
لماذا تقبل بنوك رهونات عقارية بتقييمات مرتفعة فيكون التسييل بخسائر كبيرة؟
عدم حصول شركة مدينة على خصم وبيع أصولها بخسائر … هل القرار لصالح المساهمين؟
الأسواق مستقرة والأصول استعادت قيمها العادلة فما مبررات التسييل بخسائر؟
الخسائر المركبة من يتحملها؟ … بيع أصل بخسارة وسوء إدارة للتمويل وتقليص نشاط.
في ملفات الهيكلة والتفاوض لمعالجة المديونيات المتعثرة تحصل الشركات المدينة على مميزات وخصومات تحفيزية وتشجيعية لحثها على السداد والالتزام، وفي حالات كثيرة كانت المبادرات التحفيزية تأتي من البنوك بشكل حثيث، ويمد البنك يد التعاون بخطوات وبحرص أعلى من حرص الجهة المدينة.
الشركات المتعثرة تخرج من هكذا ملفات بربح جيد نتيجة الخصومات وعمليات الشطب، وفي المقابل تتخلص البنوك من عبء إداري وقانوني وتتخلص من عناء المخصصات وتنظف ميزانياتها من الديون المتعثرة وتحافظ على تصنيفاتها إيجابية، فالعلاقة في مثل هذه المعادلة تمضي في اتجاهين.
لكن هناك تساؤلات تبرز في ظل بعض التسويات التي تخرج منها الشركة المدينة خاسرة نتيجة التفريط ببعض الأصول بأسعار أقل من قيمتها:
1- لماذا تقبل بنوك دائنة ببعض العقارات والأصول المقيمة بأسعار مرتفعة عند المنح، وعند السداد تقل تلك القيمة وتتراجع بأكثر من 50%؟ علماً أن القاعدة تقول أنه عند المنح يكون التحفظ في تقييم الأصول هو البند المقدم على ما عداه، أي أن البنك الدائن يقوم بعملية خصم على سعر العقار بعد تقييمه وذلك من باب التحفظ والتحوط.
2- لماذا في بعض الحالات لم يتم التفاوض والإصرار على أن يستدخل البنك الدائن الرهونات؟ وهي طريقة معمول بها، حيث استدخلت البنوك كثير من الأصول وقامت بتسييلها على فترات مختلفة وفقاً لأوضاع السوق، وذلك تجنباً لتحقيق الشركة المدينة خسائر نتيجة التسييل القسري.
3- أمام الجهات المدينة خيارات بنقل المديونية إلى جهة أخرى مقابل الحصول على خصم وشطب نتيجة السداد الفوري الكامل، وبالتالي يتم نقل الأصل بقيمة أفضل والمحافظة عليه.
4- أين ذهبت الأموال التي حصلت عليها الشركة كدين مقابل الأصل الذي قامت بتسييله بخسارة؟ حيث أنه من المفترض أن الشركة عندما تحصل على تمويل مقابل أصل جيد لديها يكون أمامها فرصة جديدة أو توسع في مشروع قائم أو دعم أنشطة وعمليات تشغيلية، فأين انعكاس وناتج الدين والتسهيلات التي حصلت عليها الشركة؟
5- أقل المكاسب التي تحققها بعض الشركات المدينة المتعثرة عن السداد أن تغلق الدين من دون تحقيق مكاسب نتيجة الشطب، أو خسارة نتيجة بيع الأًصول المرهونة بأقل من قيمتها، فهل مجلس الإدارة الذي لا يحصل على شطب أو خصم ويقوم بتسييل الأصول بخسارة يعمل لمصلحة الشركة والمساهمين، أم لمصلحة الدائن أم لمصالح خاصة؟
6- لماذا تبرز بعض الالتفاتات في معالجة حالات الديون الخاصة المرهون مقابلها أصول شخصية أو عائلية؟ حيث تحظى تلك الديون بقوة تفاوضية وتقييمات أعلى لأسعار الأصول مقارنة مع بعض الديون العائدة لشركات مساهمة.
7- هل الشركة المتعثرة حصلت على التسهيلات للدخول في أنشطة خطرة غير تشغيلية أو قطاعات عالية المخاطر دون دراسة أو رؤية أو خبرات في الاستثمار التي أقبلت عليه؟ … أو ما هو مبرر التعثر والوصول إلى مستويات التسييل لأصول جوهرية جيدة بخسائر جسمية، رغم أن الأسواق في أفضل حالاتها مقارنة بأزمة 2008 التي كانت تشهد أكبر موجة عرض للأصول نتيجة اتساع دائرة التعثر والتدافع نحو التسييل؟
8- هل استنفذت مجالس الإدارات المهل التي يمكن أن تحصل عليها بالتفاوض مع البنوك الدائنة بتمديد الأجل مع الحصول على شروط أفضل والالتزام بالسداد ورفع مستوى الضمان لتجنب الخسائر على الأقل واختيار التوقيت المناسب لتسييل الأصول؟
9- في حالات بيع الأصول بأقل من قيمتها الحقيقية أو القيمة المسجلة في الميزانية أو أقل من التقييم العادل، وإمعاناً في الشفافية، لماذا لا يتم الإعلان بوضوح وشفافية عن الطرف المشتري؟
10- عندما تصل شركة إلى مرحلة التخلص من أصولها بخسائر يعني هذا أنه ليس لديها سيولة أو قدرة على السداد والالتزام، وبالتالي لجأت لتسييل الأصول، فماذا بعد؟ وما هي الخطوة التالية؟ وكيف ستحافظ على أداء جيد للمساهمين طالما خسرت التمويل؟ بدليل الفشل في سداد الالتزامات وخسرت الأصول المرهونة.