هيئة أسواق المال تدين مركز سلطان وتشطب السهم من الإدراج
هيئة الأسواق: الشركة لم تقم ببذل عناية الشخص الحريص لمعالجة التحفظ.

- وقف السهم عن التداول 8 أشهر… ما ذنب صغار المستثمرين؟
بعد نحو 8 أشهر من وقف سهم مركز سلطان عن التداول، تقرر هيئة أسواق المال شطب الورقة المالية من مقصورة الإدراج، وتدين الشركة بشكل صريح، حيث قالت في بيان رسمي: أن الشركة لم تقم ببذل عناية الشخص الحريص لمعالجة التحفظ الخاص ببند استثمارات في شركة زميلة بشكل يضمن تسجيل أرصدة البيانات المالية للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024 بشكل عادل وسليم.
ما ذنب صغار المستثمرين؟
هذا التساؤل المستمر بلا إجابة من شريحة صغار المستثمرين، يطلق مع كل حالة شطب، كونهم يمثلون أقليات في كل الأسهم، خصوصاً وأن قرار الشطب بات يطال الأسهم التشغيلية والورقية، كل من لم يلتزم بالتعليمات الرقابية يطبق عليه القانون. لكن ما الذي يمنع أن يتم دراسة بدائل أخرى لشطب الأسهم، حماية للسوق من التآكل والتقوقع نتيجة خسارة شركة تشغيلية بحجم مركز سلطان؟!
يجب أن يكون هناك بدائل لحماية صغار المستثمرين من تبديد أموالهم تارة بالتجميد 8 أشهر، وتارة بانخفاض قيمة السهم لأدنى مستوى.
البورصة أساساً تعاني من ندرة الإدراجات، وهناك بطء شديد في الإدراجات النوعية، حيث كان آخر إدراج في البورصة هو إدراج شركة “البيوت” في يونيو 2024، وكسرت وقتها صمت وجفاف عامين من التوقف، وحتى اليوم لم يشهد السوق أي إدراجات جديدة.
فهل من حلول مبتكرة في قادم الأيام؟
تطبيق القانون بحزم مطلوب والأمان الاستثماري مطلوب
تطبيق القانون بحزم رسالة للجميع، لكن في المقابل وفي ظل حرص البورصة على دعوة المستثمرين الأجانب للاستثمار في البورصة، فإن الأمان والاطمئنان مطلوبان، ويجب أن يلمسه المستثمر المحلي قبل الأجنبي، ففي 19 سبتمبر 2024 تم وقف سهم مركز سلطان بسبب ملاحظات تستوجب التعديل، وانتهى الوقف بشطب السهم، ما يدخل بالمستثمرين وحملة السهم إلى نفق آخر، فدراسة الملف بعمق مطلوبة، والتطور والتنوع وابتكار المخارج والمعالجات أمور مطلوبة.
صدمة في الأوساط الاستثمارية
في الوقت الذي سطر فيه الرئيس التنفيذي لشركة أجيليتي طارق السلطان “أعظم قصة نجاح” لشركة حكومية تم خصخصتها في أواخر التسعينات، وهي شركة “أجيليتي”، وقاد استراتيجية التحول لتصبح شركة عالمية مترامية الأطراف تنافس كبرى الشركات العالمية في قطاع اللوجستك، حتى أنها نفذت أكثر سلسلة استحواذات على كيانات عالمية، تلقى المستثمرون أمس صدمة كبيرة بسبب شطب سهم مركز سلطان، خصوصاً وأن طارق السلطان الناجح في أجيليتي هو نفسه الذي يتقلد منصب رئيس مجلس إدارة شركة مركز سلطان التي تم شطبها أمس بقرار من مجلس المفوضين، فهو محل ثقة كبيرة وجزء أساسي من النظرة المستقبلية التي يبديها المستثمرون تجاه الكيانات التي يتواجد فيها بعضوية أو بمنصب تنفيذي.
2.1 مليار دولار إيرادات لولو هايبر
مركز سلطان أعرق وأقدم…ولكن
تزامن مثير وصدفة استثنائية، عشية إعلان النتائج المالية لمجموعة لولو هايبر، والتي حققت نتائج قياسية بلغت إجمالي إيراداتها 2.1 مليار دولار للربع الأول 2025 بنمو سنوي 7.3%، وبلغ صافي الربح 69.7 مليون دولار، بارتفاع سنوي 15.8%، مع هامش ربح صافي بلغت نسبته 3.4%، بزيادة قدرها 25 نقطة أساس، جاء قرار شطب سهم سلطان.
خسارة … وحسافة
المثلث الذهبي يفقد ضلع
سهم مركز سلطان سهم تشغيلي بامتياز، ومن أعرق الشركات في البورصة، وخسارة كبيرة أن يفقد السوق سهم تشغيلي، عكس شركات ورقية كثيرة.
لعقود طويلة كانت “أسهم مجموعة أجيليتي” تلقب بالمثلث الذهبي، وكانت لها صولات وجولات، وقادت السوق والمشهد لسنوات وسنوات.
هل ممكن سوق أبو ظبي؟
مستثمر مخضرم في البورصة قال لـ “الاقتصادية”: نتمنى أن يجد سهم مركز سلطان طريقاً للإدراج في بورصة أبو ظبي، في تكرار لنموذج “أجيليتي جلوبال بي إل سي”.
محطات:
- تأسس مركز سلطان في 29 سبتمبر 1980 على يد رجل الأعمال البارز والاستثنائي المغفور له جميل السلطان، ويبلغ عمر الشركة التأسيسي 45 عاماً.
- تم إدراج أسهم مركز سلطان في البورصة 9 أبريل 1997.
- تم شطب مركز سلطان من البورصة في 15 مايو 2025 … بعد 28عاماً تقريباً.