ثقافة ماليةمنوعات

تقييم الأداء للمشاريع الاقتصادية وفق معايير الربحية

 

يمكن القول بأن الحاجة إلى إجراء عملية تقييم للمشاريع القائمة ضرورية، خصوصا في البلدان النامية التي تمر اقتصاداتها بمرحلة من النمو السريع، حيث تكون المتغيرات الاقتصادية عرضة للتبدلات السريعة مما قد ينجم عنه اختلال في الهيكل الاقتصادي تنعكس آثاره بصورة أو بأخرى على تكاليف المشروع ومن ثم انحرافه عن الأهداف الأساسية التي أنشئ من أجلها.

أولاً:- مفهوم تقييم الأداء: هو تقييم أنشطة المشروع من خلال قياس النتائج المتحققة ضمن عملية تشغيلية معينة، ومقارنتها بما هو مستهدف مسبقا للوقوف على الانحرافات سواء كانت إيجابية أم سلبية، لتحديد أسبابها وذلك لكي يتم تجاوزها مستقبلا. وغالبا ما تكون المقارنة بين ما هو متحقق وما هو مستهدف خلال مدة زمنية معينة تكون عادة سنة.

ومن وجهة نظري شخصياً أرى بأنها عملية اختبار ضرورية وبصورة دورية ومنتظمة يتم فيها الكشف عن مواطن القوة والضعف لتعزيز مواطن القوة وتحديد ومعالجة مواطن الضعف، بالإضافة إلى مقارنة النتائج المتحققة للمشروع بما هو مستهدف ومرسوم ضمن حطة معدة مسبقا، ومحاولة تصحيح مسار المشروع في حالة انحرافه عن الأهداف المرسومة.

ثانياً: أهمية كفاءة الأداء

تكمن أهمية قياس كفاءة الأداء من خلال التأكد من أن العمليات الإنتاجية التي تم إنجازها في مدة زمنية ذات نهاية معينة هي مطابقة للأعمال التي أريد انجازها وفق الخطط والبرامج المحددة. إن عملية تقويم الأداء المستمر للوحدة الاقتصادية يساعد على كشف الاختلال ومواطن الضعف ومعالجته.

كذلك تبرز أهمية كفاءة الأداء وارتباطه ارتباطاً وثيقاً بالتخطيط على كافة المستويات، سواء على المستوى القومي أم المستوى القطاعي أم مستوى المنشأة. كذلك تعد أداة ترشيد لاتخاذ القرارات، كونها حكم على نتائج وبيانات لمشروع ماض مما يسهل على متخذي القرار.

ثالثاً: أهداف عملية تقييم الأداء للمشاريع الاقتصادية

إن الهدف من عملية تقييم الأداء للمشاريع الاقتصادية هو تحقيق الآتي:

1-التأكد من تحقق الأهداف واكتشاف نقاط الضعف والتقصير في الأداء ليكون بالإمكان اقتراح الإجراءات والسبل الممكن اتخاذها لتلافي الانحرافات والإخفاقات الموجودة.

2- تحديد مراكز المسؤولية لأقسام الوحدة الاقتصادية لمعرفة مواطن الخلل والضعف، وذلك من خلال قياس إنتاجية كل قسم من أقسام العملية الإنتاجية وتحديد إنجازاته سلباً أو إيجاباً، الأمر الذي من شأنه خلق منافسة بين الأقسام باتجاه رفع مستوى أداء الوحدة .

3-التحقق من درجة الكفاءة الإنتاجية للعناصر المشتركة في الإنتاج.

4- يؤدي تقييم الأداء إلى التوجيه السليم للعاملين في أداء أعمالهم، وذلك بما تقدمه إليهم من تكليف محدد بواجبات محددة في مواعيد محددة، الأمر الذي يساعدهم على أداء الأعمال أداءً سليماً متقناً.

5- التأكد من كفاءة تخصيص واستخدام الموارد الاقتصادية على النحو الأمثل وعدم الهدر في الجهد والوقت والمال

6- يستهدف تقييم الأداء تحقيق التنسيق بين مختلف أوجه نشاط المشروع، وذلك لضمان تحقيق الوفورات الاقتصادية وتلافي الضياع الاقتصادي والإسراف المالي.

7-التنسيق بين عملية التمويل والاستخدام والإنتاج والتسويق والتدريب ووضع الأولويات في المشروعات ذات الفوائد الاقتصادية .

رابعاً: عوامل نجاح عملية تقييم الأداء للمشاريع الاقتصادية:

هناك مجموعة من العوامل التي من شأنها الارتقاء بدرجة التقييم للمشروع إلى مستوى الدقة والموثوقية، وبما يساعد على اتخاذ القرارات السليمة ونذكر منها الآتي :

1-أن يكون الهيكل التنظيمي للوحدة الاقتصادية واضحا وتتحدد فيه المسؤوليات والصلاحيات لكل مدير ومشرف من دون أي تداخل بينهم.

2-أن تكون الإجراءات والآلية الموضوعة لمسار عملية التقييم بين الإدارات المسؤولة عن تقويم الأداء في الهيكل التنظيمي واضحة ومنظمة ومتناسقة.

3- أن يتوافر للوحدة الاقتصادية نظام متكامل وفعال للمعلومات والبيانات والتقارير اللازمة لعملية التقويم، بحيث تكون انسيابية المعلومات سريعة ومنتظمة وتساعد المسؤولين في الإدارات على اختلاف مستوياتها في اتخاذ القرار السليم والسريع وفي الوقت المناسب لتصحيح الأخطاء وتفادي الخسائر في العملية الإنتاجية.

4- أن تكون أهداف الخطة الاقتصادية واضحة وواقعية وقابلة للتطبيق والتنفيذ، ولا يتم هذا من غير دراسة هذه الأهداف دراسة مستفيضة ومناقشتها مع كل المستويات داخل الوحدة الاقتصادية لكي تأتي الأهداف متوازنة تجمع بين الطموح المطلوب والإمكانات المتاحة للتنفيذ.

5- أن يتوافر للوحدة الاقتصادية جهة مختصة كفؤة تمارس عملية تقويم كفاءة تقييم الأداء بكل موضوعية وشفافية.

6- وجود نظام حوافز كفؤ وعادل سواء كانت الحوافز مادية أم معنوية.

خامساً: أنواع الانحرافات

إن الغاية والمحصلة من تقييم الأداء هي الكشف عن الانحرافات، حيث يمكن تمييز عدة أنواع من هذه الانحرافات، ونذكر منها الآتي:

1-الانحرافات الهدفية: في كل وحدة اقتصادية توجد خطة وأهداف مسبقة تسعى الوحدة الاقتصادية لبلوغها، وإن عدم إمكانية بلوغ هذه الأهداف يسمى بالانحرافات الهدفية .

2-الانحرافات الزمنية: وتعني الانحراف عن البرنامج الزمني لخطة الإنتاج بسبب عطلات أو حدوث اضطرابات، أو عدم وصول المواد الأولية في مواقيتها وغيرها، مما يؤدي إلى خلل في تحقيق النتائج في مواعيدها .

3-الانحرافات الكمية: وتعني عدم تحقيق الكمية المطلوبة ضمن الخطة للوحدة الاقتصادية، ويعود السبب إلى عوامل فنية وتشغيلية واستثمارية وغيرها .

4-الانحرافات النوعية: قد يكون الإنتاج مطابق للخطة من ناحية الكمية وحسب التوقيتات الزمنية، ولكن غير مستوفي للمواصفات. ويعد هذا النوع من الانحرافات ذا أهمية خاصة، ويتعين الانتباه إليه من قبل المعنيين في الرقابة وتقويم الأداء للوحدة الاقتصادية .

5-الانحرافات القيمية: وتعني الانحراف في قيمة المبيعات وعدم تحقيق ما هو محدد ضمن الخطة. ويعود ذلكم لحدوث اختلال في نظام الأسعار والمشتريات والتكاليف والتخزين والتسويق وغيرها.

6-انحرافات حسب طريقة المقارنة، وتقسم إلى:

لانحرافات التاريخية: وتتم عن طريق أخذ نتائج سلسلة زمنية ومقارنة السنة المالية المعينة بتلك السلسلة الزمنية لمعرفة المسار التاريخي لنشاط الوحدة الاقتصادية وكشف الانحرافات ومعالجتها.

&الانحرافات التخطيطية: وتتم من خلال مقارنة الإنتاج الفعلي مع ما هو مخطط لمعرفة مدى تحقق الخطة .

&الانحرافات عن نتائج الوحدة الشبيهة: تحصل هذه الانحرافات عن طريق مقارنة نتائج الوحدة المعنية بنتائج الوحدة الشبيهة.

&الانحرافات المعيارية: في جميع المعايير توجد مؤشرات ونسب معيارية قياسية أو مثالية يتم تحديدها كأهداف تسعى الوحدة الاقتصادية لبلوغها، وإن عدم الوصول إليها يسمى بالانحراف المعياري، أي الانحراف عن الهدف.

7-: الانحرافات عن الهدف

&انحرافات موجبة: وهي الانحرافات التي تكون لصالح الوحدة الاقتصادية.

&انحرافات سالبة: وهي الانحرافات التي تكون في غير صالح الوحدة الاقتصادية.

8-الانحرافات حسب مدى السيطرة عليها:

&انحرافات تقع ضمن سيطرة الإدارة: وهي عادة ما تكون انحرافات داخلية ومتغيراتها حسب العناصر التي يمكن للإدارة التي التحكم فيها وتوجيهها والتأثير بها .

&انحرافات خارج سيطرة الإدارة: وهي الانحرافات التي تكون ناتجة عن عوامل خارجية ليس للإدارة قدرة على تجنبها أو التحكم بها، كظهور سلعة منافسة أو صدور قرارات من الحكومة أو نشوب حروب أو حدوث كوارث طبيعية.

 

المعايير المستخدمة في تقييم المشاريع:

1-معيار إنتاجية العمل:

تعد إنتاجية العمل من أهم المؤشرات الإنتاجية الجزئية في تقييم كفاءة الوحدة الاقتصادية، ويمكن الحصول على إنتاجية العمل وفقا للصيغة الآتية:

إنتاجية العمل = كمية أو قيمة الإنتاج/ متوسط عدد العمال

: إنتاجية رأس المال 2-

هو عبارة عن العلاقة بين كمية أو قيمة الإنتاج من جهة ورأس المال المستثمر في العملية الإنتاجية من جهة أخرى. يبين هذا المؤشر إنتاجية وحدة النقد من الأموال المستثمرة في العملية الإنتاجية خلال مدة مالية، للدلالة على كفاءة رأس المال المستثمر، ويتم احتساب قيمتها وفقاً للصيغة الآتية:

إنتاجية رأس المال = قيمة الإنتاج / رأس المال المستثمر

إنتاجية الأجر: 3-

تمثل إنتاجية وحدة النقد (الدينار) المصروفة على الأجور أو القيمة المضافة المتحققة لكل وحدة نقدية (دينار) مصروفة على الأجور، وتقاس قيمتها وفقاً للصيغة الآتية:

إنتاج وحدة الأجر = كمية أو قيمة الإنتاج / إجمالي الأجور

4-الإنتاجية الجزئية:

تعني العلاقة بين الإنتاج الكلي وأحد عناصر الإنتاج من رأس مال أو أجور أو آلات أو مواد خام، حيث يمكن إيجاد كفاءة إنتاجية أي عنصر من خلال قسمة الإنتاج الكلي على كلفة ذلك العنصر.

ويمكن إيجاد الإنتاجية الجزئية وفقا للصيغة الآتية:

الإنتاجية الجزئية = كمية أو قيمة الإنتاج /المستخدم من أحد عناصر الانتاج أو قيمته

فإذا قلنا أن المؤسسة تعمل بأقصى إنتاجية ممكنة فإننا نعني بأنها تعمل بأقصى كفاءة ممكنة. ويتحقق ذلك بالحصول على أقصى إنتاج ممكن من عناصر الإنتاج المستخدمة، فالإنتاجية تمثل العلاقة بين كمية الموارد المستخدمة في العملية الإنتاجية وبين الناتج من تلك العملية، أو أنها العلاقة بين المخرجات والمدخلات، وهذه العلاقة قد تكون كلية أو جزئية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى