صمت وفي الخفاء، تتنقل هنا هناك متلفتاً يمينا ويساراً، تخشى أن يراك أحدهم ممن بخرت أمواله وبددت حلاله وطيرت أحلامه، وضبته في عرض الحائط.
كنت في السابق تملأ الدنيا ضجيجا، “الدكتور راح … الدكتور جه” ابن بخ راح … ابن بخ جه ” … كنت تعتقد أنك رئيس جمهورية مصغر، تعطي المواعيد، وتمضي وتذهب بمرافقين، تصدرت واجهات الصحافة الصفراء، وخضت معارك وحروب بأيد الغير، وفي نهاية الفيلم انقلب السحر على الساحر، وكانت النهاية حزينة مأساوية، كل عضو في فرقة الدمبكجية اتهم الآخر، والجميع شرب من الكأس المرة ولو جرعة، لكن الجرعة الكبرى ستكون من شجرة الزقوم “فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ” وهذا وعد الحق وليس وعود النصابين والمطبلين من حولك.!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى