هل تستطيع البنوك الكويتية مواكبة الثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي وشركات التكنولوجيا المالية؟

• DBS، أكبر بنك في سنغافورة، يتوقع تقليص حوالي 4000 وظيفة مع تولي الذكاء الاصطناعي (AI) المزيد من العمل، وإنشاء حوالي 1000 وظيفة جديدة مرتبطة به.
• الرئيس التنفيذي لبنك DBS، يتوقع أن يتجاوز التأثير الاقتصادي المقاس لهذه النماذج 1 مليار دولار سنغافوري في 2025.
• DBS أحدً أوائل البنوك الكبرى التي تقدم تفاصيل حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على عملياتها.
• البنوك العالمية في طريقها لتخفيض ما يصل إلى 200,000 وظيفة مع تزايد اعتمادها على الذكاء الاصطناعي في المهام التي يقوم بها البشر حاليًا.
• تستخدم بنوك مثل جي بي مورغان (JPMorgan Chase) وسيتي بنك خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك العملاء والكشف عن الأنشطة المشبوهة في الوقت الفعلي.
• حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة تعزز الكفاءة التشغيلية والابتكار ليس فقط بالاستثمار في التكنولوجيا، ولكن إعادة تشكيل ثقافتها التنظيمية بالكامل.
• يجب تحديد مسارات جديدة للتطوير المهني وتدريب الموظفين تتماشى مع التغيرات التكنولوجية وتساعد في سد الفجوات المعرفية.
• مستقبل الخدمات المصرفية لن يعتمد فقط على المنافسة، بل على الشراكات الفعالة والتعاون المثمر.
• أظهرت البنوك الكويتية اهتمامًا متزايدًا بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز خدماتها وتحسين كفاءتها التشغيلية.
• مع دمج الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام المصرفية، يجب تكييف طرق تقييم الموظفين لتعكس التحولات الرقمية الجديدة وتعزز الإنتاجية والابتكار.
• يجب على البنوك تصميم برامج تحفيزية جديدة تشجع على الابتكار في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بدلاً من قياس الأداء بالطريقة التقليدية.
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت أكبر بنوك سنغافورة، DBS، عن خططها لتقليص حوالي 4000 وظيفة على مدار السنوات الثلاث القادمة، حيث يتولى الذكاء الاصطناعي (AI) مهاماً تقليدية كانت تُنفذ بواسطة البشر. هذا التحول الكبير يبرز القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي، ويعد تنبيهاً مهماً لبنوك الكويت للاستعداد للمستقبل. وقد صرّح بيش غوبتا، الرئيس التنفيذي للبنك، العام الماضي بأن مصرفه يعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي منذ أكثر من عقد، مما يعني ويعكس التزامًا طويل الأمد بهذه التقنية وريادة البنك في هذا المجال لفترة طويلة. وقال: “نقوم اليوم بنشر أكثر من 800 نموذج للذكاء الاصطناعي عبر 350 حالة استخدام.” فمن من المحتمل أن تُستخدم هذه النماذج في مجالات متعددة مثل خدمة العملاء، والكشف عن الاحتيال، وتقييم المخاطر الائتمانية، وتحسين العمليات التشغيلية. فيجب أن تأخذ بنوك الكويت هذا التطور على محمل الجد وتتبنى الذكاء الاصطناعي بشكل استباقي للحفاظ على تنافسيتها في الساحة المالية العالمية. إليك بعض المجالات الرئيسية التي يمكن أن يحدث فيها الذكاء الاصطناعي تحولاً ونمواً ومن أبرز المجالات التي قد تستفيد من هذه النماذج:
خدمة العملاء: استخدام روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي للرد على استفسارات العملاء. تعتمد العديد من البنوك على روبوتات الدردشة (Chatbots) والمساعدين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي، مثل “Erica” في بنك أوف أمريكا، و”EVA”في بنك HDFC الهندي. توفر هذه الأدوات استجابة سريعة لاستفسارات العملاء، مما يقلل الحاجة إلى الاتصال بمراكز الخدمة التقليدية من خلال أتمتة المهام الروتينية ويمكن البنوك تخصيص مواردها بشكل أكثر فعالية والتركيز على المبادرات الاستراتيجية.
إدارة المخاطر: الكشف عن العمليات الاحتيالية وتقييم مخاطر الائتمان. تستخدم بنوك مثل جي بي مورغان (JPMorgan Chase) وسيتي بنك خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك العملاء والكشف عن الأنشطة المشبوهة في الوقت الفعلي. تعمل هذه النماذج على التعرف على المعاملات غير العادية وتنبيه الفرق المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
الخدمات المصرفية الشخصية: تقديم توصيات مخصصة بناءً على سلوك العملاء. خصوصا فيما يخص الائتمان والقروض. حيث تعتمد بنوك مثل Wells Fargo وHSBC على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المالية للعملاء وتقديم قرارات أكثر دقة بشأن الموافقة على القروض لان بإمكان هذه الأنظمة تحسين دقة تقييم الجدارة الائتمانية وتقليل مخاطر التخلف عن السداد.
تحسين العمليات التشغيلية: أتمتة المهام اليدوية لزيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء. خصوصا في الاستثمار وإدارة الأصول. حيث تقدم بعض المؤسسات مثل Goldman Sachs وMorgan Stanley مستشارين روبوتيين (Robo-Advisors) يستخدمون الذكاء الاصطناعي لمساعدة العملاء على اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على تحليلات دقيقة للأسواق.
تحديات تبنّي الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي
تطورت تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة من مفهوم مستقبلي إلى أداة عملية تعيد تشكيل الصناعات في جميع أنحاء العالم. في القطاع المصرفي، يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة من خلال تحسين الكفاءة، وتقليل التكاليف، وتحسين تجربة العملاء. ففي ضوء استثمار البنوك مليارات الدولارات في أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي للكشف عن الاحتيال وإدارة المخاطر، في الوقت الذي ما زالت فيه بعض المخاوف المتعلقة بظهور نقاط ضعف جديدة قد تنشأ عن استخدام الذكاء الاصطناعي وما لذلك من تأثيرات سلبية على النظام المصرفي. فقرار DBS بتقليص وظائفه يسلط الضوء على التأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي على الأدوار المصرفية التقليدية، وخاصة تلك التي تنطوي على مهام متكررة ومعالجة البيانات. فعلى الرغم من الفوائد الكبيرة، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه البنوك في تبني الذكاء الاصطناعي. إذ يبقى الإشراف البشري أمراً بالغ الأهمية، فالتكنولوجيا تقدم لنا التوصيات، إلا أن اتخاذ القرارات يجب أن يبقى أولاً وأخيراً في أيدي البشر. فلا يمكن أن نسمح للذكاء الاصطناعي بصنع القرار بمفرده. فمن الضروري أن يكون هناك إنسان يقود عجلة القيادة لمراقبة العمليات، ومراجعة النتائج، والتدخل عند الضرورة، تبنّي الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي يحمل العديد من الفوائد، لكنه يواجه أيضاً مجموعة من التحديات، أبرزها:
1-الامتثال واللوائح التنظيمية
• يجب على المصارف الامتثال لمتطلبات الجهات التنظيمية، والتي قد لا تكون متوافقة تمامًا مع تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
• بعض اللوائح تفرض قيودًا على استخدام البيانات وتحليلها، مما قد يحدّ من إمكانيات الذكاء الاصطناعي.
2-أمن البيانات والخصوصية
• البنوك تتعامل مع بيانات حساسة للعملاء، مما يجعلها عرضة للهجمات السيبرانية.
• للبنوك التي ترغب في التوسع الجغرافي (NBK & KFH) الحاجة إلى حماية البيانات وضمان الامتثال لقوانين مثل GDPR وCCPA قد يحدّ من استخدام الذكاء الاصطناعي.
3-التكلفة العالية للتنفيذ
• يتطلب تطوير وتكامل أنظمة الذكاء الاصطناعي استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتقنيات الحديثة.
• تكاليف التدريب وتوظيف خبراء الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون مرتفعة.
4-نقص المهارات والخبرات
• هناك حاجة لمتخصصين في البيانات والتعلم الآلي لتطوير وإدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي.
• قلة المواهب المؤهلة تجعل من الصعب على البنوك تبنّي التكنولوجيا بسلاسة.
5-المخاوف من التحيّز والشفافية
• قد تتأثر نماذج الذكاء الاصطناعي بالتحيّز في البيانات، مما قد يؤدي إلى قرارات غير عادلة أو تمييزية.
