جني أرباح سريع يضع البورصة في اختبار الثقة

هدوء الأسعار يعني فرص متجددة للسيولة الخاملة
عوامل الدعم الإيجابية تزداد… والصورة واضحة
كتب محمود محمد:
حافظت بورصة الكويت على المشهد الإيجابي بوتيرة ربح أقل من الجلسات الخمس الماضية، حيث بلغت مكاسب السوق أمس 29.4 مليون دينار كويتي، وبلغت القيمة الرأسمالية للبورصة 54.36 مليار دينار كويتي.
لكن في ظل عمليات جني الأرباح التي شهدها السوق أمس اعتبرت مصادر استثمارية أن السوق دخل في اختبار ثقة سريع، لكن عمليات الشراء التي قابلت البيع دفعت السوق للحفاظ على البقاء في المنطقة الخضراء.
انتصاف السوق تقريباً بين الأسهم الصاعدة التي بلغت 57 شركة، والمتراجعة التي بلغت 54 شركة بفارق 3 شركات، عكس الميل لجني الأرباح لدى فريق من المستثمرين أصحاب التوجهات قصيرة الأجل، مقابل عمليات شراء لمن سبقه السوق خلال الأسبوعين الماضيين، وقفز بشكل سريع على عكس توقعاتهم.
لكن وسط هذا التباين كشف مصدر استثماري في أحد المجاميع الكبرى أن هناك سلوك إيجابي ومحط انتباه الشركات المديرة للأصول، من خلال التواصل مع العملاء ومتلقي الخدمات، يتمثل في أن بعض العملاء يقترحون على الشركة المديرة للمحفظة تنويعها بين أسهم مضاربية وأسهم استثمارية يتم الحفاظ عليها لمدة لا تقل عن عامين.
وكشف المصدر أن هذا السلوك لم يكن متاح في السابق، وهو نتاج التحولات التي يشهدها السوق، ونتاج جهود التوعية وإفراز للأزمات التي مرت على السوق، والممارسات التي كشفتها أعمال التفتيش والمراجعات، ونشر التجاوزات على الملأ، كلها عوامل ساهمت في بناء صورة ورؤية جديدة لدى المستثمر.
واعتبرت المصادر أن ذلك السلوك والتطور إيجابي، حيث يقلل المخاطر، وتدريجياً ستميل الكفة لصالح الاستثمار طويل الأجل، مع تعاظم مخاطر المضاربات السريعة على أسهم لا تملك أي قنوات تشغيلية أو أصول مدرة مقارنة بشركات تشغيلية واضحة المصادر الإيرادية.
بدأت البورصة العد العكسي للعام المالي الحالي، ويتوقع المستثمرون يومياً إفصاحات إيجابية من مختلف الشركات والمجاميع، ومنتظر سلسلة إفصاحات بعضها يتعلق بإتمام تخارجات عقارية وانتهاء نقل الملكية، وأخرى بمزيد من هيكلة وتمديد آجال الديون وثالثة تخصص المزايدات الحكومية، ورابعة بطرح عام لمشروعات تنموية جاهزة، وخامسة بإدراج نوعي جديد خلال أسبوع تقريباً.
ما بين كل هذه المعطيات الإيجابية حذرت مصادر استثمارية من مطبات شركات “العفن” التي كل رأسمالها مضاربات وتدوير.
تحرر السوق من الاتجاه الواحد، وتباين التوجهات عموماً تبقى عامل ثقة مؤثر ومهم، حيث تعكس القراءات المختلفة والتقييمات للفرص.
وكانت القيمة السوقية للبورصة قد أغلقت أمس عند 54.36 مليار دينار، وحقق السوق مكاسب بلغت 29.4 مليون دينار، وانخفضت كمية الأسهم المتداولة 24.5%، وتراجعت قيمة التداولات 34%، وحجم الصفقات 14.9%.
وتباينت المؤشرات الرئيسية للبورصة عند إغلاق تعاملات جلسة أمس وسط ترقب لصدور قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وانعكاسه المتوقع عالمياً.
وعلى صعيد المؤشرات، فقد ارتفع مؤشر السوق الأول بنسبة 0.09%، وزاد “العام” بـ 0.06%، ونما “الرئيسي 50” بنحو 0.16%، بينما تراجع المؤشر “الرئيسي” بـ 0.11%، عن مستوى الثلاثاء.
سجلت البورصة تداولات في تلك الأثناء بقيمة 86.93 مليون دينار، وزعت على 406.39 مليون سهم، بتنفيذ 22.33 ألف صفقة.
وشهدت الجلسة ارتفاعاً بـ 5 قطاعات على رأسها عقار بـ 1.01%، بينما تراجعت 7 قطاعات أخرى في مقدمتها السلع الاستهلاكية بـ 7.22% واستقر قطاع منافع.
ومن بين 57 سهماً مرتفعاً تصدر سهم “متحدة” القائمة الخضراء بـ 5.58%، بينما جاء “بترولية” على رأس تراجعات الأسهم البالغ عددها 53 سهماً بنحو 7.85%، واستقر سعر 22 سهماً.
وجاء سهم “تنظيف” على رأس نشاط التداولات بحجم بلغ 55.02 مليون سهم، وسيولة بقيمة 8.08 مليون دينار.




