منوعات

كيف أنهت مباريات البادل … حياة أليكس

عادل العادل :

في سالف العصر والزمان، استعانت إحدى المجموعات برحالة من دول أوروبا الشرقية، كان قد انتقل إلى إحدى الدول الأوربية الكبرى الرائدة في عالم المال والأعمال وتشرب الخبرات، وفجأة أتاه النصيب في مهمة استشارية عليا ليكون على رأس هرم أحد أهم الكيانات الواقعة في إحدى أغنى بقاع الأرض ولدى إحدى المجموعات الكبرى التي يقودها واحدا من أذكى وأمهر التجار الذي يحرك الكثير من الكيانات عبر الهاتف الذكي من خلال شبكة من الأذرع محل الثقة.

على عكس المتوقع، كانت قصة أليكس الرحالة المسكين مؤلمة وحزينة لأنه فلم يعرف لماذا أتى وكيف قضى نحبه بين عشية وضحاها، لكن السر يكمن في مباريات البادل التي كانت مسرحا لعقد الصفقات والشراكات والدخول في حصص استراتيجية في مشاريع ناجحة على قاعدة ومبدأ البحر يحب الزيادة ورحلة تكوين وتنمية الثروات طريق مستمر وليس محطة وصول.

“القمندة” في العلاقات التجارية والشراكات الاقتصادية دائما ما قد تفرق ليس فقط الأصدقاء أو الشركاء بل حتى الأشقاء.

كان مالك المجموعة شاب طامح جامح يبدي الجميع إعجابا بخطواته ونموذج عمله ونفوذه الواسع. وفي يوم التقى سيدة أعمال تملك مشروعاً ناجحاً، وكما هو حال مجتمع المال والأعمال فقد تخلق الصدف علاقات عمل ضخمة من خلال التلاقي في أندية الأثرياء أو عبر الهوايات المشتركة، وكانت الهبة التي جمعتهم هي لعبة البادل فهي القاسم المشترك والملتقى والمدخل، مباراة فالثانية فالثالثة كانت كافية لبدء النقاش بعيدا عمن فاز ومن خسر المباريات الثلاث، الصفقات أهم بكثير واقتناص فرصة في كيان ناجح أولوية والمباريات ملحوق عليها.

حصل التاجر الذكي على وعد من دكتورة الدهاء، بأن يكون شريكا ولكن ذكاء محترفي لغة المال والبادل اختصر الطريق وكانت هذه النقطة الفاصلة فلم يكن هناك مفترق طرق فإما أن نكون شركاء في التجارة وتستمر المبارزة في البادل أو تتوقف المبارايات وتنتهي الصداقة .

ولأن التاجر كان ذكيا ويملك الإمكانات ،ومع مماطلة ملكة البادل  سدد لها الضربة القاضية غير المباشرة لليد القوية للدكتورة ظنا منه أنه سيضغط عليها ، ومن ذكاء الرامي أنه استخدم يد غيره في إطلاق الرصاصة وهنا فصل جديد في رواية أصدقاء البزنس “

جن جنون الدكتورة التي تحمل اللقب ولا أحد يعلم ما هي طبيعة هذه الدكتوراة فلا عيادة ولا جامعة تنتسب لها، وغير مستبعد أن يكون لقب مجاني لزوم الوجاهة الاجتماعية فلن يطلب أحد في اجتماع أن تبرز شهادة الدكتوراة كي يجلس على طاولة النقاش !

هرولت يمينا ويسارا وأطلقت القذائف في كل اتجاه ردا على رصاصة منافس ملاعب البادل التاجر “الذيب ” بحثا عن مصدر الرصاصة ومن الذي أطلقها أو أمر بالتنفيذ وهي بالطبع رصاصة إدارية.

وكونها دكتورة طبعا فهي تجيد اللغات وهو ما سمح لها بأن تتحدث وتناقش كل من يأتي في طريقها.

طرقت كل الأبواب وتخطت كل الحواجز والأسوار وفجأة التقت النقي “أليكس ” والذي كان نقيا بما يكفي أن يرشد عن من أطلق الرصاصة … والذي أمسك يده وأجبره على الضغط على الزناد.

كشف الحقيقة كانت كل جريمة ” أليكس ” فلم يخطئ فنيا في مهامه التي أتى من أجلها، بل كل جريمته أنه كان نقيا فوق العادة ولأن هذا النقاء الزائد غير مطلوب في بعض الملفات والمفاصل فكانت الإشارة لأحد الأذرع الثقات بإنهاء مسيرة أليكس الفنية، ولسان حال التاجر، هذا ثقافته غير ثقافتنا ويمكن أن يورطنا في قادم الأيام فيما هو أكبر. فكما جاء في محكم التنزيل ” فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ” “الأية 56 سورة النمل ” فكانت كل جريمة آل لوط أنهم أناس يتطهرون ومنزهون عن أفعال السوء في وسط ليس وسطهم وزمان ليس زمانهم ولا يصلح لهم فأصبحت الطهارة عيبا، كما أصبح الصدق جريمة في قصة أليكس، فهكذا كان حال “أليكس” وقع في قرية تضم أشباح لا يعرفون سوى لغة المال والصفقات وتقديم الولاء على مسرح أعمال ظاهره يختلف عما هو خلف الكواليس فمن بينهم   أناس حتى ماي زمزم ما يطهرهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى