منوعات

“جعجعة”… “بدون طحين”: الأخلاق وتأثيرها الاقتصادي على الإنجاز والسلامة المؤسسية

حوار : س...ج ؟

هل التدليس والكذب والتلفيق من الأخلاق؟ 

لا وألف لا، فالأخلاق سلوك عظيم ومن صفات الأنبياء، لذلك هي من أرقى وأعظم الصفات، والثناء بها وُجّه لسيد الخلق “محمد صلي الله عليه وسلم”.

هل التلفيق والكذب والادعاء الباطل من أجل تحقيق بطولات مزيفة أو انتصار وهمي من الأمانة؟

لا وألف لا وكلا… فالأمانة ثقيلة أبت السماوات والأرض أن يحملنها، وشتان بين الثرى والثريا…بين الغني فكرياً والمفلس علمياً والسطحي مهنياً والفقير أخلاقياً.

هل تصرفات الصغار يٌسأل عنها كبار المسؤولين في الكيان الذي يعمل فيه “الصغار”؟

نعم … بنص الحديث الشريف “كلكم راعٍ وكل راعٍ مسؤولٌ عن رعيته…. والعبد راعٍ في مال سيده ومسئولٌ عن رعيته)

ما حكم من يهمل واجبات مسؤولياته في التطوير والإنجاز ويتفرغ لسفاسف الأمور والصغائر ويجري وراء سراب يحسبه الظمأن ماء؟

آثم ومبذر للمال العام، وماله حرام، وما يتقاضاه من أجر حرام، وكل من يأكل من هذا المال أكله حرام، لأن منبعه ومنبته حرام، حيث أن الأصل والقاعدة هي أجر مقابل عمل وإنجاز… وهنا يتجلى جوهر الأمانة.

ما حكم من يختلس من الآخرين أفكارهم وينسخ جهودهم ويسقطها على نشاط الكيان الذي يعمل فيه وكأنه يبدع أو يبتكر أو يطور أو يبادر؟

نقل ونسخ أفكار الآخرين وتحريفها سرقة لمجهود وتعدي على حقوق الملكية الفكرية التي تجرمها القوانين وتمنعها وتأباها الأخلاق الحميدة والسلوك القويم.

ما هي عناوين الفشل ومظاهر الخجل؟

“الجعجعة” بدون طحين … كثرة التفلسف بلا إنجاز، وتصدير الوهم بلا نتائج ملموسة، والتقوقع والتقزم والتراجع وعدم تنمية المؤسسة أو الكيان بشكل ملموس، عدم التنوع والتنويع للمنتجات وملئ “السلة” للجمهور يختار منها كما يشاء.

لماذ ينسج الصغار المشاكل ويورطون مؤسساتهم في قضايا وزواريب جانبية وصراعات وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع وليس لها فائدة اقتصادية؟

شريحة “الفاشلين” مثل “الطفيليات” تقتات على البكتريا والفطريات ونفايات الآخرين، لذلك نسج الصراعات الوهمية “حرفة”، فلو كانت لهذه الشريحة مسؤوليات جسيمة أو عظيمة، أو تملك رؤية للتطوير وأمامها هدف تصبوا إليه من أجل من وضعوا فيهم الثقة، لما أضاعوا وقتهم في صغائر الأمور، كمن يبحث عن ” بيض الصعو” في ظلمات البر والبحر.

اختلاق الصراعات في بعض الأحيان يأتي من نافذة الفاشلين، ومن باب ملئ الفراغ لمن لا فائدة له “ففاقد الشيء لا يعطيه” …المبدعون البناؤون المبتكرون أصحاب حلم …و “عقل” ولهم بصيرة يقدرون بها الخطوة قبل القرار.

هل من الأمانة توريط الكيان الذي تعمل فيه وتشتيت قيادته بمشاكل وصراعات والإساءة لسمعته؟

ليس من الأمانة في شيء، ولا من الحصافة ولا المسؤولية ولا الحكمة وصم الكيان أو المؤسسة أو الجهة التي ينتمي إليها الإنسان، وصبغها بصبغة سيئة سلبية، ورسم صورة قاتمة عنها لدى الجمهور لمجرد أهواء شخصية ونزوات طفولية.

ما هي صفات الناجح وصاحب الحكمة في الإدارة؟

المسؤول الرزين الباحث عن الإنجاز هو من يترك الآخرين يتحدثون عن بصماته وإنجازاته الملموسة لا الورقية والوهمية، من يبني ولا يهدم، من يحاور العقل بالعقل والحجة بالحجة والمنطق بالمنطق، سليم الفطرة من يعطي أكثر مما يأخذ، من يملك القوة ويرشدها ويوظفها التوظيف السليم لتحقيق المصلحة والفوز “بالعنب” وليس قتل الناطور…)

الماهر في خطواته هو من يتجنب الألغام، الأمين في أداء واجباته ومهام أعماله، المتصالح مع نفسه، المتعاون، سليم السريرة وغير المعقد.

إنه الشخص حَسن التشخيص، واسع الاطلاع، الواعي الفطن، المعالج للأخطاء بروية وحكمة، المتواضع ذو العلاقات الحسنة والطلة البهية، المتميز في حل الخلافات والاضطرابات قبل تفاقمها، المنصت لصوت العقل الإيجابي في التعامل الواعي بدرجة التأثير المقيم الدقيق في تشخيص الأمور ووضع التوقعات، المؤمن بالجماعية وأدوار الآخرين معه في الكيان أو المؤسسة، المبدع الموجه المحفز الدافع للخير والعمل الإيجابي.

 

حوار توعوي تحفيزي بالذكاء الاصطناعي

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى