البورصة تخسر 102 مليون دينار وختام شهر بلا إغلاقات مصطنعة
وداعاً أغسطس شهر التراجعات ... أهلاً سبتمبر

القيمة السوقية تغلق عند 51.54 مليار دينار بخسارة تناهز 1% في شهر
كتب محمود محمد:
لملم “أغسطس” أوراقه أمس على خسارة 102 مليون دينار كويتي، حيث استقرت القيمة السوقية عند 51.545 مليار دينار كويتي، وسط تراجعات خيمت على 83 ورقة مالية، فيما ارتفعت فقط أسهم 34 شركة.
يبدأ اليوم “سبتمبر”، والعد التنازلي للشهر الأخير في الربع الثالث، وسط تطلعات لجولة جديدة للسوق مدعومة ببضع المعطيات الإيجابية المرتقبة على أكثر من صعيد، من أبرزها عودة الصفقات الكبرى للسوق، وهي منتظرة، حيث تقول مصادر أن هناك مفاوضات دائرة حالياً وترتيبات مختلفة تتعلق ببعض التحالفات وعمليات تقييم تخص مشاريع محلية وإقليمية، حيث أن أعمال الشركات لا تتوقف وهي غير مرتبطة باتجاهات أو حركة السوق صعوداً وتراجعاً.
مصادر مصرفية أكدت بالقطع أنه لا أزمة مطلقاً في السيولة، بل هناك وفرة كبيرة وهناك إبداعات مصرفية في طرح وتوفير منتجات تمويلية مبتكرة ومختلفة للمساهمين، كما أن الأمر نفسه تقوم به بعض الشركات المبادرة في قطاع الوساطة من جهة توفير المارجن لعملاء محترفين ويتمتعون بملاءة.
حالة التذبذب عموماً تتبادلها الأسواق المالية حول العالم، لكن الأعين على اجتماع الفيدرالي في 16-17 سبتمبر، والذي سيشكل قراره نقطة مفصلية في مسار الأسواق، حتى الخليجية، حيث ستتبع البنوك المركزية الخليجية قرار الفيدرالي في حال قرر الخفض، وهو ما سيعني ببساطة أن الشركات والأسواق عموماً أمام معادلة، سيولة زيادة رخيصة، وتراجع نسبي لمستويات الأكلاف على الديون، وإتاحة عروض أكبر للسيولة وتحفيز للمستثمرين أكثر على طلب التمويل والتوجه للسوق المالي اقتناصاً للفرص وفقاً للمؤشرات المالية التي أفرزتها الأرقام النصفية.
بجانب سيولة البنوك والتسهيلات الوفيرة، فقد أنعشت سيولة التوزيعات حسابات المستثمرين خلال المرحلة المقبلة، وتوزيع الأرباح سيستمر في سبتمبر حسب الجدول الزمني.
مصادر استثمارية تقول أن السوق يميل نفسياً نحو البيع، لكن مقابل المستثمر الذي يقرر التخارج هناك آخر راغب في الشراء، فضلاً عن أن مستويات القيمة الحالية وفقا للضغوط النفسية تعتبر جيدة وتعكس وتؤكد الثقة في السوق، وتدفع في تعزيز أولوية السوق المالي كفرصة استثمارية جيدة مقارنة مع القطاعات الأخرى، لمرونة الدخول والخروج وارتفاع العائد خلال فترات قصيرة.
سبتمبر سيكون شاهداً على العديد من الأحداث والمتغيرات الاقتصادية والممكن أن تكون لها انعكاسات وتفاعلات بحسب قوة تأثيراتها سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي.
وكان التراجع قد خيم على أداء المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت عند إغلاق تعاملات الأحد؛ وسط تراجع لـ 10 قطاعات.
انخفض مؤشرا السوق الأول و”العام بـ 0.09% و0.19% على التوالي، كما تراجع المؤشران الرئيسي 50 والرئيسي بنحو 0.27% و0.63% على الترتيب، عن مستوى الخميس الماضي.
بلغت قيمة التداول في بورصة الكويت بتعاملات الأمس 97.3 مليون دينار، وزعت على 402.52 مليون سهم، بتنفيذ 19.59 ألف صفقة.
وأثر على الجلسة تراجع 10 قطاعات في مقدمتها التكنولوجيا بـ 8.26%، بينما ارتفع 3 قطاعات على رأسها السلع الاستهلاكية بـ 2.36%.
تراجع سعر 82 سهماً على رأسها “امتيازات” بـ 10.79%، بينما ارتفع سعر 34 سهماً في مقدمتها “الأولى” بـ 7.84%، واستقر سعر 18 سهماً.
وجاء سهم “الأولى” المرتفع 7.84% في مقدمة نشاط الكميات بـ 55.83 مليون سهم، وتصدر السيولة سهم “عقارات الكويت” بقيمة 10.09 مليون دينار.
أداء شهر أغسطس
تباينت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت خلال تعاملات شهر أغسطس 2025، وسط تراجع بالتداولات.
وكشف المحلل المالي حسن بومجداد أسباب تباين مؤشرات السوق شهرياً، مبيناً أن السوق الأول شهدت إقفالاً سلبياً، إلا أن الانخفاض كان تدريجياً، إذ لم يتمكن “الأول” من تجاوز قمته عند 9384 نقطة منذ منتصف أغسطس ليبدأ التراجع التدريجي.
وأرجع انخفاض مؤشر السوق الأول إلى الضغوطات على الأسهم القيادية خاصة بيت التمويل الكويتي “بيتك” صاحب الوزن الكبير في المؤشر وبنوك أخرى مثل “وربة”.
وأشار المحلل المالي إلى أن قيمة التداولات اليومية في بورصة الكويت كانت قريبة من مستوى 100 مليون دينار، وذلك رغم ضعف بعض الجلسات، مبيناً أن مؤشر السوق الرئيسي تحرك بشكل أفضل من “الأول” إذ لم يبتعد عن قيمته 8012 نقطة.
وذكر أنه رغم تسجيل “الرئيسي” تصحيحياً طفيفاً في بعض الجلسات إلا أنه يعاود الارتفاع، ليتماسك داعماً بعض الأسهم قليلة الأسعار التي شهدت تغيراً في قوائمها المالية أو كانت محملة بأرباح نصف سنوية.
وأوضح “بومجداد” أن السوق الكويتي كان في حاجة إلى التصحيح لاستعادة الزخم، خاصة بعد أشهر متتالية من ارتفاع “الأول”، متابعاً:” منطقي نشوف عمليات جني أرباح وتهدئة وتخارج ومن ثم تحقيق ارتفاعات مرة أخرى”.
وتوقع مُعاودة بورصة الكويت الارتفاع في الفترة المقبلة، خاصة مع بداية العودة من العطلات، وعدم وجود أخبار جوهرية على الجانب الجيوسياسي من شأنه الضغط على أسواق المنطقة، وترقب لتهدئة واتفاق تجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والهند.
وتراجع مؤشر السوق الأول بنسبة 2.22% أو 206.48 نقطة ليُغلق تعاملات أغسطس عند النقطة 9087.72%، وانخفض “العام” 1.38% إلى النقطة 8499.21، بخسارة 118.62 نقطة عن مستواه بختام الشهر السابق.
وعلى الجانب الآخر، فقد ارتفع مؤشر السوق الرئيسي بنسبة 2.76% أو 209.77 نقطة ليُغلق تعاملات أغسطس بالنقطة 7823.48، وقفز “الرئيسي 50” بنحو 4.85% بما يعادل 369.19 نقطة منُيها الشهر بمستوى 7973.86 نقطة.
وصلت القيمة السوقية للأسهم في ختام تعاملات الأمس إلى 50.79 مليار دينار، بتراجع 1.38% أو 709 مليون دينار قياساً بمستواها في نهاية تعاملات شهر يوليو 2025 البالغ 51.50 مليار دينار.
وشهدت التداولات الشهرية تراجعاً ملحوظاً، إذ هبطت الكميات 35.99% إلى 9.41 مليار سهم، وتراجع عدد الصفقات 28.09% إلى 521.70 ألف صفقة، وانخفضت السيولة الشهرية 20.24% إلى 1.97 مليار دينار.
وخلال أغسطس 2025، فقد تراجع أداء 6 قطاعات مدرجة بالبورصة على رأسها التكنولوجيا بـ4.76%، فيما ارتفعت 7 قطاعات في مقدمتها المنافع بنحو 7.69%.
وعلى مستوى الأسهم، فقد تصدر “العربية العقارية” الارتفاعات بـ 87.79%، وجاء “الأولى” المرتفع 18.28% على رأس الكميات بـ 703.23 مليون سهم، فيما تصدر بنك وربة السيولة بقيمة 177.24 مليون دينار بنمو شهري 1.44% لسعر السهم.