مقالات

التنظيف شرط النجاح: هل يتم تنظيف الدرج من الأعلى على طريقة لي كوان يو؟

قصة يكتبها عادل العادل:
كل التجارب تثبت وتؤكد أن التنظيف شرط النجاح، على كل المستويات وفي كل القطاعات والمحافل والمناصب، حتى العمليات الجراحية، فالتنظيف السليم من الجراح الماهر يضمن نجاح العملية وعدم حدوث مضاعفات.

على مستوى الشركات المتعثرة وكل الكيانات بأنواعها التي عشعشت فيها الشللية والفساد والتكتلات وتغييب الإدارة العليا، يتبع ذلك انتشار “السوس” و”العفن البكتيري الضار”، واستخدام يد الكيانات في تجاوزات وطرق ملتوية، وفي نهاية المطاف ترتد الممارسات السيئة على الجميع، لكن بعد فوات الأوان.

القاعدة العامة والتجارب كافة تؤكد أن ما بني على باطل فهو باطل، وما بني على أساس ضعيف حتماً سينهار في منتصف الطريق وإن طال الزمن، لكن ما يبنى على أسس سليمة من البداية سينمو ويترعرع وسيؤتي أكله، وثماره ستبدو واضحة وساطعة للعيان.

التكتلات والشللية والوكالات والأركان التي تتكون على مدار سنوات أصبح بترها واجب ومستحق لتمهيد وتعبيد الطريق لأهل الرؤية والإنجاز للعمل من أجل المصلحة، وليؤدوا الأمانة التي ائتمنوا عليها، فلا يكون هناك من هو جوكر يلعب سياسة، أو من يحفر لأخيه في الخفاء طمعا في منصب ظناً منه أنه الأفضل.
أفسحوا الطريق للأنقياء والمؤتمنين على المستقبل، وكفى ما مضى من صراعات وبناء أوكار تهدم ولا تبني، تلهوا ولا تنجز، تتمصلح ولا تنتج، تعادي ولا تصلح، تبدد الأموال في غير محلها مكافآت وبونصات وزيادات ترهق الميزانية، لأنهم يطبقون مقولة “مال عمك ما يهمك”. وهكذا دواليك سنوات تمر والمحصلة صفر كبير، “جعجعة” يسمعها القاصي والداني تملأ الدنيا صراخاً وعويلاً، والمحصلة “بيض صعو”، نسمع عنه ولا نراه!
هل يمكن أن تنجح شركة أو كيان متعثر من دون مجلس محترف مؤهل مؤتمن مخلص يعمل بصلاحيات كاملة ويضع استراتيجيته ويعمل على تطبيقها؟
لا يمكن أن يتم البدء في تنمية الكيان وتقويته عندما تتسلم الكيان في حالة فشل، بل يجب البدء بتنظيف كل السلبيات وأعشاش العنكبوت والدبابير وجحور الفئران والثعابين، واجتثاث الفترة الفاسدة بكل أذرعها الظاهرة والخفية، حتى الوصول إلى الأساس النظيف الذي أسسه السلف الأمين الناجح المتمكن. أولئك الذين وصلوا إلى مراكز متقدمة ومتفوقة من الإدارة والنجاح والإنجاز والبناء والتحفيز واستخدام الذكاء الاصطناعي ونشر التكنولوجيا والوعي والإيجابية، وتحقيق مستهدفات ملموسة وحقيقية، وليس ذر التراب في العيون وضخ بيانات “بوب كورن” وبيانات بهرجة وترويج وتسويق بشكل يخرج عن اللائق والمعقول، حتى تحولت بعض القيادات من مرتبة الرزانة إلى تقمص دور الفاشونيستا.
المرحلة تحتاج “مشرط” جراح ماهر يستأصل مواطن الخلل ونقاط الضعف ومراكز الشللية وبؤر التوتر ومصطنعي المشاكل والخلافات من أجل البقاء، مصطنعي الأعداء من أجل إيجاد عمل لهم كونهم بلا عمل ولا دور.

من يحظوا بالثقة ويضع الجميع عليهم الآمال يجب ألا يلومون إلا أنفسهم في حالة الفشل، لأن الأذكياء وأصحاب الفراسة يقرؤن الواقع سريعاً، فالمتميزون غالباً ما تكون حاسة الشم لديهم قوية وحساسة تشتم الروائح الكريهة من على بعد كيلو متر وأكثر.

السمعة سابقة منذ سنوات، ولا أحد في حاجة إلى نصيحة أحد، ولا مجال للنجاح سوى بالتنظيف على طريقة مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان يو، فالتنظيف يجب أن يكون من أعلى السلم أو الدرج نزولاً للأسفل.

اللوحة بيضاء نظيفة ناصعة، والصورة يجب أن تكون واضحة وليست باهتة، وأنصاف الحلول لن تصلح الوضع ولن تعالج الخلل…طبق مبادئ لي وان يو وأقضي على الفساد، وارتقي بأصحاب العلم والخبرة والنزاهة، وستكون سنغافورة الكيانات والمؤسسات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى