منوعات

هتلية تويتر…وهتلية الشركات و”رقلة” الطرقات (2)

                          

    قصة الأسبوع

يكتبها عادل العادل:

بالرغم من النفور الذي يخيم على متصفحي وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما تطبيق (X) الشهير، بسبب النماذج السلبية والمحبطة التي تملأ جنباته، لكنه في واقع الأمر كشف حقائق كثيرة دفينة كان يصعب اكتشافها.

فقد طفح بالهتلية والمرضى النفسيين والموبوئين فكرياً وعقلياً غير المكتملين وغير الناضجين وأنصاف البشر ومعدومي الضمير ومرددي الباطل، والذين أضاعوا الفرصة على المثقفين أصحاب العقول الثاقبة والرؤى النافذة لشرح آرائهم ونشر نقدهم البناء الذي يسعى لتصحيح الأخطاء وكشف الفساد ودفع عجلة التنمية والنهوض بالكويت.

في وسط هذا الكم الهائل من ناقصي العقول ومحدودي الفكر والموتورين، أصبح من الصعب على متابعي وسائل التواصل التعرف على الشخصيات الوطنية الحقيقية التي تنتقد الأوضاع والقرارات لا الشخصيات، تنتقد لتبني لا لتهدم، لتغير الأوضاع للأفضل وليس فقط لإثارة الجدل وجمع المتابعين من محدودي الفكر والموتورين.

ربما كان العالم يحتاج لآلاف السنين حتى يفرز الغث من السمين والردي من الخنين، لكن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الأمر أسهل ما يكون، فيمكنك الآن أن تتصفح “البايو” أو مجموعة قصيرة من التغريدات لتعرف بمرونة عالية وبكل سهولة هوية وشخصية المتحدث، فإما أن يكون شخص ذو رأي وحنكة لا يريد إلا الإصلاح، أو يكون مجرد ناعق.

بالعقل والمنطق، لن يستطيع أحد مهما كان خارقاً الذكاء والإمكانات أن يقوم بمعالجة العقول الموبوءة أو مجاراتها في السفه، لذلك فإن أفضل علاج ناجع لها كما قال أحدهم، ولا شك أن هذه الفصيلة والنوعية من فئة غير البشر يستحقون ما قال:

أعرض عن الجاهل السفيه …. فكل ما قاله فهو فيه

ما ضر نهر الفرات يوماً …. إذا خاض بعض “الجلاب” فيه!

هل من أطلق تطبيق X أو غيره ابتكر هذه النوادر حتى يستطيع كل موتور أن يدير الكون تبعا لوجهة نظره القاصرة وعقليته الفارغة وخبرته الصفرية؟ هل تستقيم الأمور إذا ما قام كل “رقلة” يعلق ويفتي ويقترح ويوجه ويناشد فيما يفقه وفيما لا يفقه، فيما يعنيه وفيما لا يعنيه؟ متناسيا عمداً أو جهلاً قول المولى عز وجل ” (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) صدق الله العظيم “. فالنداء واضح وصريح يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم فأصلحوها، فالمعنى واضح، كل في شأنه، لست مسؤولاً عن هذا وذاك، فلو قوَم كل شخص نفسه وأصلح شأنه ووفر نصائحه لذاته واختزل تنظيراته المطاطة، لتغير الحال نحو الأفضل.

أم الكوارث والطامة الكبرى أن شريحة من الهتلية والرقلة لا تملأ فقط جنبات مواقع التواصل الاجتماعي، بل تملأ أيضا أركان وجنبات شركات قطاع خاص، والأسوء من ذلك أن هذه الشريحة على رأس العمل الذي يفترض أن يكون من يقوم به يؤدي مهمة وأمانة، لكن 70% من الوقت مهدور بسبب تصفح وسائل التواصل، والإدلاء بهذا الرأي، والرد على هذا البوست، ولا يتورع في أن يؤجل عملاً أو يقصر في مهمة من أجل عدم الانقطاع عن البث أو مشاهدة المقطع والاندماج مع هذه التغريدة أو تلك.

أما وقد “طفح” كيل التجاوزات واختلط الحابل بالنابل وتم اكتشاف عشرات “الهتلية” في الشركات، باتت تساورنا الشكوك ويغشانا الخوف والقلق على مستقبل هذه الكيانات، إذا ما علمنا أن شرائح من هذه النوعية تتسيد القرارات أو في سدة المسؤولية.

فهل يمكن أن تكمل كل جهة معنية ومسؤولة عن الرقابة مهمتها ومسؤوليتها، وتحكم سيطرتها على شركات القطاع الخاص، لا سيما المدرجة، بمراجعة سجلات الموتورين والموبوئين فكرياً والمهزوزين عقلياَ والناقصين تربوياً والمترديين أخلاقياً، والتدقيق على أعمالهم ومراجعة قراراتهم وكشف تجاوزاتهم وخروقاتهم، لأن القاعدة ببساطة تقول من ساء خلقه أو لفظه ساء عمله، والسيئ خلقاً لا ينضح إلا بالسوء ولا ينطق إلا بالجهل ولا يتصرف إلا بالحمق.

هذه الشريحة سهل اكتشافها من أباطيل الحديث الذي تهزي به، أو القرارات الخرقاء التي تتخذها، أو الممارسات الضالة التي تتبعها في شركات تعمل بها وتتخفى وراء مكاتب ومناصب ومسميات لا تستحقها.

  فمن اسمه علم مذكر، وهو في نفس الوقت اسم للصخرتين تتضارب إحداهما مع الأخرى لينتج عنهما الشرر، فهو حتماً رمزاً لطنبور أصم وصنم جماد حجري أصم لا يعقل وليس من فصيلة البشر، بل فصيلة التماثيل والأحجار التي يتم تشكيلها وصناعتها ونحتها بالآلات الحادة.

فهل تنظف الجهات الرقابية الشركات من الفصائل الجمادية التي تشكل عبئاً عليها وتقوم بالعبث لا الإصلاح وتنشر الجهل وسوء الخلق، وتتفشى بسببها الممارسات السلبية وضعف الإنتاجية وتنشر سمومها في بيئة العمل التي هي ملك خاص وأموال مساهمين.

موجة التنظيف الذي قامت بها الجهات الرقابية على مستوى السوق المالي وجمعتهم في سلة junk Shares، نتطلع ونتمنى ونترقب أن تقوم بالموجة الثانية لتحقيق مرحلة المثالية بتجميع أصحاب العقول الموبوءة “في سلة النفايات العقلية”.

وإلا ما الفائدة من تنظيف السوق من الشركات الورقية السلبية الوجود ومن ثم يعودون من أوصلوها لهذا التردي من جديد في كيانات مدرجة.

قطع دابر الفاسدين والمفسدين والمعتدين على أموال وحقوق المستثمرين والناعقين يجب ألا يكون فقط بشطب الشركات والكيانات فقط وإخراجها من مقصورة الإدراج، بل يجب وضع “بلوك” واستحداث قوائم سوداء ووضع حواجز وأبواب موصدة في وجه الوباء المتنقل.

  التنظيف يجب أن يكون شاملا ومن القاع، أو لا فائدة من إخراج كيان ورقي وعودة حملة الأفكار السلبية والسيئة وأصحاب العقول المخربة وآكلي السحت والزقوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى