تساؤلات مستحقة حول المساهمات العينية والنقدية في زيادات رأس المال

لماذا لا تطرح فرص زيادات رأس المال في الشركات التابعة والزملية على المساهمين.
هل متاح لجموع المساهمين سداد زيادة رأس المال بمساهمات عينية أسوة بالأطراف ذات الصلة؟
كتب محمود محمد:
الهندسة المالية تشهد تطورات مستمرة، لكن وفق أطر وممارسات عادلة تتسم بالشفافية، طالما هناك شركاء آخرين ومساهمين في الكيان الواحد.
المساهمات العينية من الممارسات المالية التي يتم استخدامها في التعاملات ضمن أعمال الشركات لضم أصل أو تحقيق تحالف أو حتى تمكين مستثمر من التخارج أو زيادة رأس مال.
لكن الملاحظ عموماً أن أغلبية من تلك الممارسة تتم بين أطراف ذات صلة، أو غالباً ما تكون الزيادة لهذا الطرف، أو تكون لهم الأولوية الدائمة، خصوصاً في المساهمات التي تخص الاستثمارات التابعة والزميلة.
التساؤلات التي تطرح نفسها في هذه الملفات عديدة ومستحقة، ومن أبرزها التالي:
1- في ملفات زيادات رأس المال، هل يمكن قبول الزيادات العينية من المساهمين الآخرين إذا كانت لديهم أصول جيدة ويرغبون في المساهمة العينية بها، أسوة بالأطراف ذات الصلة، كجزء من عدالة ممارسة الحقوق؟
2- هل الزيادة العينية مقصورة فقط على المسيطر إدارياً أو عبر الملكية، بدليل أنها لا تطرح للجميع، بل تتم وفقاً لحالات، وذلك في الاستثمارات التابعة؟
3- لماذا لا يفتح الباب أمام الجميع في تغطية الزيادة، فيتم النظر في الأصول التي يعرضها مساهم من غير دائرة الأطراف ذات الصلة يرغب بالمساهمة العينية مقابل أصل، خصوصاً إذا كان الأصل جيداً ويمثل إضافة؟
4- بعض الشركات تعلن عن زيادات رأسمال مقابل مساهمة عينية بقيمة مليون دينار على سبيل المثال، من دون أن تكون هناك تفاصيل عن عملية تقييم الأصل الذي تمت المساهمة به، هل خضع ذلك الأصل لتقييمات محايدة من الخارج أم اعتمد على التقييم التقليدي بين الشركة ومراقبي الحسابات ووفقا لمعطيات السوق؟
5- المساهمات العينية من الممارسات التي يتم استخدامها في كثير من الأوجه والتعاملات، ومن أحد استخداماتها سداد دين مقابل أصل، لكن الملاحظ أن تلك التعاملات تكون مقصورة في غالبيتها العظمى، أو تكاد تكون بالمطلق، لصالح أطراف ذت صلة، وهناك تساؤلات، هل يتاح لكل المساهمين بعدالة مثل هذه الممارسة، فيمكنهم الاقتراض من الشركة وإمكانية سداد الدين بأصل عيني؟
6- لماذا لا توجد حالات رفض للسداد العيني، خصوصاً التي تتم لصالح الأطراف ذات الصلة، ودائماً الموافقات هي القاسم المشترك بين كل الممارسات والحالات؟ وينسحب ذلك التساؤل أيضاً على المساهمة العينية في الزيادات.
7- أيضا بعض التخارجات من الأصول التي تتم لصالح الأطراف ذات الصلة أو المسيطرة بطريق مباشر أو غير مباشر، ملكية أو إدارة، لماذا تذهب الأصول الجيدة والممتازة في عمليات النقل أو البيع والتي تسمى بالتخارج، لهذه الأطراف دون غيرها؟ هل يمكن أن يبذل مجلس الإدارة نفس العناية الكافية التي تتم في حالة الطرف ذو الصلة على صعيد تسهيل الإجراء والموافقات؟ ولماذا لا تكون هناك منافسة أو جلب أكثر من عرض للأصل الذي يتم التخارج منه أو وضعه في مزاد علني لتحقيق أعلى سعر ممكن للمساهمين؟
8- هل المساهمات العينية أو الزيادات التي تتاح لطرف ذو صلة دون غيره، تمثل ممر مضمون لتسييل بعض الحصص والملكيات التي ترغب تلك الأطراف في التخارج منها في أي مرحلة؟
9- هل عمليات زيادة رأس المال التي تتاح أمام الأطراف ذات الصلة تكون زيادة مدروسة بنسبة مستهدفة تحقق مصالح الشركة؟ وإذا كان الأمر كذلك، لماذا لم تطرح نسبة من الزيادة أمام جميع المساهمين بعدالة ونسبة وتناسب؟ ولماذا تكون عملية الزيادة مخصصة ومحددة لطرف ذو صلة ومساهمة بأصل عيني؟
10- كيف ولماذا تضع الشركات جموع المساهمين أمام النتائج والقرارات بعد الموافقة عليها؟ بمعنى يتم اتخاذ القرارات الخاصة بتعاملات الأطراف ذات الصلة ثم إعلانها للمساهمين. مكونات حقوق المساهمين من الأصول والشركات التابعة والزميلة ملك للمساهمين، ويحق لجموع المساهمين المشاركة فيها، وليست حكراً على تعاملات وممارسات الأطراف ذات الصلة، فليس من العدل أن تعلن المشاركة في فرص زيادات رأس المال للجميع، وتكون الأولوية للأطراف ذات الصلة الراغبة في التغطية، وفي حال وجود فائض أو عدم تغطية للزيادة تتاح لآخرين.