المسؤولية المجتمعية في الشركات: الإضافات التي تحققها للشركات

وُجدت الشركات لتحقيق أعلى قدر من تعظيم الأرباح، والذي تطوّر على مر السنوات إلى حد استغلال مصادر الإنتاج بشكل أمثل. وقد أتى بعد ذلك الجيل اللاحق – الجيل الحالي- ليدرك مفهوم أهمية تحقيق الربح المشترك وبلوغ النجاح للجميع. ففي ظل المنافسة وانفتاح الأسواق، أدركت الشركات أهمية وجود مكانة لها بين أوساط المجتمع، وذلك لبقائها في الأسواق. ولتحقيق ذلك، استوجب الأمر استقطاع جزء من الإيرادات المحققة من المبيعات نحو خدمة المجتمع، كثقافة بدأت تظهر في الآونة الأخيرة. وتختلف تلك الإضافات التي تحققها الشركات لأفراد المجتمع ما بين المادية منها أو المعنوية. فعندما تقوم إحدى الشركات المحلية ببناء مستشفى أو مدرسة، فذلك نوع من أنواع المساهمة المادية في تقديم قيمة مضافة للمجتمع، مفادها تحسين جودة الحياة وتحقيق العيش الكريم. كما أن قيام الشركات الأخرى بتعزيز مفهوم إعادة التدوير، أو عمل حملات تثقيفية، فذلك أحد الأنواع الاخرى للمساهمة في تطوير المجتمع معنوياً.
ولذلك جاء مصطلح في الأعمال يحاكي المسؤولية الاجتماعية للشركات Corporate Social Responsability – CSR – أو المسؤولية المجتمعية – وهي التزام وتحمل الشركات مسؤوليتها تجاه المجتمع والبيئة من خلال ممارسات أخلاقية مهنية ومستدامة. وتنظر الشركات لمثل تلك الإضافات على أنها جزء من التكلفة المالية عليها، بمعنى أن لها قيمة مادية، سواء كان مشروع مقدم أو جهود تبذل. إذ أن نجاح واستمرار الشركة قائم بكيفية نظرتها وإدراكها لمثل تلك المسؤوليات الاجتماعية عليها. وتحمل الشركات هوية ورسالة مفادها استمرارية بناء المجتمع وتحقيق النجاح للجميع – الشركة، الزبائن، الدولة، البيئة، ونحوها. ونجد أن البعض الآخر من الشركات لا تؤمن بمثل تلك القيم، والتي عادة ما تكون مفروضة عليها فرضاً من الجهات العامة في الدولة، ولذلك لا تجد الانسجام حاضر بداخلها. وقد تطوّرت قيم العمل المجتمعي، من خلال تحديد نظم ولوائح عامة يسهم تطبيقها على أرض الواقع، مثل نظام الجودة ISO 26000. كما قدمت منظمات دولية مثل الأمم المتحدة UN إرشادات مثل أهداف التنمية المستدامة، والتي شجعت الشركات على اعتماد ممارسات عملية مستدامة. وفي هذا التقرير، تشير شركة اكسبر للاستشارات وإدارة الأعمال إلى أهمية المسؤولية المجتمعية، وأنواعها.
*أهمية المسؤولية المجتمعية*
تساهم المسؤولية الاجتماعية للشركات، في تكوين أداة ومواد تسويقية جيدة، تساعد في تفرد وضعها عن بقية المنافسين في الأسواق، وبشكل يلاقي استحسان الزبائن. كما تساهم تلك المبادرات في تشييد ثقافة عملية مفادها حب البذل والعطاء. ومن الفوائد الأخرى للمسؤولية المجتمعية على الشركات:
– التأثير الإيجابي على هوية العلامة التجارية للشركة وصافي الأرباح.
– رصد التكاليف الإضافية على الشركة وتقليلها، مثل تحسين كفاءة الطاقة.
– زيادة أعداد الزبائن، إذ يفضل المستهلكون العلامات التجارية التي تشاركهم قيمهم
– جذب أفضل المواهب والحفاظ على الموظفين
– بناء سمعة جيدة عن الشركة
– تطوير المجتمع ومعالجة قضاياه
– تلبية احتياجات أصحاب المصالح
– تسهيل الإجراءات الحكومية، عبر الامتثال للنظم واللوائح
*أنواع المسؤولية الاجتماعية*
تنقسم المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى أربع أقسام رئيسية، وهي المسؤولية البيئية، الأخلاقية، الخيرية، والاقتصادية:
1- المسؤولية البيئية
وهي أكثر أنواع المسؤولية الاجتماعية شيوعاً، وهي الاعتقاد بأن الشركات تتصرف بطريقة صديقة للبيئة نحو حماية الموارد الطبيعية وتقليل أي مساهمة في تغير المناخ، خصوصاً بالنسبة للقطاع الصناعي. ومن الأمثلة على تلك المسؤوليات:
– الحد من الممارسات الضارة بتقليل التلوث وانبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون CO2
– تقليل استخدام المواد البلاستيكية
– استهلاك المياه المعادة
– إدارة النفايات
– تقليل استهلاك الطاقة
– الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة
– استخدام الموارد المستدامة
– الاعتماد على المواد المعاد تدويرها
– زراعة أشجار المانغروف
– دعم التنوع البيولوجي
– تمويل البحوث العلمية
– تقليل أعداد الأوراق المستخدمة في الفنادق، وتحويلها إلكترونياً
2- المسؤولية الأخلاقية
أما النوع الثاني من أنواع المسؤولية المجتمعية، فهي المسؤولية الأخلاقية التي تهتم بضمان عمل الشركة بطريقة عادلة وأخلاقية. تهدف الشركات التي تتبنى المسؤولية الأخلاقية إلى ممارسة السلوك الأخلاقي من خلال المعاملة العادلة لأصحاب المصالح. ومن الأمثلة على هذا النوع من أنواع المسؤوليات:
– وضع حد أدني لرواتب الموظفين
– سياسة التجارة العادلة Fair trade
– تشجيع المساءلة
– القضاء على التمييز
– النزاهة والشفافية
– ضمان استخدام الموارد المحافظة على حقوق الإنسان
– الرسائل المفيدة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
3- المسؤولية الخيرية
تشير المسؤولية الخيرية إلى هدف الأعمال التجارية لجعل العالم والمجتمع مكانا أفضل. إذ تشمل ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات التبرع بالمال، الموارد، والأوقات للمؤسسات الغير ربحية، مثل الجمعيات الخيرية، البرامج التعليمية والصحية، لجان الإغاثة، وغيرها. وتشارك الشركات في المجتمع التي تعمل فيه، وتقدم الدعم من خلال العمل التطوعي.
4- المسؤولية الاقتصادية
تتضمن المسؤولية الاجتماعية للشركات كذلك التأكد من أن التدفقات النقدية ليست الدافع الوحيد، وإنما السعي للبقاء والاستمرار في السوق هو الهدف الأسمى. ولذلك تسن الشركات سياسات للتأكد من توافق خياراتها مع القيم والمبادئ التي تعمل من خلالها، حتى لو كانت لها عوائد مالية محدودة. ويتضمن هذا النوع من المسؤوليات:
– دعم جهود التدريب على الوظائف
– خلق فرص عمل
– إقامة شراكات محلية
*الاستراتيجية*
لكي تكون الشركات مسؤولة اجتماعيًا، يمكنها اتباع استراتيجيات وممارسات محددة تعزز من تأثيرها الإيجابي على المجتمع والبيئة.
1- تبني ممارسات اجتماعية مستدامة
2- دعم المجتمعات المحلية
3- تعزيز الأخلاقيات في الأعمال
4- دمج المسؤولية المجتمعية في الاستراتيجية
5- التعاون والشراكات
6- قياس الأثر والإبلاغ عنه
وختاماً قالت شركة اكسبر، تُعد المسؤولية المجتمعية جزءًا أساسيًا من مكونات سمعة الشركات، حيث ينتظر المستهلكون من الشركات على أن تكون مسؤولة اجتماعيًا. فالمسؤولية الاجتماعية للشركات هي الروح العامة التي تدفع الشركة إلى اعتماد سياسات وممارسات تدعم الاستدامة والغايات المجتمعية والأخلاقية. تتعلق البيئة- الاجتماعية- الحوكمة – ESG بالطرق التي يتم بها قياس تأثيرها أو تحديده كمياً. وتتقاطع المسؤولية الاجتماعية للشركات ونظام ESG في القيم والممارسات الصحيحة، وتختلف المسؤولية الاجتماعية للشركات عادة على أنها إطار داخلي، في حين أن أطر ESG غالباً ما يستخدم خارجياً كوسيلة لإظهار التأثير في العالم الحقيقي.
Nayef A. Bastaki
EXCPR Founder & MD
Consultancy and Business Management Co.
CSR © Reference: 384.8.2025
+965 600-EXCPR (600-39277)
https://t.me/excprcon/196