• بعض نماذج الذكاء الاصطناعي تُعرف بأنها “صندوق أسود”، مما يجعل من الصعب تفسير قراراتها للعملاء والجهات التنظيمية.
6-اندماج الذكاء الاصطناعي مع الأنظمة القديمة
• تعتمد العديد من البنوك على أنظمة تقنية قديمة لا تتوافق بسهولة مع حلول الذكاء الاصطناعي.
• دمج التقنيات الحديثة مع الأنظمة القديمة قد يكون معقدًا ومكلفًا.
7-ثقة العملاء وقبولهم
• بعض العملاء قد يترددون في التعامل مع أنظمة ذكاء اصطناعي في الخدمات المصرفية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات مالية مهمة.
• تعزيز الثقة في التكنولوجيا الجديدة يحتاج إلى توعية العملاء وضمان الشفافية في كيفية استخدامها.
8-الاستجابة السريعة للتطورات التكنولوجية
• التكنولوجيا تتطور بسرعة، مما يجبر البنوك على التكيف المستمر مع الابتكارات الجديدة للحفاظ على التنافسية.
• الحاجة إلى تحديث مستمر للأنظمة والخوارزميات لضمان الكفاءة والموثوقية.
تبنّي الذكاء الاصطناعي في البنوك العربية
بينما تتقدم البنوك العالمية بشكل متسارع، بدأت البنوك العربية أيضًا في تبني هذه التقنيات لمواكبة التطورات وتحسين خدماتها الرقمية مثل:
1-بنك الإمارات دبي الوطني
• يعد من أوائل البنوك في المنطقة التي استثمرت في الذكاء الاصطناعي، حيث يستخدم تقنيات تحليل البيانات الضخمة لتحسين الخدمات المصرفية الرقمية. ويعتمد على “Eva”، مساعد رقمي متطور لخدمة العملاء.
2-البنك الأهلي السعودي
• يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييم طلبات القروض والتمويل بسرعة ودقة أكبر، مما يقلل وقت الموافقة ويزيد الكفاءة التشغيلية.
3-بنك مصر والبنك الأهلي المصري
• بدأ كلا البنكين في استخدام أنظمة تحليل البيانات الضخمة لتحليل سلوك العملاء وتقديم عروض مصرفية مخصصة لكل عميل.
التداعيات لبنوك الكويت
تُظهر البنوك الكويتية اهتمامًا متزايدًا بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز خدماتها وتحسين كفاءتها التشغيلية. فيما يلي نظرة على جهود ومستوى تبني الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي الكويتي:
1-مبادرات البنوك الكويتية في الذكاء الاصطناعي
• بيت التمويل الكويتي (بيتك): يُعتبر “بيتك” أول بنك في الكويت يطبق الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية، حيث أبرم شراكة مع شركة “إرنست آند يونغ” منذ 2018 للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين كفاءة الأعمال وزيادة سرعة الأداء مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة. وهذا الأمر يؤكد ريادته في مواكبة وتبني آخر التطورات التكنولوجية في الصناعة المصرفية وابتكار خدمات وأنظمة تشكل قيمة مضافة على تجربة العميل المصرفية وزيادة الإنتاجية وخفض المصاريف التشغيلية، وزيادة معدلات رضا العميل وتعزيز مكانة «بيتك» المؤسسة المالية الإسلامية الرائدة عالميا.
• بنك الكويت الوطني (NBK): أكدت شيخة البحر، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، أن الذكاء الاصطناعي يُعتبر من عوامل التمكين الهامة لدعم نمو وتطور البنوك. وأشارت إلى أهمية الشفافية والمساءلة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، مؤكدة على ضرورة استناد الرؤى المستمدة من هذه التقنيات إلى بيانات موثوقة يمكن التحقق منها. وقد قام بنك الكويت الوطني بأتمتة أكثر من 100 عملية باستخدام أتمتة العمليات الروبوتية (RPA)، وبنتائج مبهرة، حيث لم يقتصر دور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على تعزيز كفاءة العمليات المصرفية فحسب، بل أعلد تعريفها، مما أتاح للبنك أن يكون أكثر استجابة وديناميكية. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحدث ثورة في إدارة المخاطر من خلال التعلم المستمر من النقاط التي تُظهرها البيانات الجديدة وتعديل ملفات تعريف المخاطر في الوقت الفعلي، معتبرة أن هذا هو المجال الذي سيكون فيه التأثير الأكبر للذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية، حيث يمكن تحسين المهام القائمة على القواعد والبيانات لتحقيق دقة وسرعة أكبر.
2-دور بنك الكويت المركزي
• ولإدراك أهمية التقنيات الرقمية ودورها الفعال في الخدمات المصرفية، نشيد بالدور الحيوي الذي لعبه البنك المركزي والجهات الرقابية لحماية النظام المالي مع مواصلة دعم الابتكار. حيث أصدر بنك الكويت المركزي في مارس 2024 الإصدار السادس بعنوان “الذكاء الاصطناعي بين المزايا والتحديات”، والذي يستعرض استخدامات الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية والمالية، مع عرض أمثلة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة من قبل عدد من البنوك العالمية، بالإضافة إلى التحديات والمخاطر المرتبطة بتبني هذه التقنيات وإطلاق بيئة رقابية تجريبية، أو ما يعرف بـ(Sandbox) للمساعدة في اختبار الحلول الرقمية الجديدة.
التغلب على هذه التحديات والاستعداد للمستقبل
تخصيص الموارد للحصول على وتنفيذ حلول ذكاء اصطناعي متقدمة يمكن أن تعزز الكفاءة التشغيلية والابتكار، ولكن يجب ألا يكون التركيز فقط بالاستثمار في التكنولوجيا، ولكن إلى إعادة تشكيل ثقافتها التنظيمية (Organizational Culture) بالكامل. فيجب تشجيع ثقافة تقبل التطورات التكنولوجية والتعلم المستمر وتعزيز ثقافة الابتكار لتشمل جميع أوجه المؤسسة. بحيث لا يقتصر ذلك على تبني التقنيات الرقمية فحسب، بل يمتد إلى مواءمة كافة عمليات اتخاذ القرار مع العقلية الرقمية والذكاء الاصطناعي، بدءاً من تعيين الموظفين الجدد وصولاً إلى التخطيط الاستراتيجي على المستوى التنفيذي. هذا سيمكن البنوك من البقاء في طليعة التقدم التكنولوجي والتكيف مع الديناميكيات المتغيرة للسوق. فيجب على بنوك الكويت الاستثمار والاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي والتركيز على المحاور الرئيسية الثلاثة التالية وتتعلق في البنية التحتية والتكنولوجيا والمواهب اللازمة:
1- . الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية
🔹 الحوسبة السحابية:
• التحول نحو الحوسبة السحابية يتيح للبنوك تخزين البيانات وتحليلها بكفاءة أكبر.
• يساعد في تسريع عمليات الذكاء الاصطناعي وتقليل التكاليف التشغيلية.
🔹 تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analytics):
• تحتاج أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى كميات هائلة من البيانات لتحليل الأنماط والتنبؤ بالسلوكيات.
• الاستثمار في مراكز بيانات متقدمة يُحسّن دقة التنبؤات واتخاذ القرارات.
🔹 أمن المعلومات والسيبراني:
• مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي، يصبح الأمن السيبراني أولوية قصوى لحماية بيانات العملاء من الاختراقات.
• تقنيات مثل التشفير المتقدم، والتعلم الآلي للكشف عن الاحتيال، واستخدام البلوكتشين تُسهم في تأمين البيانات المصرفية.
2- الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار
🔹 تطوير روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين
• يمكن للبنوك تقديم خدمات دعم عملاء سريعة وفعالة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
• أمثلة على ذلك: “إيفا” في بنك الإمارات دبي الوطني و”إيريكا” في بنك أوف أمريكا.
🔹 أتمتة العمليات المصرفية (RPA – Robotic Process Automation)
• تقليل الأخطاء البشرية وتسريع العمليات من خلال الروبوتات البرمجية.
• يمكن استخدامها في معالجة القروض، وتحديث بيانات العملاء، وإدارة العمليات المحاسبية.
🔹 تحسين التوصيات المالية الشخصية
• تحليل سلوك العملاء لتقديم توصيات مالية ذكية، مثل تحديد أفضل فرص الادخار والاستثمار.
• الذكاء الاصطناعي يُمكنه تخصيص عروض التمويل وبطاقات الائتمان بناءً على أنماط الإنفاق.
🔹 تقنيات التعرف على الهوية البيومترية
• استخدام بصمة الوجه والصوت وبصمات الأصابع لزيادة أمان المعاملات المصرفية الرقمية.
• بعض البنوك العالمية بدأت في السحب من أجهزة الصراف الآلي دون بطاقة عبر مسح الوجه.
3- الاستثمار في المواهب والمهارات البشرية
🔹 تدريب الموظفين على الذكاء الاصطناعي:
• يجب أن تستثمر البنوك في تدريب الموظفين الحاليين على مهارات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ودعم الموظفين بتوفير برامج تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية. من الضرورة القصوي بناء قوة عاملة ماهرة قادرة على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي. يشمل ذلك توظيف خبراء البيانات والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي وتدريب الموظفين الحاليين على تطبيقات الذكاء الاصطناعي. يمكن عقد شراكات مع الجامعات وشركات التكنولوجيا لتطوير مهارات جديدة. كما يجب تحديد مسارات جديدة للتطوير المهني تتماشى مع التغيرات التكنولوجية وتساعد في سد الفجوات المعرفية. كما يجب تعزيز فكرة أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإنسان، بل هو أداة لتعزيز الأداء والتقييم على أساس مدى قدرة الموظف على الاستفادة من الأنظمة الذكية لتسريع وإنجاز المهام بكفاءة أعلى..
🔹 توظيف خبراء في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات:
• الحاجة إلى متخصصين بيانات (Data Scientists) ومهندسي تعلم آلي (Machine Learning Engineers) لتصميم وتطوير الحلول الذكية.
🔹 إنشاء مراكز ابتكار داخل البنوك
• يمكن للبنوك الكويتية تأسيس مختبرات ابتكار لاختبار التقنيات الحديثة وتطوير حلول جديدة.
• أمثلة عالمية:
o “Innovation Lab” لبنك HSBC
o “Digital Garage” لبنك BBVA الإسباني
🔹التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية (Fintechs):
يمكن للبنوك التعاون مع الشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا المالية (FinTech) لتسريع الابتكارللوصول إلى حلول وخبرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. يمكن أن يسرع التعاون من تبني الذكاء الاصطناعي ويحقق نموًا مشتركًا. حيث أن مستقبل الخدمات المصرفية لن يعتمد فقط على المنافسة، بل على الشراكات الفعالة والتعاون المثمر. فالبنوك تمتلك الملاءة المالية، بينما شركات التكنولوجيا المالية تتميز بالمرونة والابتكار. والتوجه السليم حاليا أن يسعي كلا الطرفين في إكمال بعضهم البعض لتحقيق التوازن بين هذه المزايا وتحقيق النجاح لخدمة العملاء والأمر لا يتعلق الأمر بتفوق أحدهما على الآخر بتاتا بقدر ما يتعلق بالاستفادة من نقاط القوة لدى كلا الطرفين.
دور رؤساء الفرق في التكيف مع التقييم الجديد
مع دمج الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام المصرفية، يجب على رؤساء الفرق تكييف طرق تقييم الموظفين بحيث تعكس التحولات الرقمية الجديدة وتعزز الإنتاجية والابتكار. يتطلب تكييف تقييم الموظفين في ظل دمج الذكاء الاصطناعي تبني نهج شامل يجمع بين التطوير التقني والمهارات البشرية، مع توفير بيئة عمل تشجع على الابتكار والتعلم المستمر. هذه الاستراتيجية ستساهم في تحقيق توازن مثالي بين إمكانات الإنسان والآلة، مما يرفع مستوى الأداء ويعزز الكفاءة في المؤسسات المصرفية ومثال على ذلك:
1-التركيز على المهارات التكميلية للذكاء الاصطناعي (AI-Augmented Skills)
الذكاء الاصطناعي يمكنه تنفيذ المهام الروتينية، لكن القيمة الحقيقية للموظفين تكمن في مهاراتهم البشرية الفريدة مثل التفكير النقدي، الإبداع، واتخاذ القرار والتركيز على مهارات مثل:
o (حل المشكلات المعقدة (التعامل مع استثناءات الذكاء الاصطناعي.
o ) التواصل الفعّال (لشرح نتائج الذكاء الاصطناعي للعملاء والزملاء.
) الإبداع والابتكار (اقتراح طرق جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات المصرفية وإعادة تصميم معايير التقييم بحيث تشمل قدرة الموظف على العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي بدلًا من قياس الإنتاجية التقليدية فقط.
2-تقييم القدرة على استخدام الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي
• الموظفون بحاجة إلى مهارات التفاعل مع الذكاء الاصطناعي والاستفادة منه بدلاً من مقاومته.
• قياس قدرة الموظف على التكيف مع الأدوات الرقمية، مثل:
o استخدام التحليلات الذكية لاستخراج الرؤى من البيانات.
o التعامل مع روبوتات الدردشة (Chatbots) وأنظمة الأتمتة لتحسين تجربة العملاء.
دمج اختبارات عملية خلال التقييم، مثل:
o تقييم قدرة الموظف على استخدام الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة مصرفية معقدة.
3-قياس التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي (Human-AI Collaboration)
• الأداء المستقبلي لا يعتمد على الموظف وحده، بل على مدى فعاليته في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي.
• إنشاء معايير مثل:
o كيف يستخدم الموظف أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية؟
o كيف يتعاون مع الأنظمة الذكية بدلًا من الاعتماد الكامل على العمل اليدوي؟
مثال تطبيقي:
o في قطاع المخاطر، يمكن تقييم قدرة الموظف على تحليل نتائج الذكاء الاصطناعي حول عمليات الاحتيال واتخاذ قرار بشأنها.
4-تعزيز مهارات القيادة والتفكير الاستراتيجي
• مع زيادة الاعتماد على الأتمتة، ستصبح القيادة واتخاذ القرارات الاستراتيجية مهارات أساسية.
• تقييم قدرة الموظف على:
o قيادة فرق مختلطة من البشر والروبوتات البرمجية.
o اتخاذ قرارات تستند إلى البيانات الذكية بدلاً من الحدس فقط.
مثال تطبيقي:
o تقييم قدرة مدير العلاقات في البنك على تحليل التوصيات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي حول العملاء واتخاذ قرارات مخصصة لهم.
5-تغيير مقاييس الأداء التقليدية نحو القيمة المضافة
• لم يعد التقييم يعتمد فقط على عدد العمليات المنجزة، بل على جودة التأثير والقيمة المضافة التي يقدمها الموظف.
بدلًا من قياس عدد المكالمات مع العملاء، يمكن قياس:
o كم مرة استخدم الموظف تحليلات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العميل؟
o كم عدد الحلول الإبداعية التي اقترحها الموظف لتطوير العمليات المصرفية؟
مكافأة الموظفين الذين يساعدون في تحسين استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الفريق بدلًا من التركيز على الإنتاجية العددية فقط.
في النهاية:
إعلان DBS يعد تذكيرًا حادًا بالقوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي. يجب على بنوك الكويت أن تتخذ خطوات سريعة لتبني الذكاء الاصطناعي والاستعداد للمستقبل. من خلال الاستثمار في تقنية الذكاء الاصطناعي، وتطوير المواهب، وتعزيز الابتكار، والتعاون مع شركات التكنولوجيا المالية والمشاركة في تطوير المعايير التنظيمية للذكاء الاصطناعي. كما يمكن لبنوك الكويت أن تتبوأ مكانة رائدة في عصر البنوك الرقمية وتضمن النجاح على المدى الطويل. والعبء سوف يكون على الرؤساء التنفيذيون الذين يستطيعون موازنة الخدمات المصرفية التقليدية مع مرونة التكنولوجيا المالية هم من سيشكلون مستقبل هذا القطاع. وسيعتمد النجاح على قدرتهم على التكيف والابتكار والنمو، دون التخلي عن القيم الأساسية التي جعلت الخدمات المصرفية التقليدية ركيزة للاقتصاد العالمي. كما يجب تدريب الرؤساء التنفيذيون على كيفية تقييم التعاون والشراكة بين الموظفين والذكاء الاصطناعي، وقياس الإبداع، والاستفادة من التحليلات الذكية. كم يجب على البنوك تصميم برامج تحفيزية جديدة تشجع على الابتكار في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بدلاً من قياس الأداء بالطريقة التقليدية. البنوك التي تتبنى هذه التغييرات ستتمكن من تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والمهارات البشرية، مما يعزز نجاحها في المستقبل الرقمي. فالتقييم لم يعد يركز على “كمية العمل” بل على “نوعية القيمة” التي يضيفها الموظف في بيئة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
عدنان البدر.
باحث ومستشار استراتيجي في سياسة الموارد بشرية وبيئة العمل
ورئيس ومؤسس الجمعية الكندية الكويتية للصداقة والأعمال.
ckbafa@gmail.com