أسواق المال

خمول الأسعار… هل هو ثبات واستقرار متعمد لعدم كشف تسلل عوائد التوزيعات؟

6 نماذج مختلفة الأهداف والتوجهات تبرر ثبات أسعار أسهم تملك أصول عالية الجودة

شركات تملك أصول ضخمة وذات جودة وأسعارها لا تعكس واقعها

 

مع “صحوة” السوق في العام الحالي بشكل لافت وبخطى ثابتة ومستقرة، تم تصحيح الكثير من الأسعار، وعادت لبعض الشركات مستوياتها العادلة أو قريب منها، خصوصاً وأن كثير من الشركات كانت تعاني انحدار حاد في أسعارها السوقية إلى ما دون القيمة الدفترية.

حتى أن هذا الخمول والتراجع الحاد للأسعار كان أحد أسباب عزوف العديد من الشركات العائلية عن الإدراج في السوق، حيث يبررون عدم الرغبة بأن السوق لا يقيِّم الأوراق المالية بالسعر العادل، وبالتالي الدخول إلى مقصورة الإدراج لا يعطي إضافة نوعية أو قيمة مضافة على المديين المنظور والبعيد.

ومع الطفرة استعادت العديد من الأسهم مستويات سعرية جيدة، حتى أن بعضها فاق التوقعات، لكن يظل هناك شرائح من أسهم ممتازة وتاريخياً تعتبر أسهم شعبية.

هذه الشرائح من الأسهم كانت تقود السوق في فترات سابقة، وتعتبر مؤشر ومقياس نفسي مهم واستراتيجي، والمثير أن من بين هذه الأسهم أسهم مصرفية مستوياتها لا تعبر عن قوة القطاع الذي تنتمي إليه أو مستقبله أو ما يتوفر له من إيجابيات عديدة، مثل الفرص العالية في التمويل المستقبلي والحالي للمشاريع والمناقصات والتوسعات التي تقوم به مختلف شركات القطاع الخاص.

 

لكن ما هي مبررات هذا الخمول السعري لأسهم ذات سجل تاريخي ممتاز، وملاك على قدر عالي من الثقة والثبات والاستقرار في الملكيات، والأكثر من ذلك امتلاكها لأصول عالية الجودة في قطاعات واعدة ومدرة؟

1- ثمة نماذج من الملاك الرئيسيين من مدرسة تعظيم القيمة والتركيز على النشاط التشغيلي دون الاهتمام بأداء السهم السوقي أو تحقيق مكاسب تراكمية تعكس حقيقة الأداء وواقع الأصول.

2- فكر آخر يرى أن نشاط السهم يمثل مسؤولية ويحتاج متابعة دقيقة وحثيثة لضبط ميزان الأداء، وهذه المدرسة من الملاك لا يرحبون بأي مضاربين إيجابيين أو سلبيين على السهم، حيث يرون أن الفجوات التي تتحقق على يد المضاربين يدفع ثمنها كبار الملاك.

3- شركات مساهمة في الشكل والهيكل لكن يغلب عليها الطابع العائلي، ومجلس الإدارة يطبق وجهة نظر من يمثلهم ولا يد له في حركة السهم، خصوصاً الأعضاء “التكنوقراط” الذين يتم الاستعانة بهم لخبرات فنية وتشغيلية.

4- نموذج رابع ربما يضغطون أي تقدم للسهم على أساس أن سعر السهم في بعض الأحيان يشكل عبء على هوامش الأرباح التي يحققها سنوياً أو حتى على التوزيعات التي يتم إقرارها، فكلما كان سعر السهم منخفض أظهر عائد مرتفع نتيجة التوزيعات السنوية.

5- قطاع آخر من الشركات يعيش على أمجاد سابقة وتاريخية، لكنه في الوقت الحالي يرزح تحت ديون كبيرة وأعباء خدمة دين وفوائد باهظة، فضلاً عن تراجعات حادة في قيم بعض الأصول الجوهرية والاستراتيجية التي كانت تمثل في مرحلة زمنية قيمة مضافة عالية.

6- نموذج سادس ضمن المجاميع يحيط عدد محدود ومعدود من الشركات بالعناية الكافية، وتشهد هذه الشركات تركيز في تكوين الأصول وإدارة كفؤة والتزام بأعلى معايير الحوكمة، فيما تُترك باقي الشركات ضمن الجروب تعيش على سمعة “المجموعة” وتحركها التوقعات المضاربية، أو تظل خاملة، فهي ليست ذات تأثير في معادلة المالك الرئيسي.

 

رواية أحد الكشافين المحترفين!

يقول مصدر استثماري مخضرم أن أحد المستثمرين المحترفين بدرجة “كشاف” للفرص يروي أن بعض الأسهم عندما تشهد في بعض الأحيان عمليات صعود قسرية نتيجة استكشافها مالياً من أحد كبار المستثمرين المليئين، تواجه بسيل من عمليات البيع لأهداف الضغط على السهم، وفي بعض الحالات تكون مواجهة غير متكافئة، حيث يواجه بسلاح أسهم الخزانة أو جزء من الملكيات الممسوكة تاريخياً بأسعار ذات تكلفة منخفضة جداً قياساً لما تم جنيه من أرباح وعوائد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى