البورصة … مرحلة انتقالية بين عامين تفرض هدوء طبيعي

الأسهم القيادية والممتازة مفتاح يومي يحدد اتجاهات السوق مقابل تراجع المضاربات
المناقصات المحلية والعقود الإقليمية للشركة تضمن استدامة الأرباح في 2026
القيمة الرأسمالية تستقر عند 53.731 مليار بمكاسب 23.72%
كتب محمود محمد:
……………………
يمر السوق في مرحلة انتقالية بين عامين تفرض هدوء طبيعي، وفي ذات الوقت تداولات عقلانية، يتفوق فيها التوزيع الذكي للسيولة على بعض الفرص مع خفوت أضواء المضاربات الحادة والعنيفة، لكن زخم النشاط التشغيلي والتحركات الهادفة من جانب مجالس الإدارات المسؤولة والطموحة تتواصل.
وبعد نشاط متباين في بداية جلسة أمس أغلقت تعاملات السوق على خسارة 108.3 ملايين دينار، لتعكس حالة الهدوء التدريجي التي يدخلها السوق مع نهاية العام بعد مارثون من الأداء القوي والقياسي خلال عدة أشهر حافلة من العام، كانت حافلة بالسيولة والمكاسب.
ورغم غلبة التراجعات على السوق أمس، بواقع نزول أسعار 68 شركة، كانت هناك 36 شركة أخرى حققت مكاسب وارتفاعات متباينة، مقابل استقرار 28 ورقة مالية أخرى.
وسط موجة الهدوء واصلت الشركات إفصاحاتها عن تلقيها عقود وطلبات تشغيلية على منتجاتها، ما يضمن استمرارية واستدامة الأرباح، وهو ما يعطي صورة إيجابية مستقبلية للأرباح التي سيتم المحافظة عليها، والملاحظ أن نسبها تصل حتى 8%.
وفقاً للتوقعات، السوق ينتقل تدريجياً محملاً بزخم إيجابي كبير على عدة جبهات، منها عقود تشغيلية ليست فقط من السوق المحلي بل على مستوى أسواق المنطقة، ما يؤكد الثقة في كفاءة وقدرات الشركات المحلية التي لديها أنشطة تشغيلية فعالة وليست أنشطة على الورق، في أن تحصد عقود وتنافس في أسواق خارجية.
وأكدت مصادر استثمارية مراقبة أن السوق يشهد عمليات تركيز على الأسهم القيادية والممتازة، حيث باتت تحدد اتجاه السوق بشكل كبير ولافت، وعلى هداها تتجه الأسهم المضاربية وشركات “البوب كورن”، التي تعتمد في طيرانها على رياح أسهم النمو والتوزيعات، والقياديات التي تحظى بثقة الأغلبية المؤسسية والأجانب وكبار المستثمرين.
وبالرغم من حجم المكاسب الإيجابية والارتفاعات التي حققتها أسهم كثيرة، إلا أنه وفقاً لوجهة نظر مراقبين لا تزال هناك في السوق العديد من الفرص، وفقاً لمؤشرات الربحية والعائد ومستويات السعر إلى الربحية، والعوائد النقدية التي يمكن أن يحققها المستثمر في مهل زمنية ضيقة ومحدودة، قياساً إلى عائد الفائدة لعام، حيث تميل الكفة لصالح الاستثمار في الأسهم، خصوصاً وأن بعض الفرص تمنح عوائد تصل إلى 10 أضعاف الفائدة.
في سياق متصل أعربت مصادر استثمارية عن ارتياحها لوتيرة أداء البورصة منذ مطلع الأسبوع الحالي، والذي يشهد ارتفاعات ومكاسب هادئة جداً ومنطقية، وكذلك محافظة السوق على مستويات سيولة معقولة جداً، ما يعكس ثبات الرغبة حتى وإن هدأت بعض المجاميع، إلا أن بعض التوقفات تأتي في سياق رؤية واستراتيجية خاصة لكل طرف من الأطراف المؤثرة في سيولة السوق ومجريات التداول، إذ أن التباينات والاختلافات هي التي تولد الفرص.
وفي ملاحظة مستدامة تحمل الكثير من الدلالات، جاء تواصل عمليات شراء المطلعين، خصوصاً من جانب كبار الملاك المؤسسين، حيث يكاد يكون بشكل أسبوعي، وخصوصاً الأسماء الموثوقة والمليئة التي توجه سيولتها الفائضة لآجال طويلة ولأهداف استثمارية وكمبادرات تعزيزية، وليس على طريقة اشتري اليوم سهمين، وغداً بيع عشرة أسهم.
جزء من الثقة التي باتت تحصل عليها الأسهم هي قوائم كبار الملاك وممارساتهم التاريخية، حيث أن تمسك بعض الكيانات وكبار الملاك بتلك المراكز الاستثمارية، حتى مع الارتفاعات القياسية للسعر السوقي، يعلي الثقة في تلك المجاميع، على عكس سلوك الملكيات المؤقتة قصيرة الأجل التي تتبدل بشأنها النظرة الاستثمارية بشكل سريع وفقاً لمقاييس الربح والخسارة وليس للنظرة التطويرية الاستراتيجية نحو الكيان وتحويله لنموذج ربحي ناجح.
النتائج المالية المرتقبة عن العام الحالي 2025 سيكون لها تأثير كبير على اتجاهات الكثير من الأسهم، وفي المقابل ستستفيد أسهم كثيرة بالسيولة التي ستهرب من الشركات المنتفخة سعرياً من دون أداء مالي حقيقي، حيث أن مخاطرها مرتفعة وليس هناك ما يشفع أو يبرر لها تلك المستويات.
وعلى صعيد مؤشرات السوق فقد أغلقت القيمة السوقية عند مستوى 53.731 مليار دينار، بخسارة 108.3 مليون، وتراجعت قيمة التداول 12.1%، وكمية الأسهم المتداولة 1.9%، والصفقات 12.6%.
وكانت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت قد تباينت عند إغلاق تعاملات الأربعاء، وسط تراجع لـ 7 قطاعات.
تراجع مؤشر السوق الأول بنسبة 0.25%، وانخفض “العام” بـ 0.20%، فيما صعد “الرئيسي 50” بنحو 0.13%، واستقر “الرئيسي”، عند مستوى الثلاثاء.
سجلت البورصة الكويت تداولات في تلك الأثناء بقيمة 56.43 مليون دينار، وزعت على 198.53 مليون سهم، بتنفيذ 14.59 ألف صفقة.
وشهدت الجلسة ارتفاعاً بـ 5 قطاعات على رأسها الرعاية الصحية بـ 2.22%، بينما تراجعت 7 قطاعات أخرى في مقدمتها السلع الاستهلاكية بـ 1.64% واستقر قطاع منافع.
ومن بين 36 سهماً مرتفعاً تصدر سهم “ثريا” القائمة الخضراء بـ 6.63%، بينما جاء “أعيان” على رأس تراجعات الأسهم البالغ عددها 67 سهماً بنحو 7.53%، واستقر سعر 14 سهماً.
وجاء سهم “أعيان” على رأس نشاط التداولات بحجم بلغ 28.86 مليون سهم، وسيولة بقيمة 6.63 مليون دينار.




