الصراع في شركات الأشخاص … وثأر غليص ولد رماح

بقلم/ محمد سعد خليل

khalilm5090@yahoo.com

تعتبر شركات الأشخاص تطور طبيعي للأعمال التجارية الفردية في الأسواق، فكل تاجر يحلم بأن تزيد ثروته وبالتالي يكبر مشروعه التجاري ويصبح شركة.

تعتمد شركات الأشخاص عند تأسيسها على الاعتبار الشخصي والخبرة الشخصية وعلاقة الأشخاص مع بعضهم البعض على عكس شركات الأموال أو الشركات المساهمة التي تعتمد بشكل رئيسي على رأس المال مثل البنوك وشركات الاستثمار وشركات التأمين ..الخ.

ومن أنواع شركات الأشخاص شركات التضامن وشركات التوصية وشركات التوصية البسيطة وشركات المحاصة.

غليص ولد رماح اشتهر بقسوته ورغبته بالانتقام، فهو شخصية بدوية مستوحاة من مسلسل درامي بدوي تدور أحداثه عندما يشهد غليص وهو طفل صغير في السابعة من عمره مقتل والده رماح على يد أحد أفراد قبيلة الشيخ مجحم، وما يزيد الطين بلة، عندما يتزوج عم غليص أمه ويتخلى عن الثأر ويستولي على أموال أخيه رماح، فيكبر غليص ويكرس حياته للانتقام وتأجيج الفتن بين القبائل العربية.

تنشأ الخلافات بين الشركاء عادة نتيجة لغياب الاتفاقيات الواضحة وتضارب الرؤى وظهور المشاكل المالية واستغلال النفوذ وتجاوز الصلاحيات وعدم تحديد المسؤوليات والأدوار بدقة وغموض في عقد الشراكة.

مع تزايد الخلافات بين الشركاء والتي قد تمتد إلى أروقة المحاكم، يبدأ كل منهم بالكيل للآخر للانتقام منه مما ينعكس سلبا على أداء الشركة والعلاقة بين الموظفين بتأجيج المنافسة السلبية بينهم، وصدق الله العظيم عندما قال: ” …وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض …” (سور ص آية ٢٤).

الخلطاء هم الشركاء، كثيرا يعني فوق ٥٠٪، “يبغي” يعني تجاوز الحقوق لدرجة الظلم.

حالة عملية:

بيومي ومتولي ومدحت بيه شركاء في شركة تضامن، شركة الأهرام المصرية لبيع الأجهزة الرياضية، ينص عقد تأسيس الشركة على توزيع الأرباح والخسائر بينهم كما يلي:

١- يحصل الشريك بيومي على راتب سنوي مقداره ١٢ ألف دولار أمريكي مقابل إدارة الشركة.

٢- يحصل الشريك متولي على مكافأة بنسبة ١٥٪ من أرباح الشركة بعد تنزيل راتب الشريك بيومي مقابل خدمات استشارية فنية مقدمة للشركة.

٣- يتم احتساب فائدة على رأس المال في نهاية المدة بمعدل ١٠٪، حيث بلغت بالدولار الأمريكي رؤوس أموال الشركاء بيومي ٤٠ ألف ومتولي ٤٠ ألف ومدحت بيه ٦٠ ألف على التوالي.

٤- يتم توزيع الأرباح والخسائر بين الشركاء بنسبة ١ : ٢ : ٢ على التوالي.

٥ – إذا علمت أن الشركة حققت ربح صافي مقداره ٧٢ ألف دولار أمريكي قبل إجراء أي توزيع على الشركاء.

المطلوب: تحديد حصة كل شريك من الأرباح.

الجواب: مبالغ الحصص بالدولار الأمريكي.

السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو لم ينص عقد تأسيس الشركة صراحة على أن مكافأة الشريك متولي البالغة ١٥٪ يتم احتسابها مباشرة من المبلغ المتبقي بعد اقتطاع راتب الشريك بيومي من صافي الربح … كم كانت ستبلغ؟

سؤال متروك للسادة القراء للإجابة عليه، وللتأكيد على مدى أهمية صياغة عقد الشركة بدقة قبل البدء بإجراءات تسجيلها لدى الجهات الحكومية المعنية.