السعودية الخضراء: تقليص استهلاك الديزل 58% وغازات التبريد 64%
قطاع التأمين يسجّل تقدمًا في الاستدامة والتوطين والابتكار وتبني الحلول الصحية الرقمية

-
طل ناظر: “مهمتنا بناء مستقبل صحي ومستدام للجميع”
-
تعويض 110 أطنان من CO₂e وإلغاء 150,000 عبوة بلاستيكية
-
تقديم الرعاية الصحية لأكثر من 2400 يتيم في 13 مدينة
في عام تتسارع فيه الجهود لتحقيق رؤية السعودية 2030، لم تعد الاستدامة مجرّد شعار في الخطط الوطنية، بل تحوّلت إلى التزام فعلي تمارسه المؤسسات ضمن أعمالها اليومية. يتضح هذا التحوّل من خلال تقارير الشركات السعودية التي تكشف موازنة دقيقة بين الربحية والمسؤولية الاجتماعية، ومن أبرزها تقرير بوبا العربية للتأمين التعاوني لعام 2024 الذي يوثق عامًا من العمل المؤسسي المتكامل في ميادين الرعاية الصحية والبيئة وتمكين المرأة.
الصحة كمفهوم مجتمعي
يشير التقرير إلى أن الرعاية الصحية لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات الطبية للأعضاء فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى مبادرات مجتمعية تُسهم في تحسين جودة الحياة للفئات الأكثر حاجة. فقد قدمت بوبا العربية الرعاية الصحية لأكثر من 2400 يتيم في 13 مدينة سعودية، وعالجت قرابة9500 حالة طبية ضمن هذا البرنامج منذ أكثر من عقد، لضمان دعم طبي عالي الجودة للأطفال المحتاجين.
إلى جانب الرعاية المباشرة، اكتسبت فعاليات الصحة العامة بعدًا اجتماعيًا مميزًا، خصوصًا من خلال ماراثون بوبا الذي جمع الآلاف في فعالية رياضية تجاوزت هدفها الترفيهي إلى نشر ثقافة الحركة والوقاية. الماراثون شمل فحوصات صحية واستشارات تغذوية ومبادرات توعوية تخاطب الأسرة، لترسيخ مفهوم الصحة المستدامة كأسلوب حياة.
الاستثمار في الإنسان
يضع التقرير محور تمكين الإنسان في قلب الاستدامة المؤسسية، فخلال عام 2024، سجلت الشركة نسبة 42% من النساء في القوى العاملة و44% من الترقيات ذهبت إليهن، في خطوة تعكس تحولًا تدريجيًا في قطاع التأمين نحو تمثيل متوازن للكوادر الوطنية. كما وصلت نسبة التوطين إلى 85%، وهي من الأعلى في القطاع الخاص، مع تخصيص150 ألف ساعة تدريبية لتعزيز المهارات ودعم الكفاءات الشابة.
ضمن هذا البرنامج، أطلقت بوبا العربية مبادرات شراكة مع مؤسسات أكاديمية عالمية مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة كولومبيا، في إطار تطوير مهارات القيادة والابتكار. وبلغ معدل مشاركة الموظفين 89% للعام ذاته، متجاوزًا المتوسطات العالمية، فيما سجلت بيئة العمل صفر إصابات للعام الرابع على التوالي، ما يعكس التزام الشركة بالسلامة والرفاه التنظيمي.
طل ناظر: الاستدامة التزام لا ينتهي
في تصريحات لـ”طل ناظر”، الرئيس التنفيذي لـ”بوبا العربية”، أكد أن تحقيق الاستدامة بات جزءًا من هوية الشركة ومسؤوليتها تجاه المملكة. وقال: “رحلتنا نحو الاستدامة تتجاوز نطاق العمل التجاري لتشمل الناس والمجتمع والبيئة. نفخر بدعم الأيتام وتمكين المرأة وتعزيز الابتكار الصحي، وهي جهود تمثل إسهامنا في مستقبل أكثر صحة واستدامة للمملكة.”
التحول البيئي ومبادرات المناخ
على الصعيد البيئي، قدّم التقرير بيانات لافتة عن انخفاض استهلاك الديزل بنسبة 58% وغازات التبريد بنسبة 64%، في انسجام مع مستهدفات “السعودية الخضراء”. كما تعاونت الشركة مع مبادرة “نباتِك” (NABATIK) لزراعة أشجار قادرة على تعويض ما يعادل 110 أطنان من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، إضافة إلى التخلص من 150 ألف عبوة بلاستيكية أحادية الاستخدام، ما عزز من كفاءة استخدام الموارد وتقليل النفايات.
هذه النتائج لا تمثل فقط أرقامًا بيئية، بل تعبّر عن تحوّل في الفكر المؤسسي نحو إدارة واعية للأثر البيئي، حيث تضع الشركات أهداف الكفاءة والاستدامة ضمن خططها التشغيلية، وليس كمشاريع جانبية.
الرعاية المتكاملة والابتكار الصحي
في ميدان الابتكار، برزت مبادرة بوبا للرعاية المتكاملة، التي أعادت تعريف تجربة الرعاية الصحية من خلال الدمج بين العيادات الرقمية، ومتابعة الأمراض المزمنة، والرعاية المنزلية ضمن منظومة واحدة. أكثر من مليون مستفيد حصلوا العام الماضي على خدماتها، ما أدى إلى تقليل الزيارات غير الضرورية للمستشفيات وتوسيع نطاق الرعاية الوقائية اعتمادًا على التقنية الصحية.
تقدير دولي ونظرة طويلة الأمد
الإنجازات التي رصدها التقرير لم تمر دون تقدير، إذ حصدت بوبا العربية جائزة “أفضل جهة عمل للعام” من CIPD MENA وجائزة “أفضل علامة تجارية للتأمين” من Insuretek 2024، لتؤكد مكانتها كواحدة من أكثر الشركات التزامًا في دمج مبادئ الاستدامة بالممارسة اليومية.
نحو مستقبل مستدام
يختتم طل ناظر التقرير، بالتأكيد على أن الاستدامة ليست هدفًا ينتهي بتحقيقه، بل مسارًا مستمرًا من التعلّم والتطوير، قائلًا: “ما تحقق خلال العام هو محطة في رحلة طويلة. نهدف إلى بناء نظام رعاية صحية شامل ومسؤول بيئيًا، يدعم الإنسان ويصون البيئة في آن واحد، انسجامًا مع تطلعات وطن يضع جودة الحياة في مقدمة أولوياته.”
ويقدم تقرير بوبا العربية نموذجًا لما يجب أن يبدو عليه القطاع الخاص السعودي حين يتبنّى مفهوم الاستدامة الشاملة من تمكين الأفراد، حماية الكوكب، وتعزيز الشراكة مع المجتمع كأعمدة متكاملة لرؤيةٍ تسير بثبات نحو مستقبل أكثر صحة وازدهارًا.




