الكويت

هل تساهم سيولة الأفراد في الدين العام عبر تخصيص جزء اكتتاب للمواطنين؟

تخفف الضغط على سيولة البنوك وتعزز ثقافة الاستثمار طويل الأجل

ترشيد حكيم لسيولة الأفراد وتوجيهها في قنوات منعدمة المخاطر

تطوير نوعي لأدوات استثمارية جديدة تعزز المشاركة في النمو

كتب حازم مصطفى:

في الوقت الذي تشهد فيه بورصة الكويت أعلى مستوى من السيولة المستدامة في تاريخها، وبمستوى متنامي ومستقر، اقترحت مصادر مصرفية واستثمارية إطلاق مبادرة “صكوك الأفراد” التي تمكن المواطنين الراغبين في الاكتتاب في سندات أو صكوك الدين العام، أو حتى تطوير التجربة لتشمل غيرها من السندات والصكوك التي تطرحها الجهات الكبرى وتكون موجهة للمؤسسات، مشيرة إلى أن الأفراد لديهم سيولة كبيرة وضخمة، ومثل هذه الفرص تنوع الخيارات وتخفض من المخاطر وتتيح أمامهم فرصة آمنة بعوائد مستقرة.

معظم الصكوك والسندات تستهدف المؤسسات، ومع التطورات المالية ووفرة السيولة الضخمة لدى الأفراد، وازدياد الرغبة في الاستثمار، وتماشياً مع الطفرة الاقتصادية التي تشهدها الكويت عموماً على أكثر من صعيد، سواء مشاريع الحكومة أو الاكتتابات الخاصة أو العامة، أو الفرص في السوق، تحتاج السيولة إلى تنظيم وإعادة توجيه عبر مسارات وفرص.

هيكلة السيولة

على أرض الواقع ينتظر السوق على الأقل اكتتابين لشركات عامة جاهزة للطرح هما “أم الهيمان – والضمان”، وتمت عملية زيادة رأسمال عقارات الكويت بإقبال كبير، وفي الطريق اكتتابات أخرى، وهناك مناقصات يومية، ومشاريع حكومية ضخمة على الأبواب، لا سيما الإسكانية.

وأمام طلبات واستحقاقات الدين العام والطلبات المستمرة، وترشيداً لسيولة البنوك، وتفعيلاً لدور سيولة الأفراد، سواء الموجهة للمضاربات أو الموجة للسوق، لما لا تكون هناك خطة ورؤية لترشيد السيولة وتحقيق أعلى درجات الفاعلية وفق قاعدة تعظيم الفائدة للسيولة في اتجاهين، بحيث يتم ترشيد استغلالها وترشيد توظيفها.

جزء منها يتم الاكتتاب فيه من جانب المواطنين، خصوصاً فيما يخص الدين العام، فهي مضمونة ودون أي مخاطر وتناسب شرائح كبيرة من الأفراد أصحاب التوجهات الاستثمارية المنضبطة والمحافظة.

أيضا من أهم مكاسب إتاحة فرصة للأفراد للاكتتاب في سندات سيادية محلية أو صكوك، هو تخفيف الضغط على سيولة البنوك، بحيث تستمر في دعم المشاريع الضخمة التي تحتاج تسهيلات من البنوك ولا تناسبها سيولة الأفراد، وكذلك تمويل مشاريع الإسكان التي تحتاج إلى مبالغ ضخمة أيضاً.

فرص تقودها البنوك

بجانب المقترحات التي ساقتها المصادر المصرفية والاستثمارية، يمكن أن تبادر الشركات المالية والكيانات المصرفية بقيادة مبادرات “سندات وصكوك” يتم طرحها لبعض الكيانات الموثوقة التي تحتاج تسهيلات طويلة الأجل، على أن يخصص جزء كبير منها للأفراد، علماً أن دور البنوك يمثل عنصر ثقة كبير في هذا الملف، وتظل تلك القنوات المنظمة أفضل من سوق الودائع الذي قد يشهد مضاربات وارتفاع أسعار نتيجة الطلب المفاجئ على السيولة بمبالغ كبيرة.

 

الاقتراض من الأفراد

مصادر استثمارية نبهت إلى أنه بجانب أن الصكوك والسندات خيارات آمنة، فالطرح المحلي للأفراد يمثل جدوى من طريق آخر، حيث لا يؤثر على التصنيف الائتماني مثل الاقتراض الخارجي.

أهم المكاسب والفوائد:

* تعزيز ثقافة الادخار والشمول المالي والاستثمار طويل الأجل.

* توسيع قاعدة المستثمرين في الأدوات المالية الحكومية.

* تفعيل دور المشاركة للراغبين في أدوات متحفظة بمخاطر معدومة.

* يمكن تفعيل المبادرة عبر البنوك وبالتالي ستكون عملية مرنة.

* تعزز من مشاركة الأفراد في النهضة التنموية والنمو الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى