دوم الأعياد يا بلدي

إن احتفالات الكويت بعيدها الوطني وذكرى استقلالها وتحريرها تؤكد حب الكويتيون لهذا الوطن، وتجعلك تفتخر بمناسباتنا وذكرى أعيادنا الوطنية التي تعكس أحداثا مهمة في تاريخنا الوطني. إن إحساس الانتماء الى الوطن هو شعور طبيعي وفطري يشعر به الإنسان الذي يعيش في وطنه ويعيش وطنه بداخله، فيأخذ عبرة من دروس الماضي ويحيا بالتطلع للمستقبل. وحتى لو ابتعد الإنسان عن وطنه، فحب الوطن والانتماء إليه يملأه بالحنين والرغبة الملحة في العودة إليه. وحب الوطن يكون دوما بالأفعال وليس بالأقوال فقط، وهو ما يجب أن يكون الأساس في تعامل الآباء مع الأبناء، والذي يتجلى في تنمية الشعور بحب الوطن وتغذية القدرة لديهم على الإفصاح الفطري عن هذا الحب في كل أعيادنا الوطنية، ليكونوا درعاً وصمام أمان لاستقراره والحرص على تقدمه. لذلك فمسؤولية حب وأمن واستقرار الوطن هي مسؤولية جماعية يتحملها الجميع على مر التاريخ لخلق دولة مدنية مستدامة تخدم كل الأجيال المقبلة، يتناقلها الكويتيون من جيل إلى جيل، ولا تؤثر عليها أي عوائق أو سلبيات، بل هم مستمرون في غرس الروح الوطنية في أولادهم، وخلق حالة خاصة من حب الوطن والعناية بها حتى تنمو وتزدهر ونرى جميعا انعكاسها على الأجيال القادمة.
إن حب الوطن والاهتمام بالاحتفال بأعياده الوطنية يسهم في بناء مجتمع محب ومخلص ومسالم، كما أن بناء الإنسان الكويتي على أساس من حب الوطن هو مسؤولية جماعية لغرس الولاء الكامل للوطن في الأجيال القادمة، وهو الطريق الوحيد المطلوب والموثوق لخدمة البلد والمجتمع. وبمناسبة احتفالنا بأعيادنا الوطنية هذه الأيام لا يسعنا إلا أن نهنئ شعبنا وقيادتنا السياسية ممثلة بحضرة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده بأجمل آيات التهاني والتبريكات، متمنين لهم دوام الصحة والعافية، سائلين المولى عز وجل أن يوفقهم لما فيه خير البلاد والعباد وأن يجعلهم ذخرا وسندا للكويت الحبيبة من أجل هذا الوطن الطيب. والله المستعان.