مقالات

المخاطر على دول مجلس التعاون: تأثير الأحداث بين طهران والكيان الإسرائيلي على الدول

ترتبط التوترات السياسية مع الأحداث الاقتصادية بشكل مباشر، فهما حصانان يجران نفس العربة، وأي تعثر لأحدهما قد يجر العربة إلى السقوط. وتعتبر البيانات والمعلومات من مصادر إدارة الحرب الحديثة، خصوصاً في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح دوره الأبرز في ترجيح كفة دون الأخرى. فمن استطاع استغلال تلك الموارد بشكل أفضل، فإنه يستطيع جني المزيد من التقدم. ولا زلنا في خضم الأزمة ما بين طهران والكيان الاسرائيلي، وسوف نقوم في هذا المقال بقياس أثر التقلبات الجيوسياسية على منطقة دول مجلس التعاون تحديداً. وقد قامت شركة اكسبر للاستشارات وإدارة الأعمال، برصد أهم السيناريوهات والأحداث التي قد تلقي بظلالها على نشاط ومستقبل دول مجلس التعاون، كونها مرتبطة بالأحداث الدائرة جغرافياً، ومنها:

إغلاق مضيق هرمز

من أولى الأمور التي من المحتمل أن تحدث في الأيام القليلة القادمة، إغلاق الممر المائي لمضيق هرمز. ويعتبر لهذا الممر الجغرافي من الأهمية كون أن ثلث شريان النفط العالمي يمر من خلاله. وإن أي تعثر للملاحة، سيلقي بظلاله على ارتفاع أسعار برميل النفط، والذي قد يصل إلى 100-110 دولار بسبب عامل الندرة والمخاطر المحيطة. كما أن استخدام هذه الورقة قد تزيد من تعقيد الأحداث الجيوسياسية، خصوصاً وأن الصين سوف تتأثر بشكل مباشر، كونها تعتمد على النفط الخليجي بشكل كبير. ولعله من المستبعد أن تضر طهران بحليفها الاستراتيجي – الصين- خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة. وفي المقابل فإن المستفيد الأكبر من إغلاق المضيق هو الحليف الآخر لطهران – روسيا- كون أن ارتفاع أسعار النفط، سيغطي جزء كبير من فاتورة الحرب مع أوكرانيا. كما أن لمضيق هرمز من الأهمية التجارية، كونه بوابة دخول المنتجات العالمية للأسواق الخليجية، لذلك فإغلاقه سيسهم في ندرة وجود المنتجات في الأسواق الاستهلاكية، وبالتالي ارتفاع أسعار السلع والتضخم. ولذلك، كان ولابد من رصد هذا السيناريو المحتمل، والاستعداد له بشكل جيد.

دخول أطراف أخرى

ومن السيناريوهات الأخرى المحتملة التي قد تمتد إليها الأحداث الحالية، هو دخول أطراف ودول أخرى إلى الحرب، مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا. ويكمن دخول تلك الدول الغربية إلى الأحداث، في حال استهداف قواعدها، أو هيمنة طهران على الحرب الحالية، ما يجعلها تطفوا على الساحة بشكل أوضح. فعندما تحصل طهران على الدليل في تورّط الدول الغربية بالحرب مع الطرف الآخر، فقد تُضرب القواعد العسكرية الإقليمية، ما قد يزيد من توتر الأحداث، بالرد المقابل، والذي ينتج عن زيادة في المساحة الجغرافية للدول المشاركة!

طول مدة الحرب

وفي حال استمرار الإضرابات الجيوسياسية في المنطقة لمدة أطول، فقد ينقص مخزون التموين من غذاء ودواء ونحوها، خصوصاً في الدول الاستهلاكية، ما قد يزيد من التحديات والمخاطر المصاحبة. فكما هو معلوم فإن دول مجلس التعاون تعتمد على الاستيراد من الأسواق العالمية بشكل كبير، الأمر الذي سينكشف بشكل سريع في حال استمرار الحرب في المنطقة. وبذلك فالنتيجة المحتملة عندها، ستكون التأثير السلبي على قطاع الاستثمارات والتوظيف وغيرها.

ضرب مفاعل بوشهر

ومن أخطر السيناريوهات حدوثاً، هو إمكانية ضرب مفاعل بوشهر، والذي يبعد حوالي 350 كم عن دول الخليج العربي. يمكن أن تؤدي الضربة إلى إطلاق العنان للتسرب الإشعاعي القادر على تعريض حياة السكان في الدول المجاورة للخطر، والتلوث الذي يعتمد على اتجاه وسرعة الرياح. كما أن خطورة هذا الحدث، تكمن في إمكانية تلوث مياه البحر، والذي تعتمد عليه دول مجلس التعاون في تحلية المياه، وإنتاج الكهرباء. ما قد يؤدي في النهاية إلى إنهاك العجلة التنموية وإغلاق المصانع. وبذلك فإن الضرب المباشر على مفاعل بوشهر من شأنه أن يُعولِم الأزمة على الفور، في اتجاه المزيد من الدول المتضررة، والتي قد تدخل الحرب بطريقها المباشر أو غير المباشر.

الإشاعات والأخبار المغلوطة

وقد يعتبر الأمن الداخلي في دول مجلس التعاون من المخاطر الأخرى التي تسيطر على الأحداث. إذ أن تعميم المعلومات وتضليلها، من شأنه إرباك أعمال مؤسسات الدولة. فقد تضطر بعض الدول إلى مواجهة شعوبها، في بث روح الحماس والطمأنينة، خصوصاً في ظل انتشار منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، على أيدي العموم والمختصين من الأفراد. كما أن تأثر خطوط الاتصال والإنترنت أثناء هذه الأزمة، سوف يساهم في ضياع التواصل، وبالتالي قيام الفوضى.

وختاماً، يبدو أن للولايات المتحدة اليد العليا في تسريع وتيرة الأحداث وإدارتها، وأنها ترغب باستعجال نهاية هذه الأزمة، كون أن الرئيس الأمريكي قد أطلق الوعد، لتهدئة الأوضاع وإنهاء الحروب في الشرق الأوسط أثناء برنامجه الانتخابي. ومن جانب آخر فإن النتائج الحتمية من الحروب عموماً ستكون استنزاف المصادر والخسائر العليا، وكلما تم الاستعداد المسبق للأحداث والسيناريوهات الأسوأ، كلما سهّل من عملية إدارة الكوارث والأزمات عند قيامها.

EXCPR Consultancy & Business Management Co

Source of Data

EXCPR Public Relation – Copyright

www.excpr.com

Tahran and IsXXXX conflict 369.6.2025

https://t.me/excprcon/176

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى