انتقاء للفرص وسط الموج الأحمر: البورصة تخسر 1.032 مليار دينار في 3 جلسات
حدة في التراجعات ونزول الأسعار يقابلها قفزات قياسية للمكاسب
تمسك المستثمرين بمراكزهم الاستثمارية رغم الهبوط يؤكد الثقة في البورصة
الشراء المؤسسي وتحركات المطلعين تطغى على بصمات المضاربين
كتب محمود محمد:
وسط موجة البيع واللون الأحمر الذي طغى على السوق وقاده إلى خسائر بقيمة 319.6 مليون دينار كويتي، لتفقد البورصة 1.032 مليار دينار من القيمة السوقية، بعد أن انخفضت من أعلى مستوى وصلت له في جلسة الأحد 14 ديسمبر عند مستوى 54.450 مليار دينار كويتي، إلى 53.418 مليار دينار في جلسة الأمس، مما يعني خسارة السوق لمتوسط يومي يبلغ 344 مليون دينار كويتي.
واقع السوق خلال الأسبوع الحالي يعكس اختفاء المضاربات وتصدر الشراء الاستثماري شديد الانتقائية، ودور ممثال للمطلعين في ترتيب أوراقهم ما بين عمليات شراء ونقل للمحافظ، ما يمكن الإشارة معه إلى أن الجانب المؤسسي في البورصة قوي ومتين ومستدام، مقابل هشاشة للمبادرات والقيادة المضاربية التي تنشط على رياح الزخم الإيجابي والقوي للبيانات والنتائج الاقتصادية والمالية ذات الأثر المشع والمتسع على أكثر من كيان وشركة.
لكن لا يمكن إغفال أن القاعدة المؤثرة حققت نتائج في 2025 تعتبر الأعلى والأفضل في 5 سنوات، وبعض المستثمرين تضاعفت محافظهم الاستثمارية 100%، وشريحة حققت 300%، وهذه الشرائح تحافظ على ما تحقق من مكاسب من منطقة الترقب، لاقتناص الفرص المشجعة والمحفزة على مستوى الأسعار المنخفضة، والتي تضمن هامش ربح جيد في وقت قصير وكذلك مخاطر منخفضة، خصوصاً مع الجولة المرتقبة للعام 2026.
يميز بورصة الكويت حدة النزول وحدة القفزات، ففي ظل التراجعات المتواصلة هناك بعض الأسهم منحت المساهمين خلال أيام قليلة أكثر من 30%، كما أن سهم العملية للطاقة كفرصة اكتتاب منحت بعض المساهمين الذين استغلوا الطلب المرتفع في بداية الإدراج بما يزيد عن 20%.
ووفقاً لمصادر استثمارية مراقبة، فالخصوصية التي يتميز بها السوق الكويتي في سرعة الارتداد والتفاعل مع العوامل والمعطيات الإيجابية تجعل المستثمرين أكثر تمسكاً بمراكزهم الاستثمارية مع التراجعات الكبيرة وحالات التصحيح التي يشهدها السوق.
هناك قناعة ونقطة تلاقي بأن الخارطة الاقتصادية للكويت ستشهد تغيرات جذرية مهما كانت هناك تحديات في الأفق، خصوصاً على الصعيد العالمي الذي يختلف جذرياً عن الاقتصاد الكويتي، وربما يكون الاقتصاد الكويتي هو المعجزة الحقيقية، مع صدور قانون الرهن والتمويل العقاري، ودخول مشروع ميناء مبارك حيز التنفيذ ببصمة صينية، ودوران العجلة بسرعة قياسية مدعومة بتحسن البيئة والتشريعات الجديدة التي تصدر وفقاً لمعايير تراعي متطلبات المستقبل.
وعلى صعيد مؤشرات البورصة فقد أغلقت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت تعاملات الأربعاء على تراجع جماعي؛ تزامناً مع إدراج شركة العملية للطاقة “ألف طاقة” في مؤشر السوق الأول.
انخفض مؤشرا السوق الأول والعام بنسبة 0.51% و0.60% على التوالي، كما تراجع مؤشر السوق الرئيسي 1.01%، وهبط “الرئيسي 50” بـ 0.19% عن مستوى الثلاثاء الماضي.
وسجلت البورصة تداولات بقيمة 80.56 مليون دينار، وزعت على 287.19 مليون سهم، بتنفيذ 18.79 ألف صفقة.
وأثر في الجلسة تراجع 8 قطاعات على رأسها الطاقة بواقع 4.26%، بينما ارتفع 5 قطاعات في مقدمتها التكنولوجيا بـ 0.72%.
شهدت التعاملات تراجع سعر 78 سهماً في مقدمتها “التمدين الاستثمارية” بـ 14.88%، بينما ارتفع سعر 38 سهماً في صدارتها “العربية العقارية” بواقع 10.95%، واستقر سعر 15 سهماً.
وتقدم سهم “ألف طاقة” نشاط التداولات بحجم بلغ 52.88 مليون سهم، وسيولة بقيمة 12.94 مليون دينار.




