
*بقلم: عبدالله عنايت
عضو مؤسس ومدير العلاقات الاعلامية بــــ W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية
خمسة وتسعون عامًا من الوحدة والنهضة والعطاء… هذا هو اليوم الوطني السعودي، نبض الفخر في قلب كل مواطن، وذاكرة وطن تجسد تلاحم القيادة والشعب في مسيرة إنجاز لا تعرف التوقف.
إنه ليس مجرد تاريخ في الروزنامة، بل محطة نستحضر فيها كيف أصبحت السعودية نموذجًا عالميًا في التحول والريادة، وكيف لعب الإعلام والعلاقات العامة دورًا محوريًا في إبراز صورة الوطن المشرقة وتوثيق منجزاته أمام العالم.
منذ اللحظة الأولى لتوحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – أدركت القيادة أهمية إيصال الرسالة الوطنية وترسيخ هوية موحدة. فجاءت الانطلاقة الأولى للإعلام عبر صحيفة “أم القرى” عام 1924م، تلتها أول محطة إذاعية، وصولًا إلى الإعلام الرقمي والمنصات العالمية. هذا التطور جعل الإعلام شريكًا أساسيًا في رسم ملامح الوطن أمام أبنائه والعالم، وجسرًا للتواصل مع مختلف الثقافات.
وفي قلب الاحتفال باليوم الوطني تتجلى قوة العلاقات العامة، التي أرست جسور الثقة بين القيادة والمواطنين، وبين المملكة والعالم. فقد تبنّت الجهات الحكومية والخاصة الحملات الإعلامية، والمؤتمرات، والمبادرات التوعوية، لإبراز حجم التحولات الكبرى التي شهدتها المملكة في الاقتصاد، والتعليم، والصحة، والرياضة، والبيئة.
وبرزت رؤية السعودية 2030 كعنوان طموح لعصر جديد، جعلت من الإعلام والعلاقات العامة أدوات رئيسة لنقل أهدافها وتحفيز المجتمع على المشاركة في تحقيقها. واليوم، باتت الرسائل الإعلامية غنية بقصص النجاح الموثقة بالأرقام التي تعكس مسارات التحول الرقمي، وتمكين المرأة، وتقدم التعليم، واستقطاب الاستثمارات الكبرى، مما عزّز الشفافية وروح التفاؤل، وجعل المواطن شريكًا فاعلًا في كل خطوة.
وفي عصر المنصات الرقمية، تحوّل اليوم الوطني إلى تظاهرة شعبية تفاعلية، حيث تتلاقى ملايين الصور والفيديوهات والتغريدات التي يشاركها المواطنون على وسائل التواصل، ليحكي كلّ منهم حكايته مع الوطن بلغته الخاصة. فأضحى اليوم الوطني منصّة للتفاعل المجتمعي توظّف الإعلام التقليدي والحديث معًا، لتعكس مشهدًا حضاريًا متكاملًا يتجاوز حدود الجغرافيا إلى كل بيت وكل قلب سعودي.
ومع امتداد إنجازات المملكة عالميًا، أصبحت العلاقات العامة أداة لتعزيز صورتها المستقبلية، عبر الحملات الإستراتيجية، والوفود الرسمية، والمعارض الدولية. وهكذا ترسخت صورة وطن منفتح وطموح، يعتز بثقافته ويتمسك بقيمه، وينطلق بثقة نحو مستقبل مزدهر.
ويأتي شعار هذا العام “عزّنا بطبعنا” ليختصر هوية الوطن، مؤكّدًا أن ما يميز السعودية هو أصالة شعبها المتجذّرة في الكرم، والطموح، والجود، وهي القيم التي تقود مسيرتها نحو المستقبل. ومع كل يوم وطني جديد، تتجسد قيم الوحدة وتروى حكايات النجاح، ويُكتب مستقبل وطن هو الأجمل بين الأوطان.