الكويت

اتحاد شركات الاستثمار يُطلق برنامجًا تدريبيًا متقدمًا في مهارات الاتصال لتعزيز النجاح المهني

في إطار جهوده الرامية إلى تطوير الكفاءات المهنية ورفع مستوى المهارات الأساسية في سوق العمل، نظّم مركز دراسات الاستثمار-الذراع التدريبي المرخص لاتحاد شركات الاستثمار برنامجًا تدريبيًا متميزًا تحت عنوان “Communication Skills: Building Blocks to Lasting Success” في مقره بتاريخ 16 أبريل 2025، وذلك بقيادة المدربة عريب الفوزان، الخبيرة في تنمية المهارات القيادية والتواصلية.
امتد البرنامج على مدار يوم تدريبي مكثف حيث تفاعل الحضور مع سبع جلسات رئيسية شملت محاور أساسية حول بناء المهارات الشخصية والمهنية في التواصل، وتميزت بتنوعها بين الجانب النظري والتطبيق العملي من خلال التمارين، والمحاكاة، والعمل الجماعي.


ركائز البرنامج:

اعتمد البرنامج في جوهره على ثلاثة محاور متكاملة، هدفت إلى بناء تواصل فعّال يبدأ من الداخل وينعكس على الآخرين:

1- الوعي الذاتي والرحمة الذاتية

بدأ البرنامج بدعوة المشاركين للتأمل في مشاعرهم وأفكارهم، وفهم أسلوب تواصلهم مع أنفسهم. هذا الجانب مثّل حجر الأساس لبناء ثقة داخلية تُترجم إلى تواصل أكثر أصالة وتأثيرًا مع الآخرين.

2- الاستماع النشط

خُصصت جلسة لتدريب المشاركين على الإنصات الواعي، وتجاوز العوائق الذهنية التي تعيق الفهم الحقيقي. شملت الجلسة تمارين تطبيقية اعتمدت على المحاكاة، مما عمّق مهارات الإنصات في البيئات المهنية والعلاقات اليومية.

3- التعاطف والتفاهم

مثّل هذا المحور الختامي جوهر التواصل الإنساني، حيث تدرّب المشاركون على أدوات بناء التعاطف، وتقدير الفروقات الثقافية، وإيجاد مساحة تواصل قائمة على الانفتاح والاحترام المتبادل.


الجلسات التدريبية:

بدأت الجلسات التدريبية بالمفاهيم التأسيسية لمهارات الاتصال وتدرّجت نحو المهارات المتقدمة، مما أتاح للمشاركين فرصة تطوير قدراتهم بشكل متسلسل ومتوازن. وقد تم تصميم الجلسات بعناية لتمزج بين النظرية والتطبيق العملي، وتلبية احتياجات الحضور من مختلف الخلفيات المهنية. وفيما يلي استعراض موسّع لأبرز محاور الجلسات:


مقدمة في مهارات الاتصال

استُهل البرنامج بجلسة تعريفية تفاعلية تضمنت كسر الجليد والتعارف بين المشاركين، مع عرض أهداف الدورة ومخرجاتها المتوقعة. تم التركيز في هذه الجلسة على إبراز الدور الجوهري للتواصل في بناء الثقة، وحل النزاعات، وتحقيق الانسجام داخل الفرق. كما تمت مناقشة الفروقات بين الاتصال الفعال والاتصال غير الفعال، ومدى تأثير ذلك على بيئة العمل والعلاقات الشخصية.


عناصر الاتصال

تطرقت هذه الجلسة إلى المكوّنات الأساسية لعملية الاتصال، والتي شملت التواصل اللفظي من حيث وضوح الرسائل، اختيار اللغة المناسبة، ونغمة الصوت، إلى جانب التواصل غير اللفظي كاللغة الجسدية، وتعبيرات الوجه، والإيماءات، وكذلك البارالينغويستيك (النبرة، السرعة، وحجم الصوت). وقد تميّزت هذه الجلسة بنشاط تطبيقي مميز تم من خلاله تقييم أنماط الاتصال الشخصية لكل مشارك، ما ساهم في رفع الوعي بأسلوب كل فرد في التعبير والاستقبال.


الاستماع الفعّال

ركزت هذه الجلسة على مهارة غالبًا ما يُغفل دورها في التواصل، وهي الاستماع. تعرّف المشاركون على تقنيات الإنصات بتركيز، وكيفية التخلص من العوائق الذهنية والانفعالية التي تُضعف الفهم الحقيقي. وقد تضمن التدريب تمارين محاكاة واقعية، عكست تحديات مواقف الحياة اليومية والمهنية، مما عزز قدرة المشاركين على الإنصات بتعاطف وموضوعية.


بناء التعاطف وفهم الآخر

تناولت هذه الجلسة البُعد الإنساني للتواصل، حيث تم التطرق إلى أهمية الذكاء العاطفي والحس الثقافي في بيئات العمل المتنوعة. تعلّم المشاركون أدوات عملية لتنمية القدرة على فهم مشاعر ودوافع الآخرين، والتواصل من منظور أكثر شمولًا وتقبّلًا للاختلاف. وتم تنفيذ تمرين تفاعلي يحاكي مواقف متعددة الثقافات، مما ساعد المشاركين على بناء تواصل قائم على الاحترام والانفتاح.


الحديث المؤثر

في هذه الجلسة، تعلّم المشاركون كيفية بناء رسالة واضحة، مركزة، ومقنعة، إلى جانب إتقان تقنيات السرد القصصي في السياقات المهنية، كالعروض التقديمية أو اجتماعات العمل. وقد تضمّنت الجلسة ورشة عمل خاصة لصياغة قصص قصيرة، قام المشاركون بعرضها أمام المجموعة بهدف تطوير القدرة على التعبير الذكي والمبني على التأثير العاطفي والمهني.


إتقان التواصل غير اللفظي

جاءت هذه الجلسة لتعزيز فهم المشاركين للإشارات غير الكلامية، والتي تشكل أكثر من 70% من عملية التواصل. تم التطرق إلى لغة الجسد، تعابير الوجه، حركة اليدين، والاتصال البصري، وأثرها في دعم أو تقويض الرسالة المنطوقة. وقد شملت الجلسة تمارين دورية تطبيقية، مكّنت المشاركين من اختبار مهاراتهم غير اللفظية في مواقف تحاكي الحياة اليومية.

إدارة المحادثات الصعبة

اختُتم البرنامج بجلسة تُعد من أكثر الجلسات أهمية وواقعية، حيث تم استعراض استراتيجيات إدارة الحوارات المعقّدة، سواء في حالات النزاع أو عند تقديم ملاحظات بنّاءة. تعلّم المشاركون أساليب التعامل مع المقاومة، والتفاعل مع المشاعر القوية، وتقديم النقد بأسلوب محترم ومهني. وقد شارك الحضور في تمارين محاكاة لحوارات حقيقية، مما زاد من ثقتهم في إدارة مثل هذه المواقف بفعالية.
وقد أشادت فدوى درويش، أمين عام اتحاد شركات الاستثمار، بأهمية البرنامج، حيث صرّحت: “نحن ملتزمون في الاتحاد بتقديم برامج تدريبية عالية الجودة تواكب احتياجات بيئة العمل الحديثة. هذا البرنامج يرسّخ مفهوم التواصل كمفتاح للنجاح المؤسسي والشخصي، ويسهم في بناء كفاءات تتسم بالوعي الذاتي والمرونة في التعامل مع الآخرين. فالاتصال الفعّال لم يعد مهارة تكميلية، بل ضرورة استراتيجية في بيئة العمل اليوم.”


شمولية البرنامج واستهدافه لشرائح متنوعة

صُمّم البرنامج ليلبي احتياجات شريحة واسعة من الموظفين، بدءًا من القيادات العليا والتنفيذيين، وصولًا إلى فرق العلاقات العامة والتطوير والإدارة، مما يعكس مرونة البرنامج وقدرته على التكيّف مع مختلف المستويات الوظيفية.


خطوات قادمة

يؤكد اتحاد شركات الاستثمار على التزامه بدعم المسيرة المهنية للعاملين في القطاع من خلال سلسلة من البرامج التدريبية المتخصصة التي سيتم الإعلان عنها تباعًا عبر منصات الاتحاد الرسمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى