أسواق المال

البورصة تختتم أسبوع من السيولة القياسية

محصلة إيجابية للقيمة الرأسمالية بنحو 42 مليون دينار بنمو 22.69% من بداية العام  

%28.47 عائد مؤشر الرئيسي 50 من بداية العام

المؤشر الرئيسي يحقق 22.02% والعام 19.25%.

الزيادة في طرح المشاريع كلمة السر في نمو أعمال البنوك والشركات

 

كتب محمود محمد:

اختتمت بورصة الكويت الأسبوع الحالي على محصلة خضراء  للقيمة الرأسمالية بنحو 42 مليون دينار كويتي، حيث اختتمت الأسبوع عند 53.285 مليار دينار في حين كانت الأسبوع الماضي عند 53.243 مليار دينار، لكن الأسبوع المنتهي تميز بقوة السيولة وزخم التداولات المركزة على أسهم مرتبطة ببعض الأحداث سواء تسويات أو استحواذات وتحالفات.

تشهد البورصة تحولات جذرية في كل مرحلة، وفي الأيام القليلة الماضية شهدت قفزات قياسية واستثنائية على مستوى السيولة، حيث سجلت مستويات غير مسبوقة في التداولات الاعتيادية، كانت لا تشهدها إلا في حالات المراجعات الدورية على المؤشرات العالمية، في حين أن السيولة كسرت مستويات غير مألوفة نتيجة تحولات مؤسسية وأجنبية كبيرة نحو بورصة الكويت. ففي الوقت الذي تشهد فيه عملات رئيسية حول العام تذبذب وعدم استقرار وتفقد من قيمتها الأساسية، لجأت بعض الشركات والمؤسسات وأصحاب السيولة إلى السوق الكويتي، حيث يتمتع الدينار باستقرار وثبات وقوة في الوقت ذاته، حيث من الملاحظ أن السيولة حافظت على وتيرة مرتفعة لأيام متتالية في اختبار غير مسبوق.

مصادر استثمارية أكدت أن “الموجة” مع السوق حالياً لعدة أسباب، أبرزها المرونة العالية في الاستثمار في الأسهم مقارنة بالفرص الأخرى، إضافة إلى استيعاب السوق لأقل مبالغ مالية يمكن استثمارها مقارنة بأي فرصة أخرى تحتاج لمبالغ محددة، حيث يمكن لأي شخص أن يستثمر ولو ألف دينار، في حين أن تلك القيمة لا تساعد على الاستثمار في أي قطاع آخر.

أيضاً دخول السوق المرحلة الأخيرة من العام الحالي غالباً ما يشهد زخماً قوياً نتيجة كثرة عوامل الدعم الإيجابية من تخارجات واستحواذات، وكذلك مرحلة نتائج وتسويات، حيث تشهد ذروة النشاط في مختلف الأنشطة والعمليات.

أيضاً بالرغم من وفرة السيولة يمكن أن يشهد ملف خفض الفائدة عالمياً خفض إضافي مرة على الأقل في الاجتماعين المقبلين في أواخر أكتوبر وقبل نهاية ديسمبر، ما يعني أن أي خفض عالمي سيكون له صدى إيجابي محلي، على الأقل في تدفق سيولة من الخارج على الفرص ذات العائد في السوق المحلي.

لكن الفائدة محلياً من المستبعد أن تشهد خفض متتالي بنفس الوتيرة لاختلاف المعطيات والظروف، فضلاً عن أن المركزي دائماً ما يحرص على ترسيخ الاستقرار وأن تكون الفجوة والهامش لصالح الدينار.

بالرغم من وفرة وقوة السيولة في الأيام الماضية إلا أن الميل للبيع وجني الأرباح كان غالباً على الشراء، لكن كل عملية بيع كان يقابلها طلبات شراء، وهو ما يعتبر أبرز مكاسب السوق، وهي السائلية، كما أن دوران الأسهم يعتبر في أفضل حالاته.

مصادر استثمارية أكدت على أن السوق في مرحلة يقين تام وقناعة وجدارة بثقة المستثمرين المحليين والأجانب، والتفاؤل باستمرار وتيرة طرح المشاريع التي كانت الأفضل على مستوى الخليج، حيث تضمن هذه الوتيرة مستوى تشغيل مميز للشركات ومساحة تمويلية جيدة  للبنوك.

برغم عمليات جني الأرباح حافظت مؤشرات السوق على مكاسب قياسية واستثنائية، حيث بلغ عائد الرئيسي 50 نحو 28.47%، والرئيسي 22.02%،  والمؤشر العام 19.25%، في حين حقق السوق الأول 18.66%.

القيمة السوقية نمت من بداية العام 22.69%، وأغلقت عند 53.285 مليار دينار، تراجعت القيمة أمس 2.6%، والكمية 10.2%، والصفقات 6.5%.

وكانت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت قد تباينت عند إغلاق تعاملات الخميس؛ وسط ترقب لبدء المرحلة الأولى لاتفاق وقف الحرب على قطاع غزة؛ وذلك بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب توصل دولة الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية إلى اتفاقٍ لوقف الحرب.

تراجع مؤشرا السوق الأول و”العام” بنسبة 0.45% و0.36% على الترتيب، بينما ارتفع “الرئيسي 50” بـ 0.01%، وصعد “الرئيسي” بنسبة 0.06%، عن مستوى الأربعاء.

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تم التوصل إلى اتفاقٍ لوقف الحرب على قطاع غزة، وسط ترقب مختلف دول العالم لتنفيذ المرحلة الأولى، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية.

سجلت البورصة الكويت تداولات بقيمة 126.48 مليون دينار، وزعت على 695.99 مليون سهم، بتنفيذ 33.04 ألف صفقة.

وشهدت الجلسة ارتفاعاً بـ 6 قطاعات على رأسها التكنولوجيا بـ 2.35%، بينما تراجعت 6 قطاعات أخرى في مقدمتها المواد الأساسية بـ 1.43% واستقر قطاع الرعاية الصحية.

ومن بين 63 سهماً مرتفعاً تصدر سهم “الرابطة” القائمة الخضراء بـ 12.09%؛ وجاء “مراكز” على رأس تراجعات الأسهم البالغ عددها 50 سهماً بنحو 9.65%، واستقر سعر 20 سهماً.

وجاء سهم “جي اف اتش” على رأس نشاط الكميات بحجم بلغ 51.46 مليون سهم، فيما تصدر السيولة سهم “بيتك” بقيمة 13.07 مليون دينار.

 أسبوع الأسهم الصغيرة والمتوسطة

تباينت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت خلال تعاملات الأسبوع الحالي، وسط زخم ملحوظ بالتداولات، وتفاؤل المستثمرين لبدء تنفيذ المرحلة الأولى لوقف الحرب على قطاع غزة، وزيادة ساعات التداولات بالبورصة.

وحسب إحصائية فقد انخفض مؤشر السوق الأول وحيداً بنسبة 0.15% بما يُعادل 14.17 نقطة ليصل بختام تعاملات الأمس عند 9301.65 نقطة.

وأنهى مؤشر السوق العام تعاملات الخميس بالنقطة 8780.1، مُسجلاً نمواً أسبوعياً بنحو 0.08% أو 6.75 نقطة، وذلك عن مستواه في نهاية جلسة 2 أكتوبر 2025.

وارتفع مؤشر السوق الرئيسي 1.10% أو 91.99 نقطة ليصل إلى النقطة 8428.42، كما صعد “الرئيسي 50” بنسبة 1.62% تُعادل 139.82 نقطة مُسجلاً 8744.62 نقطة في الختام.

وسجلت القيمة السوقية للأسهم الكويتية في ختام تعاملات الخميس 5.51 مليار دينار، بزيادة 0.07% قياساً بمستواها في ختام الخميس الماضي البالغ 52.47 مليار دينار.

وعلى مستوى التداولات الأسبوعية، فقد ارتفعت الكميات 34.83% عند 4.76 مليار سهم، وزادت السيولة 26.85% إلى 786.07 مليون دينار، ونفذ في الأسبوع الحالي 203.31 ألف صفقة بنمو أسبوعي 26.99%.

وشهد الأسبوع ارتفاعا بـ 9 قطاعات في مقدمتها السلع الاستهلاكية بـ 6.92%، فيما انخفضت 3 قطاعات على رأسها الرعاية الصحية بـ 1.42%، واستقر قطاع الاتصالات وحيداً.

وبشأن الأسهم، فقد تصدر “تنظيف” القائمة الخضراء بـ 32.48%، بينما جاء “مراكز” على رأس التراجعات الأسبوعية بـ 34.39%.

كما جاء “جي اف اتش” المرتفع 3.19% في مقدمة نشاط التداولات بحجم بلغ 331.06 مليون سهم، وسيولة بقيمة 54.86 مليون دينار، نُفذت خلال 4.75 ألف صفقة.

قال نائب رئيس أول-إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في شركة كامكو إنفست إنه رغم الأداء الحيادي إلى حد ما لمؤشر السوق الأول، إلا أن التماسك وحضور السيولة مؤشرين إيجابيين للسوق.

ولفت رائد دياب إلى أن العوامل الداعمة لا تزال حاضرة والمتمثلة باستمرار عمل الحكومة على تطبيق الإصلاحات وخطط التنمية، وسن القوانين.

يأتي ذلك وفق “دياب” إلى جانب وتيرة ترسية المشروعات في الكويت التي ارتفعت بالتسعة أشهر الأولى من العام الحالي إلى 7 مليار دولار، مقابل 5.6 مليار دولار لنفس الفترة من 2024، علماً بأنها بلغت 4.3 مليار دولار في الربع الثالث من 2025 وهو أعلى مستوى منذ الربع الأول من العام 2017، فضلاً عن زيادة التدفقات الأجنبية.

وتابع:” بدأنا برؤية اهتمام ودخول المؤسسات الأجنبية إلى السوق الكويتي، نتيجة الثقة المتزايدة بالاقتصاد والمستقبل القوي المنتظر، فالهدوء الذي رأيناه هذا الأسبوع يأتي من انتظار المستثمرين لإفصاحات الشركات عن نتائجها المالية للربع الثالث”.

وأشار “دياب” إلى استمرار الإقبال على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، مع ارتفاع مؤشر رئيسي 50 للأسبوع التاسع على التوالي في ظل الأسعار المتدنية للعديد من الأسهم، والتوقعات برؤية استحواذات ومعاودة هيكلة وتوسيع نشاطاتها والاستفادة من سوق المشاريع النشط في البلاد.

يتزامن ذلك مع تفاؤل المستثمرين جراء ترقب تنفيذ المرحلة الأولى لوقف الحرب على قطاع غزة، فضلاً عن تمديد ساعات التداول في بورصة الكويت اعتباراً من يوم الأحد المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى