أسواق المال

  خيانات المضاربين آفة تضرب الثقة!!

 ضحاياهم من صغار المستثمرين الأفراد بالآلاف

 

يتفقون ثم في منتصف الطريق يختلفون!!

يضعون قناع الثقة… وفجأة يقصون “الحبل” ثم يسوقون الحجج  

الأخلاق والسلوك القويم والنزاهة هي الرادع الوحيد… لكن للأسف…!

 

كتب حازم مصطفى:

من أسوأ الآفات التي بدأت تنتشر وتتسع وتضرب الثقة هي “الخيانة” التي باتت تضرب الاتفاقات بين كبار المضاربين أو صغارهم وكأنها نهج أو أساس.

كم منهم اتفق على جولات على أسهم خاملة وأخرى مهضوم حقها تقييمياً، لكن في منتصف الطريق يختلفون نتيجة الإخلال بالاتفاق المبرم بينهم شفهياً على ميثاق من الثقة والأمانة والنزاهة.

كم من الأسهم صعدت فجأة واستمرت في الصعود وحققت مكاسب إيجابية وقياسية، وكان لها عظيم الأثر في رفع جاذبية السوق وعودة شرائح واسعة من الأفراد، ومنح الكثيرين عوائد قياسية واستثنائية أفضل من أي فرصة أخرى، ولكن…؟

فجأة يكتشف هذا المضارب أو ذاك خيانة أحدهما للآخر بالتصريف! إنها آفة الجشع والطمع وعدم القناعة وعدم حفظ العهد وصيانة الاتفاق.

من دون سابق إنذار يعود السهم “قري” من دون أسباب، كما صعد من دون أسباب، لكن في هذه العملية هناك ضحايا بالآلاف لا ذنب لهم سوى أنهم قصدوا السوق لاستثمار أموالهم ووثقوا في بعض الأسماء، لكن بالنسبة لهذه الأسماء فـ “السمعة” أو “الثقة” في ذيل حساباتهم وآخر ما يشغلهم، إنهم ليسوا كما الرعيل الأول أو خيرة التجار المعروفين بكلمتهم، الخائفون على سيرتهم، المستعدون للتضحية بالملايين من أجل “كلمة شرف” أو ميثاق أو عهد.

كل الأديان والقوانين ومواثيق النزاهة والأمانة ومعايير الحوكمة ترفض الممارسات الضارة والضالة والمضللة للآخرين.

نعم اقتناص الفرص جسارة، رؤية و”شطارة” و”تكتيك”، وليس كل من دشن حساب وقام بالتداول يمكن أن يُسمى “مضارب”، فالمضاربة قبل أن تكون ربح، يجب أن تكون أخلاق.

الضربات المؤلمة من الأسهم التي كانت ضحية “الخيانات” من المضاربين، يجب أن تكون درس وعبرة، حتى لا يقع المستثمرون والمتداولون الأفراد مرة أخرى في هذا “الشرك”.

إذا كان المضارب يتمتع بوفرة من السيولة، أو يملك من الإمكانات الفنية والحرفية التي تمكنه من المبادرة والقراءة للفرصة، أو القدرة على قيادة جولة، فليكن هناك سقف وحد أدنى من الأخلاق، مراعاة لمن جذبهم أو أوصى لهم أو منحهم إشارة الدخول وميثاق الأمان.

لكن أيضاَ هناك ثوابت يجب إعلاؤها من جانب الأفراد وصغار المستثمرين عموماً الذين يمثلون “ملح السوق”:

* هناك مضاربون “شرفاء” ومضاربون عكس ذلك بنسبة 100%.

* انتقاء الأسهم والاطلاع على الملاك الرئيسيين، ومن الملاك تستمد الثقة.

* انتقاء الشركات التي لديها أصول جيدة ومجلس إدارة ثقة محترف يعمل من أجل الشركة ومصالح المساهمين ويراعي حقوق الأقليات وليس مجلس موظفين ممثلين لأحد الملاك.

* تاريخ وسجل الشركة في الممارسات والسوق مكشوف للجميع والزين والشين على “وضح النقا”.

* شركات الأصول وهيكلها التنفيذي من “أولاد الأصول”.

 

نماذج مشرفة وممارسات محمودة:

من النماذج التي ستبقى راسخة في السوق، مبادرة إحدى الشركات بشراء أسهم من صغار المستثمرين كانوا قد اكتتبوا فيها بسعر مرتفع ولم يحالفهم الحظ في تحقيق أرباح، فقامت الشركة بإعلاء روح المسؤولية واستعادت الأسهم.

 

التزام تاجر بالمساندة والدعم

أحد المستثمرين الاستراتيجيين منح إحدى الشركات قرضاً مالياً للمنافسة على مزايدة، وبعد المزايدة قام بشراء الأصل بربح من الشركة، وبالرغم من ذلك رفض التخلي عنها واستمر في ملكيته ورفع حصته والشركة عبرت كل تحدياتها في إطار التزام أخلاقي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى