منوعات

المواجهة بين الرئيس المحتال والمتمرد

قصة يكتبها عادل العادل:

في عالم المال والأعمال طريقان لا ثالث لهما، إما أن تكون ذو أخلاق ومسؤول وملتزم، أو تكون محتال. وثمة محتالين يعتقدون أنفسهم أذكياء، فيغرفون مما ليس لهم، لكن حسب التعليمات والقوانين التي تطبق لصالحهم فقط.
مكافآت بلا حساب، أسهم خيار الموظفين بلا سقف، التغول على حقوق الغير بلا رادع، فيلتهمون أغلبية الأسهم ويمنحون الصغار الفتات.
أثر هذا النهم والجشع اتضح على “موظف” صغير، بدأ مشواره في جهة رقابية ثم وجد ضالته في فرصة لعب فيها دور الوسيط، بأن استمال قرار خال زوجته بالموافقة على بيع حصة في كيان مالي، ومن وقتها ركب عربة القطاع، وانطلق على السكة وقام يأكل الأخضر واليابس.

ولأنه شخص متسلط سادي، ديكتاتوري، إداري منفذ كالآلة التي تتلقى الأوامر، يفضل أن يكون من يعمل معه آلة شبيهة له.
لا تفكر، لا تقرر، لا تبدع، لا تجتهد، أنت منفذ أوامر فقط، مهما كنت مبدع أو عبقري زمانك أو ملتزم بالتعليمات والقوانين وأخلاقيات المهنة وتعلي النزاهة في العمل، فكل ذلك لا يهمنا، المهم أن تنفذ الأوامر.
ربما هذه المدرسة الملتزمة لم تعد هي المفضلة حالياً، بل حلت محلها مدارس عديدة في فنون ” الجمبزة”، ولعل الدائرة المحيطة به حالياً وما تنفذه من قرارات ضارة اقتصادياً بالكيانات الخاضعة لنفوذه، هي أكبر شاهدٍ على منهجه المقرر في مدرسة التبديد والتخريب وإعلاء مصلحة المعاذيب أولاً، ومن بعدهم باقي الطابور من المساهمين، الذين ينظرون إليهم بأنه لا حقوق لهم، بل عليهم أن يتحمدوا ربهم ليل نهار على ما يحصلون عليه من فتات التوزيعات السنوية من العام للعام، فيما هو وحاشيته يغرفون شهرياً ويكيلون المكافآت والمميزات.
أنتم أيها الأقليات لكم فُليسات معدودة محدودة في نهاية العام، نوصي بها ونحددها لكم كيفما نرى، وليس لكم إلا أن توافقوا، ومن يعترض سنهزمه بالتصويت المتكرر الذي سنبقى متمسكين فيه لأنه الضمانة الوحيدة لبقائنا هنا ولعدم دخول شركاء جدد معنا “يناشبونا” في القرارات ويزعجون مضاجعنا بالمناقشات.
الرئيس المتمرد فطن في منتصف الطريق إلى حيل الثعلب الماكر الذي أراد أن يلبسه “قحفية” ويمرر على ظهره سرقة القرن التي لن يتطهرون منها حتى لو مر عليها قرن من الزمان… كونها “لقمة” ضخمة يصعب هضمها سريعاً.

الرئيس المتمرد فضل الخروج من الباب الكبير مرفوع الرأس، وكانت حساباته صحيحة فعلياً، حيث تم تكريمه بأرفع المناصب، فيما الرئيس المحتال يترقب مصيره في أي وقت، والذي لن يخرج عن العزل أو المحاكمة بعد أن بدأت تتكشف نتائج أفعاله وأعماله التدليسية وأرقامه الخزعبلية، التي سوقها باطلاً في قوالب معلبة وممهورة بأختام كيانات استشارية محلية وإقليمية وعالمية، تم شراؤها للقيام بحملة ترويجية تستهدف أكبر عملية “غسل” عقول لتمرير الصفقة التي لم يحقق من وعوده عنها شيئاً، وبدأ شراع سفنته الضعيفة الخاوية يترنح من أقل رياح تهب عليه. ولأن ما بني على باطل فهو باطل، وما بني على شفا جرف هار سينهار، فهو يتمسك ويتشبث بالكرسي خشية أن تنكشف أسراره.
المواجهة المقبلة المنتظرة قد تكشف الكثير، وقد تكون نقطة تحول مفصلية.
هناك إصرار على كشف المستور وما تم من ممارسات في “المطبخ” الصغير لاستخلاص العبر والدروس ولتنظيف الكيان الذي يمثل رمزية مهمة.

الرئيس المتمرد الثقة رفض كل الإغراءات المادية لإيمانه ويقينه بأن سمعة الإنسان هي القيمة التي لا تضاهيها قيمة، لكن المحتال لا يفهم القاعدة التي تقول اعمل من أجل سمعتك لأنها هي الباقية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى