مقالات

القمة الأوروبية الافتراضية… أبعاد اقتصادية تتجاوز السياسة

بقلم – ليما راشد الملا

 

في خطوة تؤكد أهمية اللحظة الجيوسياسية، أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عن عقد مؤتمر عبر الفيديو أمس الثلاثاء 19 أغسطس 2025، لمناقشة مخرجات الاجتماعات رفيعة المستوى التي جرت في واشنطن حول أوكرانيا، والتي شارك فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعدد من القادة الأوروبيين بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

أبعاد اقتصادية تتجاوز السياسة

ورغم أن العنوان المعلن للاجتماعات هو السلام العادل والدائم في أوكرانيا، فإن البعد الاقتصادي يفرض نفسه بقوة.

فالحرب الروسية – الأوكرانية لم تعد مجرد أزمة سياسية أو أمنية، بل تحولت إلى عامل ضاغط على اقتصاد أوروبا:

-أسعار الطاقة:

أوروبا لا تزال تعاني من تقلبات حادة في أسعار الغاز والنفط نتيجة استمرار النزاع.

-التجارة العالمية:

اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف النقل أثرا على معدلات النمو والتضخم.

-الإنفاق العسكري:

ميزانيات الدفاع في الاتحاد الأوروبي ارتفعت بشكل غير مسبوق، ما يثير جدلاً داخلياً حول أولوية الإنفاق بين الأمن والدعم الاجتماعي.

الرسالة الأوروبية – الأميركية

أكد كوستا في بيانه أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع الولايات المتحدة لضمان سلام يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا. غير أن هذا الموقف يحمل أيضاً أبعاداً اقتصادية:

-تعزيز التعاون عبر الأطلسي لاحتواء أزمة الطاقة وضمان بدائل مستدامة.

-البحث عن استثمارات مشتركة لإعادة إعمار أوكرانيا، بما قد يفتح فرصاً هائلة للشركات الأوروبية والأميركية.

– محاولة الحفاظ على ثقة الأسواق في ظل تزايد المخاطر الجيوسياسية.

 

الأسواق بين التفاؤل والحذر بعد القمة الافتراضية

بالنسبة للمستثمرين، فإن القمة الأوروبية الافتراضية لا تعني فقط نقاشاً سياسياً، بل إشارة إلى اتجاهات اقتصادية مستقبلية. فنجاح الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في رسم خريطة طريق نحو الاستقرار قد يؤثر على:

-انخفاض أسعار الطاقة تدريجياً.

-عودة الثقة إلى اليورو بعد فترة من التراجع.

-تحفيز النمو عبر مشاريع إعادة الإعمار التي قد تتحول إلى محرك اقتصادي جديد للقارة العجوز.

في ضوء هذه التطورات، يبقى السؤال الاقتصادي الأهم:

 

هل سيترجم الاتحاد الأوروبي وواشنطن خطاب “السلام العادل” إلى واقع اقتصادي يؤثر إيجاباً على الأسواق والمستثمرين، أم أن استمرار الغموض سيبقي أوروبا رهينة أزمات الطاقة والتضخم؟

على المدى البعيد حضور الملف الاقتصادي كشريك أساسي في كل الملفات وحضوره القوي وتصدره لواجهة النقاشات على مستوى الرؤساء يدعوا للتفاؤل بأن المستقبل التجاري والاقتصادي مشرق وضوؤه سيسطع شرق أوسطياً في ظل عالم مترابط تجارياً واقتصادياً فما يؤثر هناك صداه يُسمع هنا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى