قصة الأحدمنوعات

“الحصني” يعوي … و”الماعز” تهرول!!

 

عندما يعوي الحصني بصوته المعرف في فضاء الصحراء تهرول الماعز، وتتطاول الرقاب، وتحدق الأنظار وتتلفت، ويستنفر رادار الأذن ليتعرف على مصدر الصوت وموقع الحصني!

“الحصني” هو أحد أنواع الثعالب الماكرة المخادعة، والحصاني المنتشرة بيننا، المتشبهة بطباع أسوأ وأخبث أنواع الثعالب، بعضها بغترة وعقال أو لبس السبورت،  وهؤلاء يظهرون لنا في مناسبات كثيرة، حيث يدّعون النزاهة ويسبحون مع الموجة.

لكن يبدوا أن الحصني تيقن أن أيامه معدودة بسبب كثرة “الخرابيط”، فبدأ يهذي يمينا ويساراً، ويطلق الصغار والأذناب تهرول وتهرتل وتعوي مثله، بعد أن تعلمت منه صفات “العوي”، لعل من يسمع هذا الصوت التقليد يرتعب ويخاف، ويخشى في الحق لومة لائم.

الحصني لم يكتفِ طيلة سنوات من العبث واللعب على جميع “الأحبال”، حتى انتفخت أوداجه فأصبح يخفيها بالحلية التي لا تناسبه، خصوصاً وأن توجهاته معروفة وصفاته معلومة، والجميع يعلم أنه واسع ” الذمة” و”البطن”، من النوع الذي لا يشبع ولا يقنع.

في قادم الأيام هناك موجة تنظيف شاملة لكل أنواع “الحصاني”، الظاهرة والمختبئة، المتمرسة والوليدة، فالزمان ليس زمان الحصاني، إنه زمن الأمناء وأصحاب الخبرات، الشرفاء يداً وضميراً وذمة تراعي الله في كل خطواتها وقراراتها.

عبثاً يعمل “الحصني” وهو يحاول أن يحسن صورته الرديئة، لعله يستمر في عبثه وغيه وضلاله الذي فاض وزاد، بعد أن ارتكب أبشع جريمة مالية في التاريخ، ربما لا ينافسه فيها سوى عملية الاحتيال الأشهر في التاريخ وصاحبها العراب “مادوف”، فهو يأتي في المرتبة الثانية لحجم الجريمة المالية والعبث الذي تم، ولا يزال يصدر وهماً بأنه إنجاز نووي أو فضائي.

قيل “أن القناعه كنز لا يفنى”، فمتى تقتنع أيها الحصني؟ الجميع يرى ويُقر بحجم جرائمك العبثية، و”الشيلة” ثقيلة جداً، فأنت من صنعتها وضخمتها ونفخت فيها حتى أصبحت كما “البالون” الذي انتفخ وبات على حافة الانفجار.

لم تراعِ فيما استؤمنت عليه إلّا ولا ذمة، ولم تنشغل إلا بتأمين نفسك حاضراً ومستقبلاً، وأنت تعلم أنه عندما ينفجر هذا “البالون” سيكون انفجار غازي سيشعل كل من حوله، فيما أنت ستنجوا وحدك، وستترك آلاف الضحايا حولك يعانون لسنوات، هم وكل من يستنشق “الغاز” الرديئ الذي تكون داخل بلون محكم.

عمولات، مكافآت، أسهم “خيار”، عضويات، تلاعبات، تحريك دمى، تجنيد “فداوية”، نفي قيادات في أفرع تابعة وزميلة، تخلص من كفاءات، خلط ذمم، إشعال معارك وتأجير من يخوضها عنك، حيل ومناورات، ضرب رؤسائك وتشويهم، ثم تبتسم لهم ابتسامتك الصفراء في الاجتماعات، لكنك مكشوف وقريباً ستكون منبوذ.

لا تجزع! فالتغيير سنة الحياة وطبيعة الكون، فكم قيادي سبقك، وكم مدير عملت تحت مظلته، وكم رئيس نافسك وتنافست معه، ماذا تريد بعد؟! اترك السفينة متماسكة لأهلها وملاكها لعلهم ينجحون في إصلاح ما دمرته وما ورطتهم فيه، فالأمل موجود شرط أن تتقي الله وترحل إلى حال سبيلك… فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الرحمين بالملاك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى